المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ذهنية المراهق والتحولات العقيدية  
  
1977   02:25 صباحاً   التاريخ: 8-6-2022
المؤلف : عبد العظيم نصر مشيخص
الكتاب أو المصدر : المراهقة مشكلات وحلول
الجزء والصفحة : ص81ــ89
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-24 1016
التاريخ: 25-7-2016 15537
التاريخ: 15-12-2020 2734
التاريخ: 2024-09-04 419

يجب أن يفهم المربي، أن ذهنية الشاب والفتاة المراهقين، تمر بفترات تغيرية وتحوليه نحو الاتجاه العقيدي والديني والسلوكي، حيث يستمر هذا التحول وتلك التغيرات من ابتداء العقد الثاني من عمر المراهق وانتهاء بالعقد الثالث، عندما يسير نمو الذهنية بشكل سليم يصبح المراهق الصغير قادراً آنذاك على فحص أفكاره وثقافته وعقائده الدينية التي كان يعتبرها وهو صغير بعد من الأمور المتسالم عليها والتي قد استوحاها من أبويه أو من معلمه أو من بيئته الفكرية التي ولد بها ونشأ بين أفيائها.. لكن سرعان ما يصطدم بكثير من الأفكار والآراء والمعتقدات عندما يقرأ ويسأل ويسافر ويشاهد العبادات ويتعرف على المعتقدات والأفكار التي هي على خلاف تام مع ما يعتقده ويدين به وتلقى تربيته وتعليمه في ظله.. وكلما تعمق فكر المراهق وذهنيته العلمية في دراسة المبادئ والأديان والمعتقدات والأفكار كلما ازداد إصراراً على معرفتها والسؤال عنها، ومتى ما يحصل له اليقين والاطمئنان والدليل القاطع على شيء منها كأنما حصل على ضالته المنشودة وسعادته الدائمة بالنسبة له. لذلك فإن دراسته وتفهمه من أبيه وأمه ومعلمه تكون له منهجاً مضيئاً وحصناً واقياً

في المستقبل كلما نشأ وترعرع وتعمق.

جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين»(١).

إن إشباع الرغبة الدينية والعقيدية وتنمية الإيمان والأخلاق والكفاءة عند المراهق مسؤولية الآباء والأمهات، وإذا انتاب المراهق في هذه الفترة الحرجة من حياته تقصير وانحراف عقيدي وسلوكي وأخلاقي وديني وتربوي فيقع عندها اللوم على الآباء والأمهات. وسيكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خصمهم يوم القيامة كما جاء في بعض الاحاديث والروايات الشريفة.

روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنه نظر الى بعض الأطفال فقال: ويلٌ للأولاد آخر الزمان من آبائهم.

فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟

فقال: لا من آبائهم المؤمنين.

فقالوا: وكيف يكونون يا رسول الله؟!

فقال: لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض، وإذا تعلم أولادهم منعوهم، ورضوا عنهم بعرض يسير من لدنيا، فأنا منهم بري وهم مني براء)(2).

وقد تمر على المراهق فترة زمنية يغير فيها مسبقاته الفكرية ومعتقداته وأفكاره التي تلقاها عن تربية أو علم أو قناعة معينة، وخصوصاً في فترة الصراع الذهني والعاطفي والنفسي الذي يعيشه أو يمر به، فيقوم بفحص الأفكاره ومعتقداته ومسبقاته المتعلقه بالعقيدة والواجبات والمحرمات، بل الشريعة بكاملها فيقف متمعناً أمام إعصار الشهوات وتضارب الأفكار أيهما عله حق وصواب؟ !هل ماعليه بي وأمي وأسرتي ودين صحيح؟ وهل ما تلقيته من وحي بيئتي ومدرستي صحيح؟ أم ما عليه الآخرون من الناس الخارجين عن نطاق مبدئي وديني وعقيدتي الإسلامية صحيح؟!! وهناك تتضارب وتتوارد على ذهنيته مئات بل آلاف الأسئلة المحيرة التي مسؤوليتها في الواقع العملي وحلها مناط بالآباء والأمهات، حيث هم المسؤولون عن إعطاء الأجوبة الشافية لتضارب أفكار عقلية المراهق في هذه الفترة الحرجة من حياته.

يقول بعض الباحثين في هذا الصدد: (ومن المناسبات الأخرى التي قد تدفع الشخص الى تغيير آرائه الدينية ازدياد قابليته على فحص الظروف التي قد تلقى من خلالها هذه المعلومات الدينية، أو في فحص القدوة التي يجب أن يقتدي بما وينتهج نهجها).

وقد يدرك المراهق أن البعض من هؤلاء الناس الذين يلهجون بذكر السعادة والسكينة النفسية والهدوء الذهني التي قد ضمنها لهم الإيمان الديني، أنهم في الواقع لا يعكسون هذه السعادة في حياتهم، وأنهم لا ينعمون بسكينة النفس التي يزعمونها.

فمثلا يعتبر بعض الناس أن الشخص الذي لا يحب الآخرين ليس من الدين في شيء، ولكنه هو نفسه يعكس التحيز الشديد في سلوكه مع الآخرين، فتراه لا يمتلك خلقاً سليماً في حياته، فمثله مثل رجل الدين والداعية الإسلامي الذي يدعي الالتزام والتقيد بقواعد الدين الحنيف، ولكن سلوكه يناقض ادعاءه وزعمه.

لقد قام الباحث (داوسن) بدراسة أظهر لنا من خلالها التحولات الفكرية التي تطرأ على التوجه العقيدي في ذهنية المراهق، تناولت هذه الدراسة رغبة الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سن الثامنة وبين سن العشرين في تعرفهم على الأقسام المختلفة من العقائد والأديان، لقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأطفال الكبار قد أظهروا رغبة واضحة في التعرف على النواحي التاريخية في كتب الأديان، ورغبة واسعة متزايده في التعرف على حياة الشعوب والأفكار المختلفة، وعلى الرغم من أن هذا التحول لم يكن بارزاً بشكل مثير، إلا أنه يعكس لنا أنه كلما مضى المراهق قدماً في نموه العقلي والتفتح الذهني والنضج الجسدي، فإن الرموز الدينية والأفكار العقائدية التي تعلمها وعرفها من قبل ستصبح قليلة ومحدودة لأنها تتحول على شكل اعتقادات وأحاسيس تتبدل الى درجة كبيرة.

واستناداً الى هذا الرأي الذي جاء به (داوسن) فإنه عندما يقرأ المراهق الصغير مثلا، قصة النبي أيوب فسوف ينطبع في ذهنه الحقيقة التي تشير بأن النبي أيوب كان رجلاً غنياً وصالحاً، وهذا ما يدفعه الى احترامه وتقديره الى نهاية القصة، لقد أثبتت دراسة (داوسن) أن المراهق يتأثر وينفعل الى درجة كبيرة بأخلاق وصلابة وقوة وصبر النبي أيوب، وأن هذا البلاء النازل لم يكن في الواقع إلا امتحانا لإيمانه القوي.

كما أن هناك دراسات كثيرة قدمها الباحثون عن التقلبات الذهنية في عقلية المراهق حيث تتغير مفاهيمه القديمه الى مفاهيم جديدة، من خلال ما يشاهده ويعتقد به.

وفي دراسة أخرى أجراها باحثان آخران تتصل أيضاً التحولات في الاعتقادات الدينية للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين السنة الثانية عشر، والثامنة عشر، أظهرت هذه الدراسة بعض التحول، ولكن مما يلفت النظر بصورة بارزة وجود التشابه بين هؤلاء المراهقين الصغار والكبار المتفاوتين في أعمارهم.

وعلى سبيل المثال، فقد كانت ردود فعل هؤلاء المراهقين المختلفي الأعمار حول موضوع الجنة والنار تكاد تكون متقاربة، فهي تمثل على التوالي ٤٢% لمن هم في سن الثانية عشر و 50% لمن هم في سن الخامسة عشر و٥٧ % لمن هم في سن الثامنة عشر. ولقد ظهر هذا التقارب في ردود الفعل على أساس أن موضوع الجنة والنار من المشكلات التي تتعرض لها هذه المستويات الثلاثة من الأعمار، كما أظهرت هذه الدراسة أيضا، أنه في الوقت الذي يمر فيه بعض الشبان وهم في العقد الثاني من أعمارهم بفترة من الشك والتساؤل حول بعض معتقداكم الدينية التي قد عرفوها من قبل، فإنهم سيعودون في النهاية الى معتقداتهم السابقة(3). 

الأسرة لها الدور الأكبر:

ثم إن للأسرة في بناء المنهجية العقائدية والتربوية والدينية عند المراهق الدور الفعال، عندما يعطى المراهق فسحة من التفكير والحرية في تعبيره عن الرأي والأفكار، تنمو فيه روح الابتكار والعلم وتتسع الذهنية الفكرية عنده، فتجعله قادراً على مواكبة تطورات الأفكار البناءة في حياته العلمية والعملية، عكس ذلك المراهق الذي يعيش في وسط لا يسمح له بإمرار الأفكار والخواطر على قلبه فضلاً على سلوكياته وحياته العملية، فهو يعيش في ظل أبوين جبروتيين، وتنعكس هذه التربية وذلك القهر الى حالة ومرحلة سلبية على عقلية وذهنية المراهق، فتراه يخرج من مرض نفسي إلا ويقع في ما هو أدهى وأمر من سابقه.

إن بناء شخصية المراهق مرتبطة ببناء تفكيره الفكري والثقافي والعاطفي، وبناء التفكير مرتبط ببناء الفرد ذهنياً وعقلياً وعاطفياً في الأسرة. إن كثيراً من الأسر تنمي في أبنائها روح التفكير الابتكاري والعاطفي والعلمي معا، فينشأ الفرد وقد أخذ دروساً عملية كثيرة في عملية التفكير الذهني، ولذلك نجد أن كثيراً من العلماء والمفكرين قد كونوا نجاحاً مثالياً في حياة المجتمعات والشعوب، فنجد أن الأسرة كلها قد تحولت الى عناصر تفجر الإبداع في جوانب عديدة، فهذا الابن الأكبر أصبح طبيباً والثاني أصبح عالماً مفكراً والثالث مهندساً والآخر كاتباً بارعاً و... الخ.

يقول بعض الباحثين: (إن عدداً كبيراً من أعلام الأدب والعلم والشعر والسياسة عبر التاريخ قد تمت رعايتهم وتربيتهم وتدريسهم وصقل عقيدتهم الراسخة منذ كانوا صغاراً في أسرهم، ولولا تربية الأمهات والآباء لهم في تلك الفترة الحرجة - المراهقة - لما استأهل هؤلاء مكانتهم بين الأعلام مبدعي اليوم والغد.

ثم إن للأسرة دوراً واضحاً في تفكير الطفل الابتكاري من خلال سلوكه في اللعب، ومدى إفساح الأسرة لهذا الطفل في تنمية تفكيره الابتكاري. فالركض والجري واللعب بالعصى وغيرها والتي تبدو للناظر أنها تافهة وعابثة هي أساس تكامل جسد الطفل وروحه.

يقول بعض المتخصصين في هذا الصدد: (إن اللعب يبعث القوة في عضلات الطفل والشاب ويمنح جسم الإنسان المتانة في عظامه، كما أنه ينمي فيه القدرة على الابتكار، ويخرج قابلياته الكامنة الى حيز الفعل والوجدان.. .)(4).

وهذا ما تؤكده الشريعة السمحاء في أقوال وأفعال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) كما أشار لهذا حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعفر بن محمد قبل أن يصل علماء الغرب الى هذه النظرية وتلك الحقائق العلمية بقوله: «الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين».

وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله وسلم): «دع ابنك يلعب سبع سنين»(5).

_____________________________________

(1) البخاري ج1 ص47.

(2) مستدرك الوسائل مجلد2 ص625.

(3) راجع كتاب المراهق د. نوري الحافظ ص25.

(4) نقلاً عن مجلة العربي العدد 95 ص59.

(5) راجع البخاري مجلد5 ص194. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.