المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

المبيت في منى
25-11-2016
ما يصح السجود عليه
2024-09-14
تاريخ دارسة الأكاروسات History of Acarology Study
12-5-2021
النزعة الحسية عند بني اسرائيل
2023-07-24
مـوقع إدارة الأفـراد من الادارة كـعـمليـة
10-5-2021
Anger Function
18-11-2018


العقوبة والتعزير  
  
1430   08:19 صباحاً   التاريخ: 25-8-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص377 ـ 382
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كما لاحظتم أن أسس التربية تقوم على غض النظر، والعفو والرفق، والمداراة والاهتمام، وترجيح التشويق على العقوبة، بالإضافة إلى ذلك فإن المبدأ الأساسي يقوم على استعمال المحبة والأنس والصفاء والأخلاق الكريمة لتوجيه الفرد.

في حالة فشل الأساليب السابقة يجب علينا تجربة أساليب أخرى أكثر شدة كالتحول من المداراة إلى الخشونة أي تكون العقوبة إحدى خياراته.

هل أن مبدا العقاب موجود في النظام التربوي الإسلامي؟ الجواب: نعم، ولكن بحثنا هنا يدور حول شروط وضوابط وموارد وكيفية العقاب، نعرض ذلك مع الاختصار:

الإنسان والعقوبة (التنبيه)

السؤال هل أن الإنسان جدير بالعقوبة أم لا؟ الجواب: لو أخذنا المعنى اللفظي للتنبيه بنظر الاعتبار فإننا سنقول: بما أن الإنسان يولد جاهلاً في مجالات الحياة لذا فهو بحاجة إلى التوعية والتعليم.

ولو أخذنا المعنى العرفي لها بنظر الاعتبار والذي يعني الضرب فنقول هنا، الإنسان موجود منضبط ومتمسك بالمقررات والحضارة والقانون وهنا لا تجدر به العقوبة، ولكن عندما يكون متجاوزاً للحدود الإنسانية ومتخذاً للأسلوب الحيواني وسائراً في سبيله فهنا يجب القول نعم إن العقوبة والتنبيه سيكون من شأنه وهو منطقي في حقه وقد وضعه الإسلام في إطار القصاص والحد(1)، وجودها ضروري للحياة والرشد لأن بعض الأفراد يسلكون السبل الشريرة والمنحرفة ويحققون رغباتهم بطرق لا يمكن الرجوع منها إلا بواسطة العقوبة.

العقوبة مؤثرة ولكن حسب رأينا أن الخوف منها أكثر تأثيراً أي يجب إظهار شيء يجعله يخاف ويخشى العقوبة ويفكر دائماً في اجتنابها ولحفظ كرامته.

نرى بعض الأولياء يلجأون إليها والسبب يعود إلى سرعة تأثيرها ومفعولها.

موارد العقوبة

أما موارد العقوبة فهي كالآتي:

- عندما يعلم الطفل بقبح وخطأ أمر ما ويفعله.

- عندما تفشل سبل الإصلاح الأخرى ولا تؤثر به النصيحة والموعظة.

- عند تحذيره من هذا الفعل أو حتى تم تهديده ولكن بدون فائدة

- عندما يكون عالماً وفاهماً.

- عند صدور الأخلاق الحيوانية منه ويبقى مصراً على مخالفة القانون والانضباط.

شروط العقوبة

- يجب أخذ قدرته على التحمل بنظر الاعتبار.

- اجتناب الأغراض الشخصية والعقد التي تجبر على العقاب.

- لا تكون لها صبغة مخجلة أو انتقامية ولا يضاعف مقدارها المحدود والمعقول.

- لا تؤدي إلى الجرح ونقص في الأعضاء.

ـ يجب أن يكون الولي مسلط على أعصابه أثناء العقوبة.

- تتناسب مع نوعية الجريمة أو الخطأ وتقع ضمن الضوابط الشرعية والعقل.

- قدر الإمكان تكون ملائمة وبالمستوى الذي تجعله يلتفت إلى وضعه وظروفه.

- التفكير بآثارها وعوارضها المستقبلية وبشرط أن يكون نفعها أكثر من ضررها.

حدود العقوبة

حدها يتحدد برجوع الطفل عن الانحراف والعودة من طريق الخطأ.

ـ يجب ان لا تكون بالمستوى الذي يقضي على استقلاله.

- يجب إشعار الطفل بأن جزاءه هو هذه العقوبة ولن يظلمه أحد بذلك.

- لا تؤدي الى تحطيم روح الرفض والمقاومة لديه وتجعله فرداً مستسلماً.

- لا تؤدي به العقدة بحيث تجعل منه فرداً متربصاً لتفريغ عقدته هذه على الآخرين.

- لا يمكن إجراؤها على الطفل الصغير وإنما على الفرد المميز.

- لا حدّ على الأطفال ولكن يؤدبونه أدباً بليغاً(2).

الآثار الجانبية للعقوبة

لها آثار سلبية ترافق الإيجابية منها:

- العقوبات وحتى التهديدات والشدة تؤدي إلى قتل ثقة الطفل بنفسه.

- يمكن أن تخلق روح الطغيان والعصيان لدى الطفل.

- ان تكررت العقوبة فإنها ستفقد غرضها لأن الطفل سيعتاد عليها.

- العقوبة الجسدية تحفز الفرد على الاستمرار بالمخالفة من خلال اعتقاده بأن جزاء عمله هذا هو العقوبة فقط ولهذا فانه سيعتاد عليها.

- تجعله فرداً ذليلاً ومستسلماً بالكامل.

- تؤدي أحياناً إلى الشعور بالضياع وهذا له خطر مضاعف.

ـ يؤثر على علاقته مع والديه ويفقد الصميمية والشعور بالارتباط معهم.

ضوابط العقوبة

- يجب ان نؤمن بانها غير لازمة في جميع الحالات ويمكن الاستعاضة عنها بالغرامة أحياناً أو تقليل العطاء.

- الالتفات إلى عمره وخصوصاً فترة الشباب التي يقوى فيها النمو الجسدي والعاطفي وقد تؤدي إلى تحطيم غروره.

- لا ننسى الهدف من العقوبة وعدم تأثره بالانفعالات والأغراض الشخصية.

- يجب أن يعلم الطفل سبب العقوبة، مثلاً سبب ضربه من قبل الأب أو المربي لكي يبتعد عن الأعمال الخاطئة والاستعاضة عنها بالحسنة.

- الأفضل أن تكون بالخفاء وخصوصاً بعيداً عن أصدقائه والأفراد الذين يخجل أمامهم.

- تتناسب مع الخطأ وأن تنبع من التفكير والتخطيط.

- أن تكون بعد وقوع الخطأ مباشرة ولا نسمح بأن يمضي عليها زمن طويل.

- لا يتجاوز حده المعقول بحيث تتضاعف العقوبة مثلاً، فإن ضربته فلا يمكن أن تتعامل معه بشدة أو قسوة أو تجرحه بالكلام لأن هذه الأساليب قد تكون مضرة للقلب والروح (حسب البحوث والتحاليل).

الموارد التي يجب اجتنابها

ـ يجب أن لا تكون بسبب قوله الحقيقة وإن كانت مرة وقاسية.

ـ أن لا تطغى العقوبة على التشويق والتشجع في البيت.

-لا تحصل العقوبة دون الفكر بعواقبها وتقييم نتائجها.

- الخطأ المكرر لا يحتاج إلى العقوبة المتكررة ويجب إيقاف الضرب، ويجب البحث عن علة تكرار ذلك الخطأ.

- ان حاولت الأم التشفع له فلا تكسر ذلك واصرف النظر عن العقوبة.

- العقوبة بعد أخذ العهد منه على عدم تكرار ذلك الفعل اشتباه وخطأ.

- تنفيذ العقوبة يكون من قبلك ولا تدع الأمر لشخص آخر كالأخ أو الصديق.

- لا تتجاوز العقوبة حد الضرب خلف اليد أو المؤخرة ولا يجوز تعذيبه.

- يجب اجتناب العقوبة المفاجئة وعليك إخباره بنية العقوبة الموجودة لديك.

- لا تؤدي إلى نقص الأعضاء أو تعريضه للصدمات.

- لا تجمع الأخطاء وتعاقب عليها مرة واحدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حد الزنا والسرقة.

2ـ النوري - مستدرك الوسائل: ج18، ص47، نقل عن الإمام الكاظم (عليه السلام). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.