أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
![]()
التاريخ: 18-11-2020
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 2-12-2014
![]() |
إجازاته:
تعني الإجازة: الإذن من الاستاذ لتلميذه برواية مسموعاته أو مؤلفاته ولو لم يسمعها منه ولم يقرأها عليه عند أهل الحديث والدراية [1] ، والهـدف منه الحفاظ عليها من التحريف [2] والدس [3] والوضع[4] [5].
حصل أبان بن تغلب على الإجازة بالفتيا من الإمام الباقر (عليه السلام) حين قال له: ((اجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس، فإني أحبُّ أن يرى الناس في شيعتي مثلك)) [6].
إنّ منصب الفتيا يتطلب أن يكون المتحمل للإفتاء على معرفة بالأحكام الشرعية ومداركها والأصول والنحو الذي يحتاج إليه واللغة التي لا غنى عنها في ذلك [7] .
ولقد كان لأبان إجازة أخرى في رواية الأحاديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فذكر مسلم بن أبي حية [8] : ((كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أخدمه فلما أردت أن أفارقه، ودعته وقلت أحب أن تزودني فقال: ائتِ أبان بن تغلب، فإنه سمع مني حديثاً كثيراً فما رواه لك فارو عني)) [9] .
ومن الروايات الأخرى الدالة على أن الإمام الصادق (عليه السلام) قد أجاز لأبان أن ينقل عنه الحديث هو إرشاد أبان بن عثمان [10] إلى سماع الأحاديث والروايات من أبان بن تغلب وروايتها عنه إذ قال له الإمام الصادق (عليه السلام): ((إن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث، فأروها عنه)) [11].
ما سبق يدل على وثاقة أبان بن تغلب ومكانته العلمية وما كان يمتلك من صفات جعلته مؤهلاً للفتيا ونقل الحديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
آراء العلماء فيه:
ممّا لا شك فيه أن الثقافة التي تمتّع بها أبان بن تغلب في مختلف الميادين جعلت منه محل ثقة العلماء المهتمين بتراجم الرجال والمهتمين بعلوم الحديث وقراءته لا سيما من جاء بعده من العلماء، فوصف بعدة صفات فقالوا فيه أقوال دلت على مكانته العلمية وسمو علمه ومرتبته، ودلت كذلك على ثقته وممّا قيل فيه قول الإمام الباقر (عليه السلام): (أنت من رؤساء الشيعة) [12]، ونُقل عن أبان بن محمد بن أبان أنه قال: (سمعت أبي يقول: دخلت مع أبي إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فلما بصر به أمر بوسادة فألقيت له وصافحه واعتنقه وسائله ورحب به))([13])، وإن المساءلة هي كثرة السؤال عن أدق الأمور [14] ، وقد وصفه سفيان بن عيينة بأنه كان يُعرف بالفصاحة والبيان، وقيل إن أبا نعيم الفضل بن دكين ذكره في تاريخه فقال: ((رأيته وكان غاية من الغايات)) [15]، ووثقه ابن سعد [16] ، وفيه قال ابن حنبل[17] : ((أبان ثقة كان شعبة يُحدث عنه))، وذكر العقيلي [18] : سمعت أبا عبد الله عبد الرحمن بن الحكم [19] يذكر أبان بأدب وعقل وصحة حديثه إلا أنه كان فيه غلو[20] في التشيع، وقال ابن أبي حاتم الرازي [21] : سمعت أبي يقول: ثقة صالح، وأن يحيى بن معين قال: أبان بن تغلب ثقة، وكذلك ذكره ابن حبان[22] في ثقاته.
وممّن كان له رأي في أبان بن تغلب ابن عدي [23] إذ قال: ((لأبان أحاديث ونسخ عامتها مستقيمة إذا روي عنه ثقة وهو من أهل الصدق في الروايات وإن كان مذهبه مذهب الشيعة وهو معروف في الكوفة وقد روى نحوا أو قريباً من مئة حديث، وهو في الرواية صالحًا لا بأس به))، وقيل عنه بأنه كان من المحدثين، وأصحاب الحديث يجمعون حديثه [24] .
ذكر النجاشي [25] أبان فقال: إنه كان عظيم المنزلة، لقي الإمام علي بن الحسين والباقر والصادق ((عليهم السلام)) وكانت له عندهم منزلة وقدم، ووصفه الطوسي بقوله: ((ثقة جليل القدر)) [26] ، ومدحه ابن داود [27] فذكر بأنه كان سيد عصره وفقيهه وعمدة الأئمة.
وفيما يخصُّ كتب تخريج الأحاديث فقد أخرج له مسلم في صحيحه وكتب السنن الأربعة: سنن ابن ماجة وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي، وأخرج له الحاكم في مستدركه بعد توثيقه [28] .
إنّ ما سبق ذكره دليل واضح على المكانة السامية التي تمتع بها أبان بن تغلب بين المحدثين والعلماء، ومنزلته الرفيعة لدى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومنها قول الإمام الصادق (عليه السلام)فيه بعد وفاته إذ قال: ((رحمه الله أما والله لقد أوجع قلبي موت "أبان")) [29] ، وهذا تصريح واضح من الإمام عن مكانة "أبان"الكبيرة عنده.
وترجم له الخوانساري فقال: ((من أكابر فقهاء الشيعة وثقاتهم ومحدثيهم)) [30] .
([1]) بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، المجلسي (ت:1111هـ)، تحقيق: يحيى العابدي وعبد الرحيم الرباني: 102/166.
([2]) التحريف: هو تغيير الكلام عن معناه. ينظر: معجم لغة الفقهاء، محمد قلعجي:123.
([3]) الدس: هو وضع شيء تحت شيء آخر في الخفاء. ينظر: لسان العرب: 6/82.
([4]) الوضع: وضع الحديث هو افتراؤه على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله . ينظر: معجم لغة الفقهاء:505.
([5]) علوم الحديث، الصالح :95.
([6]) رجال النجاشي:10.
([7]) تذكرة الفقهاء، الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، (ت:726هـ)، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليه السلام لإحياء التراث، (قم-1998م):9/449.
([8]) هو مسلم بن أبي حية، وقيل سليم بن أبي حبة كان من أصحاب الامام الصادق عليه السلام وأحد رواة أحاديثه على ما ظهر من روايات فقهية. يُنظر: نقد الرجال: 4 /374.
([9]) اختيار معرفة الرجال: 2/623.
([10]) أبان بن عثمان: بن يحيى بن زكريا، مولى بجيلة، معروف بالأحمر، عالم بالأخبار والأنساب كان يسكن الكوفة تارة والبصرة تارة أخرى له كتاب يجمع بين المبدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة. يُنظر: رجال النجاشي:13.
([11]) رجال النجاشي: 12-13.
([12]) كامل الزيارات، ابن قولويه:546.
([13]) رجال النجاشي:11.
([14]) تاج العروس: 11/324.
([15]) إكمال تهذيب الكمال، مغلطاي: 1/157-158.
([16]) الطبقات الكبرى: 6/360.
([17]) العلل: 3/284.
([18]) الضعفاء الكبي:1/37.
([19]) عبد الرحمن بن الحكم: بن بشر بن سليمان الرازي، الحافظ، كان أعلم الناس بشيوخ الكوفيين. يُنظر: الجرح والتعديل، الرازي: 5/227.
([20]) الغلو: هو التشدد والتصلب. يُنظر: تاج العروس: 20/23.
([21]) الجرح والتعديل: 2/297.
([22]) الثقات: 6/68.
([23]) الكامل في الضعفاء: 1/390.
([24]) تصحيفات المحدثين، العسكري: 3/982.
([25]) رجال النجاشي:10.
([26]) الفهرست:57.
([27]) رجال ابن داود:29.
([28]) تهذيب التهذيب، ابن حجر: 1/81-82.
([29]) اختيار معرفة الرجال، الشيخ الطوسي2/ 206.
([30]) روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، محمد باقر الخوانساري، (ت:1313هـ): 3/270.
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تحذّر من خطورة الحرب الثقافية والأخلاقية التي تستهدف المجتمع الإسلاميّ
|
|
|