المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

صور رد الوصية بالأعيان وأحكامها
2023-05-22
حقوق الأولاد
26-9-2016
قول الباقر (عليه السلام) في صفة الخالق وتوحيده
15-10-2015
البيعة
22-9-2016
Doppler Effect
1-1-2017
حكم المجتمع حول الحسن والسيء
2024-10-28


الندم قبل الخطيئة  
  
2153   03:33 مساءً   التاريخ: 11-6-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتربع على القمة؟
الجزء والصفحة : ص135ــ140
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كما ينتفض الضمير عندما يرتكب الإنسان الجريمة، كذلك ينتفض حينما يقدم على معصية الله، فماذا يجب أن نفعل حيال ذك؟

هنالك ثلاثة مواقف مختلفة تجاه انتفاضة الضمير، هي:

أولا: أن لا يلتفت صاحبه إلى ضميره مهما انتفض ضد الخطأ.

ثانياً : أن يشهّر المذنب بنفسه، وأن يعترف بكل ما اقترف أمام كل بر وفاجر.

ثالثاً: أن يتآكل من الداخل، ويحاكم نفسه.

ترى ما هو الصحيح من هذه المواقف؟

والجواب: إن أول ما يجب علينا فعله إزاء المعصية هو الاعتراف بالخطيئة ولكن بشرط أن يكون الاعتراف صامتاً، فالإشهار ليس مطلوباً ولا محبذاً لأنه يشيع الفاحشة بين الناس، فماذا ينفع الإعلان عن الخطيئة مادام الشخص، لم يفعل شيئاً لتلافيها؟

إن الاعتراف أمام الناس بالذنب قد يسبب ضرراً للمذنب، لأن هناك العديد من ضعاف النفوس الذين يستغلون سقطات الناس للترويج ضدهم وفضحهم، بالإضافة إلى أنه يزيل قبح الخطايا. والاستثناء الوحيد هنا هو الاعتراف أمام من يمكن أن يساعد المذنب على تجاوز الخطيئة وتلافيها فهو قد يكون أمراً جيداً.

مطلوب إذن أن يقول صاحب الخطيئة مع نفسه: لقد أخطأت، لأن أفضل الطرق لتصحيح الخطأ هو الاعتراف به أمام النفس بشجاعة وصراحة، وأن يقرر في داخله أن لا يكرره فيما بعد.

إن الإذعان القلبي لحقيقة الخطأ يدفع إلى تحريك الإرادة الذاتية لمحاولة تصحيحه، واستفزاز الإرادة يعتبر بمثابة الخطوة الأولى في مواجهة الذنب.

فلا التآكل من الداخل أمر نافع، ولا عدم الالتفات إلى الأخطاء، ولا التشهير بالنفس، وإنما الطريق السليم هو اعترافنا أمام أنفسنا وأمام الله بما ارتكبنا من أخطاء ثم نطلب من الله (عز وجل) أن يساعدنا لتجاوز هذه الأخطاء وتلافيها، ومن ثم التصميم على عدم تكرار الخطايا.

فكلنا يندم على ارتكاب الخطيئة، ويعاتب نفسه بسبب تقريع الضمير، لكن لا أحد يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ليصحح موقفه ويغير ما ارتكبه. ولهذا فمن الأفضل هو ترك الذنب قبل ارتكابه، فلو تعلمنا أن نندم على الخطيئة قبل أن نرتكبها فسوف نجنب أنفسنا أمرين.

الأول: الخطيئة وما يترتب عليها.

الثاني: الندم الذي لا يترتب عليه أي شيء.

لقد جاء في الحديث الشريف : «شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره»(١).

إن لحظة من التفكير في عواقب الذنب وقد ارتكب وانتهت لذته قبل ارتكابه، يستطيع أن يبعد عنا آلاماً مادية مبرحة وتقريعاً جارحاً من الضمير.

إذن تعالوا نتعلم كيف نندم على الذنب قبل ارتكابه.. فهذا هو الندم المفيد الذي يدفعنا إلى الصلاح والصراط المستقيم، ويجنبنا الآلام، خاصة وإننا لا يمكن أن نركن إلى وجداننا وضميرنا لأن الضمير، قد يصاب بالانحراف من وقت إلى آخر، حسب النيات والأعمال، فمن يرتكب الذنوب باستمرار، قد تتبدل القيم عنده، فبعد أن كان يرى السرقة مثلاً رذيلة، يراها بعد ممارستها مجرد شطارة..

وعندما كان يرى الوجدان السرقة رذيلة، يكون الحاكم هو العقل الطبيعي، وبعد ممارسة السرقة طويلاً ينسحب العقل، وتحل محله النفس الأمارة بالسوء فيرى الرذيلة مكسباً وفضيلة.

__________________________________

(١) بحار الأنوار، ج ٧١، ص ١٨٩. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.