المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التفاعلات التعويضية Anaplerotic Reactions
10-5-2017
الحال
21-7-2020
تناقص التنوع البيولوجي في العالم
16-5-2016
analysis-by-synthesis (n.)
2023-05-19
Nucleoside and Nucleotide Reverse Transcriptase Inhibitors
4-4-2016
Penicillins
24-3-2016


سعي الطفل الى الاستقلال بعد فقدان الاب  
  
2241   01:35 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص76-77
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2020 2299
التاريخ: 19-6-2016 2259
التاريخ: 23-4-2018 1913
التاريخ: 23-5-2018 2344

إن موت الاب صدمة مؤلمة للطفل، وفي الوقت نفسه هو سبب للكثير من الاخطاء والانحرافات ، وظهور الاخطار المختلفة، وربما شعر بعض الاطفال – وبالرغم من كل القلق والحزن الذي يلفهم – بسبب ذلك احياناً بالسعادة والسرور لتخلصه من القيود والمراقبة، وتمكنه من التصرف والانتخاب بحرية اكبر.

اين يصدق هذا الامر؟

يصدق هذا اكثر ما يصدق:

اولاً:ـ عند الاطفال الذين اقتربوا من نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة الشباب والبلوغ.

ثانياً:ـ عند اولئك الذين عاشوا في كنف اب متشدد ودائم المراقبة والإشراف والذين يشعرون بأنهم مكبلون بقيود الاب وسلاسله.

ثالثاً:ـ عند اولئك الذين يفتقدون الى ام قوية وحازمة تهتم بهم وتشرف عليهم، وفي النتيجة تداهمه افكار خطيرة مسببة له متاعب ومصاعب جمة.

من اهم الآثار والعوارض المرضية والمقلقة التي تظهر على مثل هؤلاء الاطفال هو حب الاستقلالية والحرية، وهذا الشعور يسلب منه الإحساس بضرورة تنظيم الدخل ورعاية مقررات الاسرة، وربما ادى به الى التشرد والفرار للخلاص من المساءلات الشديدة والاوامر والنواهي.

ـ السعي للاستقلال والحرية :

بعد موت الاب تبدأ المحاولات للوصول الى الاستقلال والحرية، ويسعى الطفل للوقوف على قدميه والاعتماد على نفسه ليتخلص من قسوة الوصاية والاسر (بحسب عقيدته الشخصية) ويسعى في هذه الازمة الى إعادة ترتيب اوراقه من جديد، واختيار مكان آخر له.

إن انشغال افراد العائلة الباقين واستغراقهم في الإعداد للمراسم (مراسم الدفن ومجلس العزاء وقراءة الفاتحة والتجليل) والسعي الى ترميم الحياة الجديدة سيقوي هذا الشعور عند الطفل، وسيأخذ شكلاً آخر له، واحياناً من الممكن ان يكون لأحد الاقارب المنحرفين يد في ذلك، فيهدف من خلال وسوساته لإبعاد الطفل عن دائرة نظام اسرته وعائلته.

وبناءً على ذلك نرى ان الطفل يشرع بخطواته الاولية الناتجة عن تفكيره الشخصي، او عن إيحاء الآخرين له، بمعنى انه يريد امتحان امه واقاربه بسلوكه الجديد هذا، ليراقب ردود افعالهم، وعندما يلحظ بأن تجاربه تكللت بالنجاح يشرع بالقيام بأعمال اخرى.

ـ اشكال هذا الطلب :

يظهر طلب الاستقلال والحرية المطلقة عند الاطفال بأشكال مختلفة والخطوات الاولية في ذلك هي عدم الالتزام بالمقررات والضوابط الاسرية التي قضى سنوات عمره في ظلها عاش وتربى في كنفها، فإن وفق في هذه الخطوة سيشرع بالتالية، وفي الخطوة التالية يظهر عناداً وعدم إطاعة للأوامر، فيسعى الى تحقيق رغباته بعيداً عن سيطرة الآخرين ونظارتهم وإشرافهم، ودون الالتفات الى الام وبقية المربين. وهكذا تصبح وجوه هؤلاء الذين كانوا حتى الأمس افراداً مطيعين ومنضبطين، - بسبب موت الاب – عابسة وكالحة ومكفهرة، ويغدون عاصين وغير ملتفتين الى الامر والنهي، وفي احيان اخرى يأخذهم الغرور والاستعلاء من خلال رفض النصائح والاوامر، وتجاهل اوامر الام القاطعة وعدم إعارتها اهتماماً ولا اذناً صاغية.

ومن الممكن احياناً ان يطلقوا التهديدات المختلفة (التهديدات بإيذاء النفس و.. الخ) واحياناً اخرى ربما حلت بهم حالة عدائية وهجومية ضد الآخرين، وصدر منهم كلام ذميم قبيح نابع من الغضب، وفي تلك الحالة علينا التعجيل بمساعدتهم، ومعالجتهم لأن خطراً قريب الوقوع تلوح علائمه في الافق.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.