المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



عقبات في طريق المرأة  
  
2205   01:39 صباحاً   التاريخ: 20-7-2022
المؤلف : السيد محمد تقي المدرسي
الكتاب أو المصدر : المرأة بين مهام الحياة ومسؤوليات الرسالة
الجزء والصفحة : ص32ــ36
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2021 2250
التاريخ: 9-10-2018 2670
التاريخ: 19-1-2016 2669
التاريخ: 18-11-2018 2844

ان الاسلام يؤمن بان مسؤولية المرأة هي كمسؤولية الرجل، ولذلك فان القرآن الكريم يطلق خطاباته لتشمل كلآ من الرجل والمرأة؛ فهو اما ان يقول "يا ايها الناس" او "يا أيها الذين آمنوا". ومن المعلوم ان تعبيري الناس، والذين آمنوا، ينطبق على الانسان بصورة عامة بغض النظر عن كونه ذكرا ام انثى.

وهكذا فان الخطاب القرآني موجه الى كل الناس، سواء كانوا رجالاً أم نساء، ومن الخطأ ان نخصص المسؤوليات الدينية بالرجال. ومثل هذا التصور المغلوط هو افراز لعهود التخلف والانطواء، والهروب من المسؤولية، والغيبة عن الساحة. فالكثير من المسلمين يتصورون خطأ ان النساء غير مسؤولات عن الواقع الاجتماعي، في حين اننا نرى ان المرأة طيلة تأريخنا الاسلامي المديد كانت تشارك الرجل في كل المجالات الاجتماعية بلا استثناء؛ والمثال الواضح على ذلك خديجة الكبرى سلام الله عليها، وفاطمة الزهراء عليها السلام، والعقيلة زينب عليها السلام وغيرهن من النساء اللاتي اشركن بشكل مباشر في العمل الرسالي والنشاط النهضوي، وكن شاهدات على ان الاسلام يدفع المرأة للمساهمة في تحمل المسؤوليات الاجتماعية والتربوية.

وحتى في عصرنا الحديث نرى ان المرأة قد قامت بين الحين والآخر بأدوار جبارة؛ والمثال الواضح على ذلك، ثورة العشرين في العراق التي ساهمت فيها المرأة المسلمة مساهمة فاعلة؛ وثورة التنباك في ايران، والتي يروي لنا التأريخ ان المرأة هي التي فجرت هذه الثورة، حيث خرجت في اليوم الأول تظاهرة نسائية ضد ناصر الدين شاه في طهران.

اما في عهود التخلف التي لم تشهد قيام أية نهضة، فقد كان المجتمع يوحي للمرأة ان عليها ان تجلس في البيت فحسب.

لا شك؛ ان هناك ثمة عقبات تعتري دور المرأة، وتحد من مشاركتها في الاعمال التي يقوم بها الرجل والمسؤوليات الملقاة على عاتقه. ومن تلك العقبات ما يلي:

1- الضغوط النفسية والاجتماعية:

ان النساء قد يشتركن احيانا في بعض الاعمال، ولكن خلفية الجمود والجبن، وعدم الشعور الكامل بالمسؤولية.. هذه الخلفية تمارس الضغط عليهن.. حالهن في ذلك كحال الانسان الذي يريد ان يتسلق مرتفعاً، ولكنه يحمل معه حملاً ثقيلاً. فمن جهة نرى ان عنده اندفاعاً للصعود، ومن جهة اخرى نرى ان الثقل يحاول ان يسحبه ويبطئ من حركته. فالمرأة في مجتمعاتنا تحاول ان تعمل وتتحرك، ولكن المجتمع يقف حائلا دونها.

وفي بعض الاحيان نرى الثقافة التبريرية هي المترسخة في ضمير المرأة، فهذه الثقافة توحي اليها أن ليس من الواجب عليها ان تعمل شيئاً.

2- الزواج ومسؤوليات البيت:

قد يودي الزواج بالمرأة المسلمة العاملة الى تحديد نشاطها، أو انسحابها منه بشكل كامل، بسبب عدم قدرتهن على التوفيق بين مهام الزواج ومسؤوليات العمل الرسالي. فهناك الكثير من النساء كن يعملن ويجاهدن، وكانت الواحدة منهن تمثل كتلة من النشاط والتحرك، ولكنهن - للأسف الشديد - لم يعرفن كيف ينتفعن من الزواج ويحولنه الى باب للمزيد من العمل والنشاط، والجمع بين العمل البيتي والعمل في سبيل الاسلام.

وللأسف فان القسم الاكبر من نسائنا يتصورن ان مهمتهن في الحياة تتلخص في الاهتمام بالبيت والزوج والأولاد.. وهذا تصور صحيح، شريطة ان لا تطغى هذه المهمة على جميع جوانب حياتها، فعلى الانسان ان يوفق بين جوانب حياته المختلفة.

3- الجوانب الخلقية المبالغ فيها:

ومن المشاكل الأخرى التي تقف عقبة في طريق مشاركة المرأة في ساحة العمل؛ الجوانب الخلقية المبالغ فيها. فهناك البعض من النساء غير مستعدات لان ينتمين الى مجموعة عاملة من النساء يديرها احد الاخوة المؤمنين ويتصعبن على أنفسهن ذلك، لتصورهن ان هذه الحالة تسلبهن شخصيتهن. في حيث ان العمل مع اخوة مؤمنين يكرس شخصيتهم وينميها.

اضف الى ذلك فان طبيعة العمل الرسالي تقتضي ان تتوزع المهام، وان تكون هناك عناوين واسماء يعمل الانسان من خلالها. كما يتطلب التفاعل مع من يتصدى لشؤون العمل.

4- عدم معرفة الاساليب المناسبة للعمل:

عدم معرفة المرأة لأساليب العمل المناسبة لها. فهناك البعض من النساء يتصورن ان الابواب مغلقة امامهن، ومن الطبيعي ان المجتمع يحاول هو بدوره ان يغلق هذه الابواب في وجه المرأة، لان مجتمعاتنا لازالت تعاني من التخلف الكثير الكثير. والذي يزيد الطين بلة، ان المرأة تتهيب وتستصعب عملية فتح تلك الابواب، والمبادرة الى دخول المحالات الكامنة وراءها.

وهكذا فان الكثير من الاعمال بحاجة الى ارادة واندفاع وشجاعة، لكي يستطيع الانسان ممارستها وفتح ابوابها المغلقة. الا اننا - للأسف - لا نبادر الى ذلك بحجة ان الآخرين لم يبادروا إليه.

واذا ما سلمنا جدلا بأن المرأة لا تستطيع اقتحام المجالات المغلقة امامها، فإنها تستطيع -على الأقل - ان تساهم بشكل فاعل في حقول العمل المفتوحة أمامها؛ من مثل التأليف والعمل التعليمي... فمثل هذه الاعمال وغيرها من الممكن للمرأة ان تمارسها دون ان تخل بأعمالها المنزلية.

ومن جملة الاعمال الاخرى التي تستطيع المرأة المسلمة ان تزاولها دون ان تصطدم بأية عقبة؛ عملية تربية النساء الاخريات وارشادهن. وبالطبع فان هذه العملية بجاجة الى شجاعة وصبر من قبل المرأة التي تمارسها. فالإنسان الذي يريد ان يوجه الآخرين يجب عليه ان يتحمل الصعوبات اكثر من غيره. والمرأة يمكنها ان تقوم، ولاسيما في المراحل الاولى من العمل بتوجيه مثيلاتها من النساء، وان تتحمل في سبيل ذلك الصعوبات المتمثلة في الحواجز النفسية التي هي من افرازات عهود الجهل والتخلف.

وحينما ندعو إلى ازالة هذه الافرازات، والقضاء على التحجر، يجدر ان نتسلح بشجاعة بالغة وارادة قوية ومثابرة عالية وعدم الشعور بالتعب..

وعلى هذا؛ فان القضية المهمة التي يجب التوجه إليها بجدية هي قضية مقاومة الرواسب الجاهلية، وضغوط الشهوات. لأجل أن تأخذ المرأة مكانتها الطبيعية في المجتمع. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.