المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



المشكلات المدرسية / العناد والتمرد  
  
2083   03:18 مساءً   التاريخ: 14-8-2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص84 ـ 90
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

هذه ظاهرة طفلية عادية، مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، ومن مستلزماتها الأساسية. فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم. سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل، أما استمرار هذه الظاهرة بشكل قوي وسلبي، فإنها تصبح مرضية، تسيء إلى علاقة الطفل بالآخرين، فيسوء تكيفه الاجتماعي، وفي هذه الحالة تستدعي المسألة علاجاً نفسياً يقوم بالبحث عن الأسباب الجوهرية لهذا العناد. 

وتكاد تكون هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الآباء والمدرسين، وبصورة يومية (وهناك مرحلة يطلق عليها العالم الألماني ـ كرون ـ مرحلة العناد أو سن المقاومة وهي مرحلة العناد الأولى وتمتد من الميلاد إلى العام الثالث أو الرابع)(1).

وتتطور أشكال العناد من مرحلة إلى أخرى، ويتخلص منه الطفل تدريجياً إذا أحسنت تربيته، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته إلى العطف والحنان، (وتؤكد الدراسات أن خلو هذه المرحلة من مراحل نمو الطفل من سلوك العناد قد يؤدي إلى ضعف الإرادة والخضوع والخنوع في المراحل التالية من العمر)(2)، ويشير بعض علماء التربية إلى أن مرحلة ما قبل دخول المدرسة هي المرآة التي تعكس شخصية الطفل المستقبلية، والخطوط العريضة لهذه الشخصية، التي تنمو وتتطور في المستقبل ضمن هذا الإطار العام. وفي هذه المرحلة تبدأ مظاهر الخلاف مع الوالدين بالظهور بشكل واضح. من أجل ذلك ينبغي الاهتمام في هذه المرحلة بمسألة التعاون بين البيت ودور الحضانة لترويض الطفل وامتصاص مظاهر العناد.

ويمكن تلخيص أسباب العناد والتمرد بما يلي:

أ- الرغبة في تأكيد الذات - وهذا دليل عافية - من الوجهة النفسية.

ب- نتيجة فرض قيود مشددة على سلوكيات الطفل، وأكله، وملبسه... الخ.

ج- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها، حيث يريدون رسمها على طريقتهم الراشدة، وذلك يعتبر خطاً تربوياً، فما يزال الشعار المعروف - دعوا الأطفال يعيشون طفولتهم - ماثلاً في أذهان المربين من آباء ومدرسين. فهذا الخوف المتزايد والذي لا مبرر له وذلك الحرص الذي يكون غالباً في غير محله على صحة الطفل وحياته يؤدي به في غالب الأحيان إلى العناد والتمرد والرفض. فلا يطلب من الأهل أكثر من الرعاية والتوجيه والتدخل الرقيق عند اللزوم أي عندما تتهدد بالفعل صحة أو حياة الطفل بالخطر.

د- إهمال الوالدين للطفل وتركه في البيت وحيداً أو مع آخرين، وعدم إصطحابه معهم في الزيارات والنزهات، فيكون رد فعله عناداً وتمرداً وغالباً ما تظهر ردود الفعل هذه على صورة التبول اللاإرادي.

هـ- الأسلوب المتذبذب بين اللين والقسوة المتبع من قبل الوالدين، مما يجعل الطفل في حيرة من أمره، فلا يعد يستطيع التمييز بين ما هو حق له، وما ليس له به حق. فيعبر عن عدم هذا الاستقرار النفسي بالعناد والرفض.

العلاج:

أكثر ما يكون ذلك بالتعاون بين البيت ودور الحضانة، من أجل إشباع حاجات الطفل واحتواء مطالبه الأساسية، لقطع الطريق على عمليات الرفض والعناد والتمرد. وعلى المربين أن يدركوا أن هناك مرحلة عابرة لابد من اجتيازها تتمثل فيها مسألة الرفض والعناد.

- يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية الأطفال.

- يقول المبدأ العام: العناد لا يقاوم بالعناد وعلى الأهل ألا يضعوا أنفسهم في مجابهة مباشرة مع الطفل، ويتلذذون بنشوة الانتصار عليه، إذ هم نفذوا ما يريدونه بحقه وأرغموه على الطاعة، وهم يرون في ذلك إحدى الوسائل الترويضية - وهذا من الاخطاء التربوية - والمفضل هو محاولة الاقناع باللطف واللين لامتصاص العناد، وذلك يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر يبذله الأهل والمربون.

- عدم تعريض الطفل لمواقف إحباطية أو مؤثرة، تخلق لديه ردود فعل متمثلة بالعناد والتمرد.

- آخر العلاجات وأهمها، وهو المبدأ الأساسي الصالح لجميع الحالات، ولتصحيح معظم المشكلات الطفولية نكرره لعل في الإعادة إفادة - خلق الأجواء الأسرية السليمة الخالية من الاضطراب، لأن هذا يقود إلى ردود فعل سلبية تتمثل تارة بالعناد والتمرد، وطوراً بالكذب والسرقة، أو بالتخريب، وأحياناً أخرى بالتبول اللاإرادي وما شاكل ذلك.

وكنتيجة للعناد الذي يتحول إلى سلوك متهور فقد، قامت منظمة الصحة العالمية حول موضوع الحوادث المرتكبة من قبل الأولاد فتبين أن نسبة القتلى والجرحى في الاصطدامات بين الأولاد مرتفعة جداً، وهي غالباً عند الصبيان أكثر منها عند البنات، وتشير الإحصاءات أن عدد الأولاد الذين يموتون في فرنسا مثلاً بين (11 - 15) سنة من جراء الحوادث يبلغ حوالي (2000) ولداً(3)، وأرفقت الدراسة بجدول للحوادث التي سجلت بالنسبة للأولاد في فرنسا في سنة 1962 فكانت كالتالي(4):

                       

 

الحوادث

من عمر 1-2 سنة

من عمر 3-9 سنة

من عمر 12 - 14 سنة

حوادث السير

أـ مشاة

ب- دراجات

الغرق

الاحتراق

الاختناق

التردي والسقوط

 

124

4

213

88

37

51   

 

157

25

71

12

13

21

 

50

56

113

9

9

21

 

ويحمل المحللون في هذه الدراسة المسؤولية للأم، فهي لم تعد موجودة في منزلها بطريقة متواصلة حيث انصرفت للعمل، فهي لم تعد تستطيع حتى تغذية ولدها بحليبها وبحنانها إلا في ساعات قليلة، فبدأت تظهر أثر ذلك الحالات الشاذة، ومظاهر العناد والتمرد، وبدأت تظهر فئة من الأطفال العصاة، الذين (يصممون على أخذ بعض الأشياء مدفوعين برغبة لا شعورية تؤكد لهم أنهم يستطيعون أخذها فعلاً)(5)، والحقيقة أن رضوخ الكبار لرغبات الأطفال بعد رفض متكرر لطلباتهم هو ما يشجع الأطفال على اعتماد العناد والاصرار، لينتزعوا ما يريدون، وبذلك نكون كمن يمنحهم ثمن عنادهم أو المكافأة عليه، وهذا أمر يتعلق بحسن القيادة، فالذي يعطي أمراً (من موقع قيادي، الأب والمدرس)، يجب أن ينفذ أمره ويطاع والا ماذا يعني هذا الأمر؟!، ذلك طبعاً مع الأخذ بالاعتبار لمسألة واقعية هذا الأمر، وملاءمة محتواه للطفل، وإمكانية تنفيذه، وعدم طلب تطبيق هذه الأوامر بحزم حتى في الأمور التافهة والبسيطة، وهي أمور يمكن التساهل فيها وتترك حرية الاختيار للطفل.

والأهل الذين يشكون من عدم تطبيق أولادهم للأوامر التي يوجهونها لهم هم في حقيقتهم ممن يتسمون بالضعف وعدم التصميم، وإن كانت تبدو عليهم في الظاهر مظاهر القوة والشدة (وبعض مظاهر العصيان الحاد ترجع بالحقيقة إلى سوء استعمال السلطة)(6).

الاعتداء والمشاجرة:

إلحاقاً بالعناد والتمرد، يأتي الاعتداء والمشاجرة نتيجة لتصادم رغبتين متناقضتين عند الأطفال، (والشجار أو العراك شيء طبيعي مشترك بين مجتمع الأطفال، وهو عبارة عن استجابة لإحباط تعرض له الطفل أو رغبة جامحة للسيطرة على طفل آخر)(7)، وغالباً ما يجري العراك بين الطفلين المتقاربين في السن.

هذه المشكلة ليست وقفاً على الأطفال، فهي تظهر في مختلف الأعمار، منذ السنة الأولى فهي أول ما تبدأ عند الفطام، ثم عند الانتقال من جو البيت إلى المدرسة، أو على أثر ولادة مولود جديد، ويرى الباحثون أن استعداد الانسان للغضب في مواقف معينة هو استعداد فطري الاصل موجود في الطبيعة، لذلك يقتضي منا التوجيه والإنماء في الاتجاه الأصلح والأمثل، إذ لا يمكن استئصال هذا الميل والقضاء عليه، ونظراً لكونه فطري فهو يخضع لقانون الوراثة، ويخضع كذلك لأثر البيئة، ويعتقد البعض أن الاعتداء والمشاجرة صفة ذكرية لأنها تحدث بين البنين أكثر مما تحدث بين البنات.

وغريزة الاعتداء والمشاجرة توضع في خدمة الغرائز الأخرى كالملكية والجنس والسيطرة وغيرها، وتعتمد أحياناً لصون الكرامة والحفاظ على الذات والشرف، ويمكن أن نقول كذلك، (إن النزعات الاعتدائية بمختلف أنواعها صادرة عن استعداد راسخ في طبيعة الإنسان. ويمكن أن يتجه نشاطها اتجاهاً هدمياً ضاراً، ويمكن أن يتجه اتجاهاً مقيداً لكل من الفرد والمجتمع)(8).

ويرى (ماكدوجال)، أن غريزة المقاتلة لعبت دوراً أكبر مما لعبته أية غريزة أخرى في تطور التنظيم الاجتماعي. ويمكن القول إن البيئة الاجتماعية غير السليمة تساعد على تنمية الاعتداءات وتطورها نحو السلبية، وكذلك فإن الضغط الزائد وتقييد الحرية قد يقود إلى الاعتداء والمشاجرة. ولا نعني بعدم تقييد الحرية، ترك الأمور على عواهنها (الانفلات، والتسيب)، بل نعني الأمر الأوسط بين الشدة واللين. ويمكن لهذه الصفات أن تنتقل عن طريق التقليد، فالطفل الذي يجد أن والده يغضب ويثور ويقاتل لأتفه الأسباب، وأحياناً لسبب تأخر إعداد وجبة الطعام فإنه يأخذ عنه (بالتقليد والتأثر)، هذه الصفة، كما تأخذ البنت عن أمها كثيراً من الصفات، ومنها المقاتلة والشجار، وإن كانت هذه النسبة - كما ألمحنا - عند البنات أقل مما هي عند الذكور.

والشجار الذي يجري بين الأب والأم على مرأى ومسمع الأطفال حيث يجد الطفل نفسه محرجاً في الانضمام إلى (أحد المعسكرين)، فهو يعاني من الحيرة التي تجر إلى الصراع والقلق وهو ينقم على الجو المنزلي، وتتحول نقمته بعد ذلك إلى المجتمع الخارجي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. محمد عبد المؤمن حسين، مشكلات الطفل النفسية، ص126.

2ـ المصدر السابق، ص127.

Gdorgeos Heuger, L'enfance page 83    (3)

0612208 Heuger, L’enfance, 1229 83   (4)

5ـ أندريه آرتوس، طفلك... ذلك المجهول، ص 86.

6ـ المصدر السابق، ص 95.

7ـ د. عبد اللطيف فرج، مفاهيم أساسية لتربية الأطفال، ص 143.

8ـ د. عبد العزيز القوصي، أسس الصحة النفسية، ص 372. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.