المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دور العلوم الإنسانية  
  
4046   10:59 صباحاً   التاريخ: 2-1-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص15ـ16
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

في خضم هذه الأزمة العظيمة التي يعيشها جيلنا الحاضر، فإن العلوم الإنسانية غفلت بدورها عن واجبها الأساسي، ووقعت في أحضان تلك المفاسد أكثر من اي برهة، فلسنا نجد في اي فترة زمنية قد تخلت العلوم عن الالتزام الأخلاقي كما هي عليه اليوم، فعندما يطرح شعار العلم من أجل العلم، وعندما يكون العلم وسيلة للكسب، وليس لخدمة الإنسانية، وعندما تفقد العلوم موضوعها الأساس، فهل سيكون وضع العالم أفضل مما هو عليه الآن؟

يقول (اريك فروم): إن علم النفس في عصرنا الحاضر قد فقد موضوعه الأساس اي موضوع البحث في قضايا النفس الإنسانية. فالوجدان الإنساني يمتلك طريقاً واسلوباً للحكم على القيم، وقد سعى علم النفس اليوم لإخراج الوجدان من دائرة بحثه، وانشغل بقضايا اقل أهمية، ولا علاقة لها بروح الإنسان ونفسه، ونتيجة لذلك صرنا اليوم نواجه هذه المسألة وهي ان الجو الفكري والعاطفي الذي كان يبحث فيه علم النفس وأحياناً الفلسفة أيضاً والجوانب المتعلقة بالآثار الروحية وتقوى الإنسان وسعادته قد تُركت جانباً، واضحى جل اهتمامه بالجوانب المادية والمخبرية.

في حين ان العلوم عامة، والعلوم الإنسانية خاصة ينبغي ان تكون في خدمة الإنسان، وان تقدم له طريقة فضلى للاستمرار بحياة مشرّفة، ولتحد من انتشار الثقافة العدائية، ولئلا يستثمر الإنسان مستقبله في تطوير الرصاص والقنابل، التي لا تستهدف إلا الإنسان نفسه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.