أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015
2598
التاريخ: 31-5-2016
3021
التاريخ: 24-11-2014
2883
التاريخ: 9-10-2014
2089
|
قال تعالى : {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} [آل عمران : 75] .
الخائن يطلب أكثر من حقه ، ولا يؤدي ما عليه ، أو بعض ما عليه بدافع من نفسه ، لأنه ميت الضمير ، ولا وسيلة لانتزاع الحق منه الا القيام عليه ، كما قال جلت حكمته ، ومعنى القيام على الخائن المغتصب أن تثور عليه ، وتجاهده وتناضله بكل ما لديك من قوة . . وقديما قيل : « الاستقلال يؤخذ ، ولا يعطى » .
والثورة على الخائن المبطل فرض وحتم ، والا عم الفساد في الأرض . . ان جريمة المظلوم القادر على دفع الظلم عن نفسه ، تماما كجريمة الظالم من حيث ان كلا منهما يمهد لإشاعة الظلم والفساد . . ولو علم الظالم ان بين جوانح المظلوم عاطفة تدفعه إلى الاستماتة دون حقه لتحاماه . . وقد دلتنا التجارب انه لا حق في الأمم المتحدة ، ولا في مجلس الأمن الا للقوة ، وانه لا حياة للإنسان في القرن العشرين ، بخاصة الشرقي ، وبوجه أخص العربي الا للمستميت .
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ } [آل عمران : 75] . والمعنى ان أهل الكتاب انما استحلوا أموال العرب لأنهم زعموا بأن اللَّه سبحانه لا يعاقبهم على اغتصابها (1) . .
فرد اللَّه افتراءهم هذا بقوله : {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران : 75].
وليس من شك ان من كذب على اللَّه عامدا متعمدا كانت خيانته أعظم ، وجريمته أفحش .
وتسأل : ان كل الطوائف ، وأهل الأديان ، بل والملحدين أيضا فيهم الأمين والخائن والصادق والكاذب . . وكم من ملحد هو أصدق لهجة ، وأوفى ذمة من كثير من الصائمين المصلين . . اذن ما هو الوجه لتخصيص أهل الكتاب بهذا التقسيم ؟ .
الجواب : أولا سبق ان اللَّه سبحانه قال : ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم . ثم قال أيضا : وقالت طائفة من أهل الكتاب : آمنوا أول النهار ، واكفروا آخره ، وبيّن في هذه الآية ان منهم الخائن والأمين ، ولم ينف هذا التقسيم عن غيرهم ، حتى يرد الاعتراض .
ثانيا : انه من الجائز ان يتوهم متوهم بأن جميع أهل الكتاب خونة ، فدفع اللَّه هذا الوهم بأنهم كسائر الطوائف ، وأهل الأديان فيهم ، وفيهم . . .
{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 76]. بلى اثبات لما نفاه أهل الكتاب بقولهم : ( لَيْسَ عَلَيْنا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ) . وانهم كاذبون في هذا الزعم . . وبعد ان أثبت سبحانه السبيل على من يستحل أموال الناس أخبر بأن
من يفي بالعهد ، ويتقي المحرمات فهو محبوب عند اللَّه . . وجاء في الحديث عن النبي انه قال : ما من شيء في الجاهلية الا هو تحت قدمي الا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر .
وقال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : لو ان قاتل أبي الحسين ائتمنني على السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه . . وقال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ثلاثة لا عذر فيها لأحد : أداء الأمانة إلى البر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا ، أو فاجرين ، والوفاء بالعهد إلى البر والفاجر . . ومن هنا اتفق فقهاء الشيعة الإمامية على ان الكافر إذا أعلن الحرب على المسلمين يحل دمه ، ولا تجوز خيانته ، فلو افترض انه كان قد أودع مالا عند مسلم وجب على المسلم أن يرد له أمانته ، مع العلم بأنه يجوز له قتله ، ونهب أمواله غير الأمانة.
_________________________
1 ـ لا أدري : هل الدول الغربية التي تنهب مقدرات الشعوب العربية من نسل الذين قالوا : ليس علينا في الأميين سبيل .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|