المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



مسير الامام الحسين ( عليه السّلام ) من مكة الى الكوفة  
  
1872   05:08 مساءً   التاريخ: 25-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص179-183
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2016 3727
التاريخ: 2024-08-09 343
التاريخ: 28-3-2016 4183
التاريخ: 16-6-2019 2505

مع زهير بن القين :

وانتهت قافلة الإمام إلى « زرود » فأقام ( عليه السّلام ) فيها بعض الوقت ، وقد نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي وكان عثمانيّ الهوى ، وقد حجّ بيت اللّه في تلك السنة ، وكان يساير الإمام في طريقه ولا يحبّ أن ينزل معه مخافة الاجتماع به إلّا أنّه اضطرّ إلى النزول قريبا منه ، فبعث الإمام ( عليه السّلام ) إليه رسولا يدعوه إليه ، وكان زهير مع جماعته يتناولون الطعام ، فأبلغه الرسول مقالة الحسين فذعر القوم وطرحوا ما في أيديهم من طعام ، وكأنّ على رؤوسهم الطير ، فقالت له امرأته : سبحان اللّه ! أيبعث إليك ابن بنت رسول اللّه ثم لا تأتيه ؟

لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت . فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه ، فأمر بفسطاطه وثقله وراحلته ومتاعه ، فقوّض وحمل إلى الحسين ( عليه السّلام ) ثم قال لامرأته : أنت طالق ، إلحقي بأهلك ، فإنّي لا احبّ أن يصيبك بسببي إلّا خير . وقال لأصحابه : من أحبّ منكم أن يتبعني وإلّا فهو آخر العهد ، إنّي سأحدثكم حديثا : إنّا غزونا البحر ففتح اللّه علينا وأصبنا غنايم ، فقال لنا سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه : أفرحتم بما فتح اللّه عليكم وأصبتم من الغنائم ؟ قلنا : نعم ، فقال : إذا أدركتم سيّد شباب آل محمد فكونوا أشدّ فرحا بقتالكم معه ممّا أصبتم اليوم من الغنائم . فأمّا أنا فأستودعكم اللّه . قالوا : ثم - واللّه - ما زال في القوم مع الحسين ( عليه السّلام ) حتى قتل رحمة اللّه عليه[1].

أنباء الانتكاسة تتوارد على الإمام ( عليه السّلام ) :

ها هي الكوفة تضطرب وتموج ، والانتكاسة الخطيرة قد لاحت ملامحها ، وبدأ ميزان القوى يميل لصالح السلطة الامويّة ، والوهن بدأ يدبّ والانحلال يسري في أوساط المعارضة ، وبدأ الإرهاب والتجسس والرشوة تفعل فعلتها ، فتلاشت المعارضة ونكص المبايعون ، وقتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة وقيس بن مسهر الصيداوي ، وسجن المختار بن عبيدة الثقفي ، وانقلبت أوضاع الكوفة على أعقابها .

وواصل الإمام الحسين ( عليه السّلام ) المسير ، وليس لديه معلومات جديدة عن تطور الأحداث ، فأرسل عبد اللّه بن يقطر إلى مسلم بن عقيل ليستجلي الموقف ، إلّا أنّ الحسين اخبر في الطريق في موضع يدعى « الثعلبية » بانتكاسة الثورة واستشهاد مسلم بن عقيل ، أمّا رسوله الثاني هذا إلى مسلم فقد وقع أسيرا أيضا بيد جنود الحصين فنقل إلى ابن زياد في الكوفة ، وكان كرسول الحسين ( عليه السّلام ) السابق مثالا للصلابة والجرأة والإخلاص .

ووصل خبر أسر الرسول واستشهاده إلى الإمام ( عليه السّلام ) في موضع يدعى « زبالة » وهكذا راحت تتوارد على الإمام أنباء الانتكاسة ، ولاحت له بوادر النكوص الخطير ، وشعر بالخذلان ونقض العهد ، فوقف في أصحابه وأهل بيته يبلغهم بما استجدّ من الحوادث ، ويضع أمامهم الحقائق ، ليكونوا على بصيرة من الأمر ، فقال لهم : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أمّا بعد ، فإنّه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروه وعبد اللّه بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا ، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج ليس معه ذمام » .

فتفرّق الناس عنه وأخذوا يمينا وشمالا ، حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة ونفر يسير ممن انضموا إليه ، وإنّما فعل ذلك لأنّه ( عليه السّلام ) علم أنّ الأعراب الذين اتّبعوه إنّما اتّبعوه وهم يظنّون أنّه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله ، فكره أن يسيروا معه إلّا وهم يعلمون على ما يقدمون[2]. فلمّا كان السحر أمر أصحابه فاستقوا ماء وأكثروا ، ثم ساروا .

لقاء الإمام الحسين ( عليه السّلام ) مع الحرّ :

وبينما كان الإمام ( عليه السّلام ) يسير بمن بقي معه من أصحابه المخلصين وأهل بيته وبني عمومته ؛ إذا بهم يرون أشباحا مقبلة من مسافات بعيدة ، وظنّها بعضهم أشباح نخيل ، ولكن لم يكن الذي شاهدوه أشجار النخيل ، ولكنّها جيوش زاحفة ، فبعد قليل تبيّن لهم أنّ تلك الأشباح المقبلة عليهم هي ألف فارس من جند ابن زياد بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي ، أرسلها ابن زياد لتقطع الطريق على الحسين ( عليه السّلام ) وتسيّره كما يريد ، ولمّا اقتربوا من ركب الحسين ( عليه السّلام ) سألهم عن المهمّة التي جاءوا من أجلها ، فقال لهم الحرّ : لقد أمرنا أن نلازمكم ونجعجع بكم حتى ننزلكم على غير ماء ولا حصن ، أو تدخلوا في حكم يزيد وعبيد اللّه بن زياد[3].

وجرى حوار طويل بين الطرفين وجدال لم يتوصّلا فيه إلى نتيجة حاسمة ترضي الطرفين ، فلقد أبى الحرّ أن يمكّن الحسين من الرجوع إلى الحجاز أو سلوك الطريق المؤدّية إلى الكوفة ، وأبى الحسين ( عليه السّلام ) أن يستسلم ليزيد وابن زياد[4] ، وكان ممّا قاله الحسين وهو واقف بينهم خطيبا : « أيّها الناس ! إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ، أن أقدم علينا ، فإنه ليس لنا إمام ، لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى والحقّ ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم ، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم » . فسكتوا عنه ولم يتكلّم أحد منهم بكلمة ، فقال للحرّ : « أتريد أن تصلّي بأصحابك ؟ » قال : لا ، بل تصلّي أنت ونصلّي بصلاتك ، فصلّى بهم الحسين ( عليه السّلام )[5].

وبعد أن صلّى الإمام ( عليه السّلام ) بهم العصر خاطبهم بقوله : « أمّا بعد ، فإنّكم إن تتّقوا اللّه وتعرفوا الحقّ لأهله تكونوا أرضى للّه عنكم ، ونحن أهل بيت محمّد وأولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وإن أبيتم إلّا الكراهية لنا والجهل بحقّنا ، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم »[6] ، فقال له الحرّ : أنا واللّه ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر ، فقال الحسين ( عليه السّلام ) لبعض أصحابه : « يا عقبة بن سمعان ، أخرج الخرجين اللّذين فيهما كتبهم إليّ » فأخرج خرجين مملوءين صحفا فنثرت بين يديه . فقال له الحرّ : إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد اللّه .

فقال له الحسين ( عليه السّلام ) : « الموت أدنى إليك من ذلك » ثم قال لأصحابه :

« قوموا فاركبوا » ، فركبوا وانتظروا حتى ركبت نساؤهم ، فقال لأصحابه :

« انصرفوا » ، فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف ، فقال الحسين ( عليه السّلام ) للحرّ : « ثكلتك امّك ما تريد ؟ » ، قال له الحرّ : أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر امّه بالثكل كائنا من كان ، ولكن واللّه ما لي إلى ذكر امّك من سبيل إلّا بأحسن ما نقدر عليه[7]  .

 

[1] الإرشاد : 2 / 72 - 73 ، والكامل في التأريخ : 3 / 177 ، والأخبار الطوال : 246 .

[2] الإرشاد : 2 / 75 - 76 ، والبداية والنهاية : 8 / 182 ، وأعيان الشيعة : 1 / 595 .

[3] تأريخ الطبري : 3 / 305 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 229 ، والبداية والنهاية : 8 / 186 ، وبحار الأنوار : 44 / 375 .

[4] تأريخ الطبري : 3 / 305 ، مقتل الحسين ( عليه السّلام ) للخوارزمي : 1 / 229 ، البداية والنهاية : 8 / 186 ، بحار الأنوار : 44 / 375 .

[5] الإرشاد : 2 / 79 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 85 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 596 .

[6] الفتوح لابن أعثم : 5 / 87 ، وتأريخ الطبري : 3 / 206 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 332 .

[7] الإرشاد : 2 / 80 ، تاريخ الطبري : 3 / 306 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.