المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Glucans
19-6-2018
الطـرق والإجراءات المـحاسبـية الواجـب اتـباعـها في المـصارف
8/9/2022
اكتشاف النيوميسين
23-2-2016
فرار الصحابة يوم احد
2024-11-14
أسئلة مهمة حول علم اللَّه‏.
11-12-2015
الجنس Klebsiella Spp
19-7-2016


اهمية التربية  
  
25375   12:26 مساءً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص25-32
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

 للتربية اهمية بالغة في تحقيق التواصل بين الافراد وتنميته وكذلك تجديد ونقل التراث الثقافي عبر الاجيال وتكوين اتجاهاتهم  السلوكية السوية  بهدف ان يعرف كل منهم ما له من حقوق وما عليه من واجبات من اجل بناء مجتمع ديمقراطي وفيما يلي سنعرض تلك الاهمية بشئ من التوضيح (1).

1ـ التربية وسيلة اتصال وتنمية للأفراد :

إن بقاء المجتمع لا يعتمد على نقل نمط الحياة عن طريق اتصال الكبار بالصغار فقط ولكن بقاء المجتمع يتم بالاتصال الذي يؤكد المشاركة في المفاهيم والتشابه في المشاعر للحصول على الاستجابات المتوقعة من الافراد في مواقف معينة .

إن هناك علاقات كثيرة  بين افراد الجماعة لا تكون علاقات اجتماعية بالمعنى الصحيح  فكثيرا ما يستخدم انسانا غيره لإنجاز مطالب له بدون تقدير لأوضاعه العقلية والنفسية المتصلة بإنجاز تلك المطالب ومثل هذا الاستخدام يعكس العلاقات القائمة على اساس القوة والنفوذ وليس على اساس تحقيق  الاهداف او اشباع الرغبات المشتركة .

والاتصال يكون مربيا اذا كان قائما على الخبرة ووحدة الاهداف والميول المشتركة وهذا  الاتصال المرغوب والمفضل بين الاباء والابناء وبين المعلمين والتلاميذ وبين الرئيس والمرؤوس حتى تضمن علاقات ايجابية ذات اثر تربوي بين اعضاء المجتمع فالحياة  الاجتماعية لا تتطلب لدوامها التدريس والتعليم فقط ولكنها تتطلب التربية لان التربية تزيد الخبرة وتخلق  الاحساس بالمسؤولية وتوحد الاهتمامات  فتتلاقى الاتجاهات .

والمجتمعات الانسانية تعتمد في بقائها على التربية لان اساليب حياتها وانماط تفكيرها التي تكونت واستقرت بين افرادها لا تنتقل انتقالا بيولوجيا بين الافراد مثل لون العين او الشعر او البشرة وانما تكتسبها الاجيال المتعاقبة عن طريق التعلم والمشاركة في الخبرة الاجتماعية فمهما كانت بساطة الحياة في اية جماعة انسانية من حيث لغتها وتقدمها العلمي ومعايرها الخلقية  واساليبها المعيشية  فان المرادفات السلوكية لكل ذلك لا تنشأ مع الاطفال بمجرد ولادتهم  وانما تنمو فيهم عن طريق المشاركة في انواع الانشطة التي تميز افراد الجماعة التي ينتمون اليها اي عن طريق التربية .

واذا كانت التربية ضرورة مهمة لاستمرار الجماعة على هذا النحو فأنها اكثر اهمية للجماعة كلما ارتقت في سلم التطور الثقافي وزاد نصيبها من العلم وتعقدت نظم واساليب حياتها .

والتربية تكون بذلك كله موضوعها الخبرة الانسانية وهي وسيلة الاستمرار الاجتماعي للحياة  والسبيل الى تجديد الحياة بمستوياتها المادية والاجتماعية والخلفية والفنية. ذلك لان كل فرد من افراد الجماعة يولد ناقصا من الناحية الاجتماعية  فلا يملك لغة او معتقدات او افكارا او معايير  اجتماعية وعن طريق التربية بوسائلها المختلفة واجهزتها المتعددة يكتسب الفرد كل هذه المفاهيم والمهارات والاتجاهات والمعتقدات والمعايير ويتحول من مواطن بالقوة الى مواطن بالفعل مندمجا في الحياة الاجتماعية واعيا بكيانها مدركا لأدواره فيها يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات ومن هنا تتحقق مكانته وانسانيته وحريته وقيمته الاجتماعية .

2- التربية تعمل على استمرار ثقافة المجتمع وتجديدها ونقل التراث الثقافي :

حيث تحتل التربية مكانها البارز في ثقافة المجتمع فهي السبيل الى تشكيل الافراد وتحقيق الاستمرار بين الاجيال المختلفة فلا بد لكل جيل ان يدرك ان ما وصل اليه لم يأتي عفويا وانما كان نتاج جهد وعمل شاقين حتى تستمر الجماعة وتحقق اهدافها.

لهذا يسعى المجتمع الى ان يهيئ لصغاره من حضارته اقساطا بسيطة في المدرسة والمؤسسات التعليمية الاخرى حتى يفهم الحياة في الحاضر والمستقبل.

والمجتمع انشأ المدرسة لتكون اداته في تحقيق اهدافه واوجز فيها مدنيته فالمدرسة تتميز بما يتميز به المجتمع من محافظة ومن جمود او من تغيير ورغبة في التجديد فالعلاقة وثيقة بين التربية والثقافة وتستمر هذه العلاقة ويتم تدعيمها عن طريق التفاعل والتنشئة والتربية.

إن وظيفة التربية تكون اساسا في نقل التراث من جيل الى جيل ومن اكتساب الخبرة المتزايدة كأساس للنمو وتعديل النظم الاجتماعية المختلفة وتطويرها كما تعمل التربية على تزويد افراد المجتمع بالمواقف التي تنمي التفكير لديهم فالتربية هي مؤسسة الثقافة التي عن طريقها يمكن تغيير عقول الافراد وتجديدها.

3- التربية تعمل على تكوين الاتجاهات السلوكية :

وتوجد وظائف اجتماعية اخرى كثيرة للتربية تتحقق من خلال عمل البيئة الاجتماعية ذلك ان الطريقة الوحيدة التي يسيطر بها الكبار على تربية الصغار انما تحدث من خلال السيطرة على البيئة التي يعملون فيها.

إن الاثر التربوي للبيئة الاجتماعية ينعكس في تكوين شخصية الفرد واتجاهاته العقلية والعاطفية وفي تحديد انماطه السلوكية وان البيئة تتطلب من الافراد استجابات معينة في مواقف معينة فالوسط الخاص الذي يعيش فيه الفرد يقوده لرؤية اشياء اكثر من غيرها ولاتخاذ اسلوب معين من العمل بنجاح مع الاخرين.

وهكذا يكتسب الفرد من هذا الوسط اتجاها سلوكيا يظهر في نشاطه وتفاعله مع بيئته وتتكون الاتجاهات السلوكية في البيئة بواسطة تشكيل العادات النافعة للطفل وتثبيتها وبتعديل دوافعه الاصلية على اساس مبدأ اللذة والالم فلكي يحصل الطفل على لذة النجاح ويتجنب الم الفشل عليه أن يعمل في الطريق المرغوب فيه مع الاخرين وقد يشارك بطريقة حقيقة في نشاط الكبار وعندئذ تكون دوافعه الاصلية قد تعدلت بحيث اصبح لا يعمل فقط بطريقة يقبلها الكبار بل لان نفس الافكار والعواطف التي عند الكبار قد نمت عنه وبالتالي يكسب رضا الاخرين.

وما يؤكد دور البيئة الاجتماعية من تشكل الاتجاهات العقلية والعاطفية للفرد وتحديد نمطه السلوكي، انه اذا ما احتوته الاتجاهات العقلية والعاطفية للبيئة يكون قادرا على معرفة اهدافها الخاصة وطرق ووسائل تحقيقها وبمعنى اخر تأخذ أفكاره ومعتقداته اتجاها مشابها لاتجاه مثيلاتها في البيئة فطريقة الحكم على الامور وكيفية تفسير الظواهر المختلفة ونوعية القيم والتقاليد التي تحكم المجتمع وتسود فيه انما تعكس الاتجاهات العقلية والعاطفية السائدة في المجتمع.

ويتمثل دور البيئة عندئذ في تزويد الفرد بالمواقف والمثيرات التي يستجيب لها وفق نمط الاستجابة البيئية وهكذا تكون التربية عملية تعلم لأنماط سلوكية موجودة في البيئة لوجود مثيراتها.

4- اهمية التربية في بناء الدولة العصرية :

وللتربية دور مهم في السباق الدائر بين الامم في عالمنا المعاصر من اجل التقدم العلمي والتفوق العسكري ذلك ان قوة اي دولة لا تقاس فقط بما تمتلكه من ادوات واسلحة حربية متفوقة واساليب تكنولوجية متقدمة وانما تقاس بما تملكه من قوة بشرية مدربة وواعية تكون مصدرا للإنتاج المتقن والابتكار والتجديد والتنظيم والتنسيق والتطوير.

فالقوة العسكرية والتفوق العلمي كلها رهن بما يتوفر لأفراد المجتمع من وعي وعلم ومهارة وكل ذلك من نتاج التعليم فالتعليم يرتقي بمستوى الامم الى الافضل واسقاط عوامل التخلف واحلال مقومات القوة مكانها.

ومن المسلمات ايضا ان التقدم الصناعي والاقتصادي وازدياد المعارف الانسانية التي كشفت كثيرا من قدرة الانسان على التعبير قد جعلت الناس يفطنون تماما الى أن الجهل هو اشد اعداء الانسانية وانه اشد بلاء من الفقر والمرض ومن ثم اصبحت المؤسسات التعليمية اليوم عدة الجماعة وسلاحها في محاربة الابعاد التي تشكو منها الانسانية والوسيلة الفعالة لنهوض اية امة.

5- تحقيق النمو الشامل واكتساب الخبرة :

حيث تهيئ التربية الوسائل المختلفة لتحقيق امكانات النمو الشامل للطفل عقليا واجتماعيا وجسميا والبيئة هي الوسط التربوي لذلك فالطفل يعتمد على الكبار في اكسابه الخبرة اللازمة لتفاعله وتكيفه مع الاخرين وتكتسب هذه الخبرة بتكوين العادات الايجابية التي يسيطر بها الطفل على بيئته ويستخدمها في تحقيق اهدافه.

 والتربية هي النمو، والنمو خاصية الحياة، وبالتالي تعتبر التربية هي الحياة لانها عملية اكتساب خبرات اجتماعية فالطفل عندما يتفاعل مع الافراد والجماعات تفاعلا يشبع حاجاته الاجتماعية والعقلية والجسمية يكون حريصا على اكتساب رضاهم واكتساب المزيد من الخبرات بهدف سرعة التكيف والاندماج في الحياة وهو لهذا ينظم الى الجماعات لكي يشعر بالانتماء اليهم وبالتالي يشعر بكيانه وشخصيته وقيمته ومكانته واستقراره النفسي.

وعملية الانتماء للجماعات عملية مهمة في بناء المجتمع وتماسكه حيث إنها تشد المجتمع الى بعضه البعض وتحدد بقاءه من خلال استيعاب قيم الحياة ونقل تراثها الثقافي ومشاركة نشاطها الايجابي على اساس رصيد الخبرات والمعارف والاتجاهات والمهارات التي يسعى لزيادتها وتنميتها تمشيا مع تغير مواقف الحياة وحاجته للتكيف مع هذا التغير.

6- اكتساب اللغة :

للبيئة دور مهم في تعليم اللغة وتحصيل المعرفة فالطفل يتعلم اللغة واساليب الكلام ممن يختلط بهم في مراحل نموه الاولى.

فالطفل عند سماعه للصوت فإنه غالبا ما يسمعه مصاحبا او مرتبطا بشيء محسوس كما ان هذا الشيء والصوت الدال عليه يتكرران بالنسبة للطفل، وتبعا لذلك يصبح الطفل طرفا اخر في عمل مشترك سيسمع فيه ذلك الصوت وباستعمال هذا الصوت مع هذا الشيء في مواقف ذات نشاط مشترك بين طرفين تكون المعرفة في ابسط صورها اي ان الاشياء والاصوات الدالة عليها تستخدم اولا في نشاط مشترك كوسيلة لأعداد اتصال ايجابي فعال بين الكبير والصغير.

والأم حين تقدم لطفلها لعبة معينة او غذاء معينا، فإنها تنطق صوتا معينا يصاحب تقديم هذا الشيء ولان الامر يعني الطفل فسيكون طرفا في هذا الاتصال وهو نشاط ايجابي وظيفي فيتعرف على الأشياء ومعانيها.

وبتكرار هذه المواقف التي تتصل بحاجات الطفل واهتماماته فإن التعرف على الاشياء ومعانيها

سيكون اول مستويات الخبرة المحسوسة وهكذا تنمو المعرفة والخبرة عند الطفل بسيطرته على اللغة واساليب الكلام كأدوات اتصال لها معانيها وقيمتها عند الاطراف المشتركة في جوانب الحياة ومناشطها المختلفة.

7- التربية تعمل على تحقيق الديمقراطية :

فالتربية لها المكانة الاولى في تحقيق آمال الشعوب في حياة تستند الى الحرية والعدالة وحكم القانون وهذه المفاهيم وما يرتبط بها من ممارسات لا تولد مع الافراد وانما يكتسبونها بالتعليم والممارسة والتطبيق لذلك يجب أن تكون المدرسة مكانا يتهيأ فيه الناشئة لأساليب الحياة الديمقراطية فيفهمون مبادئها ويمارسونها في خبرات تربوية منظمة فالديمقراطية هي قيم وعلاقات واساليب تفكير وضوابط يجمع الفرد بمقتضاها بين حريته ومسؤوليته وبين حقه في النمو وواجبه نحو الجماعة وكل ذلك يتطلب نوعا من التربية يمكنه من ممارسة الحرية على اساس من العلم ويتيح الفرصة امام الجميع لممارسة حقوقهم المشروعة.

وتبرز اهمية التربية في هذا المجال في كونها تعمل على نمو الفرد وتقدمه عن طريق التعلم حيث يتمكن الفرد من المشاركة في الحياة العامة. واتخاذ القرارات يتطلب فهما ودراية واحاطة بما يؤثر في هذه الحياة من عوامل ومشكلات وكل ذلك يعتمد على التعليم لذلك يجب ان ينال التعليم اهتمام الجميع.

8- التربية تعمل على تذويب الفوارق بين الطبقات :

ذلك لأن انتشار المعرفة وذيوع العلم يؤديان الى المساواة بين طبقات المجتمع ويدعوان الى حسن التفاهم والتعاون بين كل الفئات، وبذلك تكون التربية هي الدعامة الاساسية في تحقيق اي تحول اجتماعي يهدف الى إذابة الفوارق بين الطبقات، ويكون معيار التميز هو المهارة والعمل لا الثروة والجاه والنسب، كذلك فالتربية تعمل من خلال المؤسسات التعليمية بشكل مباشر حيث يجلس الجميع بجوار بعضهم البعض في الفصول الدراسية للتعلم لا فرق بين هذا وذاك على اساس من الجنس او اللون او الثروة او الغنى او الفقر او الحسب او الجاه وبذلك يتساوى الجميع ولا فرق بين هذا وذاك الا بمعيار التفوق والمهارة بالعمل .

9- التربية تعمل على اكتساب القيم الخلقية والجمالية وتذوقها :

كثيرا ما نقول ان الاخلاق الطيبة تأتي من النشأة الطيبة والنشأة الطيبة تأتي من الافعال المعتادة في مناشط الحياة المختلفة وبمعنى اخر فان النشأة الطيبة والاخلاق الطيبة تتأتى من الافعال الملموسة في مناشط الحياة اكثر مما تأتي من اساليب الوعظ والارشاد .

فالأخلاق تتكون من خلال الممارسة، والانخراط في مواقف الحياة يكون من خلال التعامل مع افراد والجماعات حيث يكون اكتساب القيم والعادات ذات الاثر الايجابي البناء كالتعاون  الاجتماعي وحب الخير والابتعاد عن الشر وفق ما تحدده البيئة من معايير الخلق الطيب والسلوك الحميد الذي هو خير ضمان لسلامة الفرد والمجتمع .

ويمتد اثر البيئة الى تربية الذوق وتقدير الجمال من خلال ما تستشعر النفس من المعاني الجميلة  في آداب السلوك الانساني وآداب الحديث في المناسبات والمواقف المختلفة وما تراه العين في البيئة من معالم الجمال وادراك علاقاته المتمثلة في حسن التنظيم للأشكال والعناصر انما يرجع اثره الى التربية التي غرست في الفرد القدرة على التذوق الجمالي .

10- أهمية التربية في تحقيق التطور وتشکیل المستقبل :

حیث تعد التربية دائما عاملا للتطور ودافعا الى التبديل والتغيير، والتغيير يكون بهدف تحقيق

الرخاء والاتجاه الى الافضل .

وتطور المجتمع لا يقتصر على ضمان توفير الغذاء والكساء وبناء المساكن والعناية بالأمور الصحية فقط ، بل يعني اكثر من هذا فهو يهدف الى زيادة الثقافة وكثر العمل في الفن وتقديره وإشباع الحواس الجمالية والسمو بالمستوى الاخلاقي والروحي وتقوية روح الانتماء بين المواطنين واحترام حقوق الاخرين وضمان العدالة وانتشار الديمقراطية والمساواة في الفرص وهذه المفاهيم ترتبط بالتربية من اجل تطبيقها وتحويلها الى مقومات سلوكية وعلاقات تنظيمية.

والتربية وهي تشكل الفرد والثقافة وتقوم بدورها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،  ترتبط بالمستقبل وتؤثر فيه، بل يمكن القول بأنها صانعة المستقبل، فالمؤسسات التعليمية تعد اطفال اليوم لمجتمع يختلف تماما عن المجتمع الحالي وتعد صياغة اتجاهات  الاطفال والشباب وتكون قيمهم وتشكيل افكارهم وبالتالي تقرر مستقبل  الثقافة ونوعية الحياة.

والعلاقة عضوية وتبادلية بين التعليم والمستقبل، فالتعليم للمستقبل يعني ضرورة وجود فلسفة واضحة تحرك التعليم من داخله  كما تحرك العلاقات بينه وبين قطاعات العمل المختلفة ولكي يتم ذلك لابد من الاخذ بالتخطيط حيث إنه ينظم حركة التعليم ويدفعها الى الأمام ليؤثر في المستقبل ويشكله .

____________

(1) انظر :

1- محمد الهادي عفيف: في اصول التربية، الاصول الثقافية للتربية، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية ، 1997 ، ص53-63.

2- محمد لبيب النجيحي: التربية اصولها الثقافية والاجتماعية، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية ، 1994، ص12-18.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.