المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



الاهداف العامة لرياض الاطفال  
  
82020   12:14 مساءً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص59-61
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تمثل الاهداف التربوية لهذه المرحلة بداية الطريق لأية سياسة تربوية، وتختلف هذه الأهداف من مجتمع لآخر حسب القيم السائدة في تلك المجتمعات وتنعكس في صورة احكام قيمية للصفات المرغوب إكسابها للأطفال، بما يحقق اكبر قدر ممكن لنموهم كأفراد يعيشون في إطار اجتماعي محدد.

وتهدف رياض الاطفال في مجتمعنا الى تحقيق الاهداف التالية (1):

1ـ النمو التدريجي الشامل والمتكامل الذي يعطي الطفل الفرصة لان يكون مستقلا معتمدا على نفسه في القيام ببعض المهام المناسبة له.

2- إكساب الطفل بعض القيم والمبادئ الدينية السامية بما يناسب مرحلته وغرس روح الانتماء لوطنه وأمته لديه.

3- تعلم المشاركة النشطة مع الاخرين صغاراً وكباراً .

4- تعلم الطفل لكيفية تكوين العلاقات الاجتماعية مع الاخرين من الاسرة والروضة والمجتمع.

5- تعلم الطفل لكيفية تطور عمليات التحكم الذاتي .

6- تعلم الطفل للأدوار الاجتماعية المناسبة لسنه وكيفية القيام بها .

7-  تعلم الاطفال كيفية العناية بأجسامهم واستخدام اعضائهم استخداما وظيفيا .

8- تعلم الاطفال وممارستهم للمهارات الحركية الكبيرة والصغيرة .

9- تعلم الاطفال لكيفية التعامل مع مكونات البيئة الطبيعية .

10- تعلم الاطفال الكلمات الجديدة وفهم بعض التغيرات اللغوية المناسبة .

11- تعلم الاطفال كيفية تطور الشعور الذاتي الكلي في علاقتهم بالوسط المحيط.

واذا كانت هذه هي اهداف رياض الاطفال في مجتمعنا المصري فأين هذه الاهداف من تلك التي اتفق عليها الرواد الاوائل كأساس لتربية الطفولة المبكرة حيث إن هذه الاهداف تجمع بين الفلسفة الطبيعية والامبريقية والتفاعلية بمعنى انها لا تتدخل في كل خطوة يقوم بها الطفل فتفشل حركته ولا تتركه دون توجيه اعتمادا على القوى الفطرية التي تتفتح من تلقاء نفسها بل تدعم قدراته وامكاناته.

والمبادئ التي نتحدث عنها هي :

ـ الطفولة مرحلة من العمر قائمة بذاتها، وليست مرحلة إعداد للرشد فقط ، وعليه فإن التربية في هذه المرحلة تهتم بالحاضر كما تهتم بالمستقبل.

ـ الطفل بأكمله مهم ، صحته الجسمية ، العقلية ، مشاعره ، وتفكيره ومعتقداته الروحية، كلها جوانب تحتاج الى تأكيد .

ـ لا يمكن تجزئة التعلم، فكل شيء مرتبط ببعضه العض .

ـ للدافعية الداخلية التي تؤدي الى انشطة بمبادرة ذاتية وتوجيه من قبل الطفل اهميتها وقيمتها .

ـ التأكيد على النظام والضبط الذي يمارسه الطفل على سلوكه من تلقاء نفسه .

ـ هناك فترات من مراحل النمو المختلفة يكون فيها الطفل اكثر تقبلا وقابلية للتعلم ومنها مرحلة الطفولة المبكرة .

ـ هناك حياة داخل كل طفل تنمو وتتفتح اذا ما توفرت لها الظروف والشروط المناسبة .

ـ ما يستطيع الطفل أن يفعله هو ما ينبغي أن يكون نقطة البداية التعليمية .

ـ للكبار والصغار الذين يتفاعلون معهم الطفل اهمية قصوى .

ـ ننظر الى تربية الطفل على أنها تفاعل بين الطفل وبيئته .

واذا ما نظرنا الى هذه المبادئ وتلك التي ترتكز عليها رياض الاطفال في مصر والدول العربية  سنجد ان هذه الفلسفة اكثر تحديدا ووضوحا وتعاملا مع الطفل بشكل مباشر وصريح يهدف  الى مخاطبة عقله وجسمه ووجدانه ونفسه وتسعى الى تنميته بشكل متكامل يرتكز على اسس فلسفية واضحة المعالم محددة القسمات لذا فان على الدول العربية ان تحدد فلسفة واضحة لهذه المرحلة تنبثق عنها اهداف تربوية محددة ويمكن تحقيقها مراعيا ظروف وامكانات واوضاع كل دولة  والاهداف التربوية يجب ان تحقق للطفل اقصى امكاناته في المجالات الاجتماعية والعاطفية والعقلية والجسمية والحركية .

والتربية في رياض الاطفال لا تكون انسانية الا اذا اخذت بعين الاعتبار الاحتياطات الانسانية للأطفال الذين يأتون من بيئات ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة بحيث تنتمي المهارات الاجتماعية للطفل للتفاعل مع الاخرين والتكيف معهم في عالم متغير والتعلم المستمر مدى الحياة .

لذلك على الدول العربية ان تترجم فلسفاتها التي وضعت في رياض الاطفال الى اهداف واجراءات عملية وممارسات يومية، حتى لا تتحول الى مجرد شعارات بعيدة كل البعد عما يجري على ارض الواقع بالاضافة الى المعلمة يجب أن تكون مؤهلة ومتخصصة وواعية بهذه الفلسفات ومقتنعة بها ومدركة للاطار الفكري الذي يغلف ممارساتها فلا تقول كلاما لا علاقة له بما تقوم به في الواقع الفعلي بل على المعلمة دور اكبر في تدعيم الاتصال كذلك بين الروضة واولياء امور الاطفال حتى يكون هناك اتفاق على نمط واحد لتربية وتنشئة الطفل والتعامل معه ليسهل تقويمه وتعديل سلوكه غير المرغوب فيه حتى تستوي تنشئة وتستقيم شخصيته .

_____________

1ـ السيد عبد القادر شريف : ادرة رياض الاطفال وتطبيقاتها ، مرجع سابق ، ص:225-226.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.