أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2022
1996
التاريخ: 1-2-2023
1035
التاريخ: 19-6-2016
2039
التاريخ: 2024-09-26
203
|
الطلاق هو حل عقد النكاح وقطع العلاقة الزوجية التي بدأت بالعقد الدائم.
ورغم التأكيدات والتوصيات المكررة الواردة عن الأولياء والمصلحين ودعاة الخير للمجتمع بأن الزواج رابطة لا تقبل الانقطاع ورباط مقدس متين فإن نسبة حالات الطلاق مرتفعة نسبيا جراء الجهل والأنانية والأهواء.
الطلاق أبغض الحلال عند الله لكنه شرع حفظاً للحقوق المضيعة بعد استمرار الظلم وعدم جدوى النصائح والمواعظ، وإلا فليس من السهل أن يطرح موضوع الطلاق بمجرد حصول اختلاف بين الزوجين.
وكما علمنا في الدرس السابق فإن الرجل يقوم بسلوك ثلاث مراحل عند نشوز الزوجة لعلها ترضخ وتعود إلى الطاعة وتخرج من النشوز ولو وقع النشوز من الرجل فللمرأة وظائف ولها أن ترفع أمرها للحاكم الشرعي الذي يأمر زوجها بالخروج من حالة النشوز وإذا امتنع الاثنان عن اداء وظائفهما فعلى الأقارب التدخل لحل الخلاف بين الزوجين.
وإذا لم تثمر المساعي التي يبذلها كل من أهل الزوج والزوجة ولم يتمكنوا من حل الخلاف ولاحظوا أن استمرار الحياة الزوجية مدعاة لتضييع حقوق أحد الزوجين أو كلاهما تأتي هنا مرحلة الطلاق من أجل قطع جذور هذا المرض ورفع الظلم.
وفي هذا الباب ورد عن المعصومين - عليهم السلام - أحاديث تؤكد ان الطلاق يهتز له العرش الإلهي وهو أبغض الحلال عند الله:
١- عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(... وما من شيء أحب إلى الله عز وجل من بيت يعمر بالنكاح، وما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة يعني الطلاق)(1).
٢- عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
(ما من شيء مما أحله الله أبغض إليه من الطلاق)(2).
٣- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش)(3).
٤- وقال الرسول الأكرم أيضاً (صلى الله عليه وآله وسلم):
(أوصاني جبرائيل (عليه السلام) بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بينة)(4).
مهما كان سبب الطلاق فهو يؤدي بالتالي إلى انهيار الأسرة حيث يفترق الزوج والزوجة بعد فترة من الانسجام والعلاقات الانسانية والأخلاقية بينهما وها هما قد ذهبا إلى حال سبيلهما.
وبعد الطلاق بأيام أو أشهر يشعر الطرفان بشيء من الارتياح والرضى عن العمل الذي قاما به وقد يحس كل منهما بالاستقرار للوهلة الأولى خاصة وإن هناك من يقوم باحترامهما كالأقارب والأصدقاء حيث يعيش كل منهما وضعا جديدا.
وقد يوجد من الأقارب والأصدقاء من يدعوهما لمنزله ويرحب بهما الترحيب اللائق لكن حرارة هذا الترحيب والاستقبال سرعان ما تخمد وتتحول إلى علاقات عادية، وبذا يحسان بأنهما طفيليان ومن هنا يبدأ الشعور بالوحدة والندم على ما مضى والقلق ازاء المستقبل ويدعوان بالويل والثبور لمن كان السبب في انهيار الأسرة وحياتهما الزوجية، لكن هذ الندم لا يجدي نفعاً، والإحساس بالمصاعب والقلق يتبدل تدريجياً إلى عقدة ويصبح لقاء أولادهما، الذي كان أمراً عادياً، أمراً يستند إلى ضوابط قانونية وهنا يحس كل منهما بأنه ارتكب عملاً غير مناسب بحيث أصبح المرء لا يستطيع رؤية أولاده وهم حاصل عمره وثمرة فؤاده رؤية جيدة، ولكن ما العمل وما الحيلة ازاء العمل الذي أقدما عليه بأنفسهما.
رغم إن الطلاق قضية يبدو أنها تتعلق بالزوج والزوجة لكن هناك طرف ثالث هو الأطفال الذين ينتظرهم مستقبل مجهول ولا ملجأ لهم.
أجل للطلاق وجه يخص الزوجين لكن الوجه الآخر الذي يحمل عواقب سيئة يخص الأطفال وحتى إذا كان الطلاق أمرا صحيحاً فمما لاشك فيه أنه يؤدي إلى اللعب بمصير ومستقبل الأطفال الذين هم بحاجة ماسة إلى عطف وحب الأم والأب لذا فإن الطلاق يجعل الأطفال في معرض خطر ازاء التربية الأخلاقية بل يجعلهم مشردين لأن الحياة المتزنة التي يعيشها أي طفل تتم في ظل عطف ومودة الأم وضبط الأب، وواضح أن هذا الميزان يختل عند الطلاق، وأحياناً تكون كفتا الميزان في اختلاف شاسع بحيث لا يمكن الاعتماد عليهما فيصير الأطفال عند الأقارب كالكرة في يد هذا وذاك مرة عند الجدة وأخرى عند العمة وغداً عند الخالة وبعده في المستشفى، ومعلوم الوضع النفسي الذي يعيشه مثل هؤلاء الأطفال المساكين لأن العواصف التي تهب على حياتهم تؤدي بهم وفقا لما يقوله علماء النفس إلى أن يكونوا حمقى لا يتحملون المصاعب وحساسين وضيقي النظرة، وقد يكونون مخربين في أحيان أخرى.
لقد أشارت البحوث والتحقيقات التي أجراها الخبراء والمتخصصون إلى أن سلامة جسم وروح الأطفال وأخلاقهم مرتبطة تمام الارتباط بما يجري بين والديهم فإذا كانت علاقة الوالدين حسنة ينعكس ذلك على الأطفال وإلا فإن تأثير العلاقة بين الزوجين على الأطفال لا بد منه.
وقد أشارت كذلك التحقيقات العلمية التي أجراها الاخصائيون النفسانيون إلى أن الأطفال المحرومين من الحنان والعاطفة يصبحون في الكبر أما مجرمين أولهم الاستعداد لارتكاب الجرائم وهذا أمر ثبت بالدليل العلمي(5).
بناء على هذا فإن الأطفال الذين يعيشون جانباً من حياتهم في ظل أبوين طالما يحصل بينهما الشجار والخصام وينتهي الأمر إلى الطلاق ثم يعيش هؤلاء الأطفال عند زوجات آبائهم أو أزواج أمهاتهم أو عند هذا وذاك فلا شك أنهم لن يعيشوا الأجواء التي ألفوها حيث حنان الأمومة وعطف الأبوة وحيث المحيط الدافئ الذي كانوا يحيون في ظله.
وصيتنا لجميع الأزواج والزوجات إذا لم يرحموا أنفسهم فعلى الأقل عليهم أن يفكروا بأطفالهم ويعلموا أنهم عندما وصلوا إلى مرحلة الأبوة والأمومة فهم ليسوا ملكاً لأنفسهم فحسب بل عليهم أن يفكروا بمستقبل أولادهم كما يفكرون بمستقبلهم على أمل أن يأتي اليوم الذي تنخفض فيه نسبة الطلاق في المجتمع الإسلامي إلى أدنى مستوى لها بإذن الله تعالى.
_____________________________________
(1) وسائل الشيعة ج15 باب1 من كتاب الطلاق ص266.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) مكارم الأخلاق ص٢٤٩.
(5) نظام حياة الأسرة في الإسلام - دكتر قائمي ص ٣٨٦.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|