أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2023
1460
التاريخ: 24-5-2017
82211
التاريخ: 24-5-2017
2211
التاريخ: 2-1-2017
4046
|
تربية الطفل، فن قائم بذاته، تتطلب ذكاء من قبل المربين، بالإضافة إلى الخبرة والجهد والتضحية، فليست مجرد روتين يتبع. نقدم الطعام، والكساء، والمأوى، مع الخدمات الصحية، والإرشادات الكلامية، إلى أن يصبح الطفل رجلاً فيتولى أمر نفسه بنفسه.
إن المسألة أبعد من ذلك بكثير، وأعمق من ذلك بكثير، فبمقدار ما تكون التربية الطفولية مستقيمة وسليمة بقدر ما نحصل على أطفال يتمتعون بالصحة النفسية التامة وبالسلوك الحسن.
ولو تأملنا في المضامين التربوية للغالبية العظمى من الأهل، ويطبقون هذه النظريات التربوية على أطفالهم لأصبنا بالدهشة والاستغراب، معظم الأسر تجد أن قائمة الزواجر والنواهي هي سيدة الموقف، (إياك أن كذا... إبتعد عن هذه... لا تمس تلك... إن فعلت ذلك سأضربك... لا تلعب بالتراب... لا توسخ ثيابك... احذر الاقتراب من كذا... أو ابتعد عن كذا...).
سلسلة من التحذيرات واللاءات يشحن بها ذهن الطفل الصغير حتى ليصبح عاجزاً عن التمييز بين ما يجب أن ينفذه وما لا يجب، بين ما هو ضار به فعلاً، وبين ما هو مزعج للأهل فقط ؟!.
هذه اللغة الجافة واللهجة القاسية، تفعل فعلها في نفسه، فعن طريق الفعل ورد الفعل تنعكس سلبيات هذه الطريقة على الوالدين أنفسهم، فبنفس اللغة التي خاطبته بها أمه، يخاطب بها إخوته، أو أمه بعد ذلك. فالصوت الرقيق الناعم الهادئ كمثير يستدعي استجابة هادئة، والعكس بالعكس. ولقد قيل في الإنجيل المقدس، (بنفس المكيال الذي تكيلون به، يكال لكم به)، حتى إن بعض الأطفال يخاطب أخته الكبرى أو أخيه الأكبر بنفس اللغة التي خوطب بها من قبل أمه، وبنفس اللهجة، ودون مراعاة لفارق السن وتراتبيته والطفل كما نعلم مقلد ماهر، فهو يقلد الأهل في حركاتهم وسكناتهم ومختلف سلوكياتهم.
- ومن الأخطاء التربوية الشائعة، أن بعض الآباء ينصب إبنه جاسوساً لتقصي ومراقبة ما تفعله الوالدة في غياب الأب، وما يسلكه أخوته من سلوك حيث يستدعى في المساء من قبل الأب لتفريغ ما لديه من معلومات، فيصفي الوالد حسابه مع المخطئين، ويشعر هذا (الجاسوس)، الحديث السن بالنشوة والانتصار وبالمكانة التي نالها عند والده، والتي تجعل منه شرطياً يتمتع بمهابة الجميع، والجميع يخافونه ويحسبون له حساباً، إن هذه مغالطة تربوية فظيعة، (فعلى الوالدين أن يراقبوا أولادهم بأنفسهم ويستغنون عن هذه الطريقة، التي تولد في نفوس أولادهم شعوراً طاغياً، لا يعلم مداه إلا الله)(1)، وفي اعتقادنا أن هذا الأسلوب التربوي يتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم من تحذير واضح من الغيبة والتجسس بدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. محمد مصطفى الديواني، حياة الطفل، ص133.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|