أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017
5619
التاريخ: 12/10/2022
1364
التاريخ: 27-4-2022
2396
التاريخ: 22-3-2021
2739
|
وهذا من الأمور الأساسية فى حياة المؤمن، ولا تتعلق بمواجهة المصائب والفواجع، إنما ترتبط في أصل نظرته للحياة والأرزاق والأعمار والأحداث والمفاجآت والزواج والأولاد والكوارث والموت والقرب والبعد والإلفة والمحبة بين الناس.
فما من طائر يطير بجناحيه، وما من ورقة تسقط من شجرة، وما من موجة تتحرك في البحر، وما من نسمة تعبر الوديان، وما من نملة تدب، وما من حية تسعى، وما من أهداب عين تلتقي، وما من رجل تنتقل، وما من يد ترفع، وما من زرع ينبت، وما من نفس تقبض، وما من مولود يولد، وما من ديك يصيح، إلا بقضاء الله، وعلمه، ورحمته.
فما عليك إلا التسليم والرضا.
سئل الرضا عن كنز اليتيم مما كان؟ {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}[الكهف: 82].
فقال (عليه السلام): (كان لوحاً من ذهب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل عن الله، أن لا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمهُ في قضائه)(1).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (عجبت للمؤمن، إن الله لا يقضي له بقضاء، إلا كان خيراً له:
إن أغناه كان خيراً له، وإن إبتلاه كان خيرا له، وإن ملكه ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له، وإن قرض بالمقارض(2) كان خيراً له، وفي قضاء الله للمؤمن كل خير)(3).
وعنه (عليه السلام): (لأحب الرجل إذا جاء أمر يكرهه أن لا يرى ذلك في وجهه، وإذا جاء ما يسره أن لا يرى ذلك في وجهه)(4).
وكفى، أن الرضا بقضاء الله وقدره أعلى درجات أهل الإيمان.
ورد عن الرضا (عليه السلام) قوله: (الرضا بمكروه القضاء، من أعلى درجات اليقين)(5).
وذلك لأنه تسليم كامل لما أراد الله تبارك وتعالى.
وعن الحسن (عليه السلام): كيف يكون المؤمن مؤمناً، وهو يسخط قسمه(6)، ويحقر منزلته(7)، والحاكم عليه الله(8)(9).
وخلاصة القول: (الرضا ثمرةُ اليقين)(10).
فمن رزق الرضا، فاز براحة البال، واستقرار الحال، وطال عمره، وبعد مرضه، وهنأت معيشته، لأنه سعيد بكل ما جعل الله له، من مالٍ أو ولد أو عمر.
والملاحظ أن أهل الرضا واليقين عبر التاريخ، هم أوزن الناس وأهنأهم وأسعدهم، مهما كانت حياتهم الدنيوية، وأحوالهم الظاهرية.
والنصوص الكثيرة في هذا المجال، توضح الأمور جلياً.
ورد عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (من رضي من الله بما قسم له، استراح بدنه)(11).
فالرضا ينفي الحزن، ويورث الراحة، ويجعل العيش هنياً(12).
أما من لم يرض بالقضاء، نعوذ بالله سبحانه، فقد دخل الكفر دينه.
وأوحى الله، تعالى شأنه، إلى سيدنا داود (عليه السلام): (تريد وأريد، وإنما يكون ما أريد، فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد، أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد)(13).
ومن أدب الرضا وعلاماته، أن لا يقول المرء على شيء فاته (لو)، لأنها تورث الحسرة والندامة، فتكون فرصة لولوج الشيطان.
ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره(14).
وكان الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: (ما أبالي، أصبحت فقيراً أو مريضاً، أو غنياً، لأن الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ما ـ هوـ خير له)(15).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مشكاة الأنوار، ص302.
2ـ قُطع بالمِقصّ.
3ـ مشكاة الأنوار، ص302.
4ـ المصدر السابق، ص301.
5ـ ميزان الحكمة، ج4، ح7293.
6ـ ساخط غاضب على ما جعل الله له من رزق أو قضاء.
7ـ يكره ما هو فيه من عمل أو حال.
8ـ كل ما هو عليه من حالات، من الله سبحانه وتعالى.
9ـ ميزان الحكمة، ج4، ح7295.
10ـ المصدر السابق، ج10، ح22714.
11ـ المصدر السابق، ج4، ح7315.
12ـ المصدر السابق، الباب 1521بكامله.
13ـ المصدر السابق، الباب 1522.
14ـ ميزان الحكمة، ج4، ح7282.
15ـ بحار الأنوار، ج71، ص151.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|