المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تباً لهذه الأخلاق لنتجنب المنازعات والمشاجرات في المنزل  
  
1661   12:18 صباحاً   التاريخ: 2-6-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص145ـ149
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2020 4765
التاريخ: 2023-02-08 1278
التاريخ: 12/10/2022 1358
التاريخ: 13-1-2016 3051

الرسالة: الاخ حسيني السلام عليكم ورحمة الله، أنت توصي بأن نعيش مع الزوجة بتفاهم ومحبة ووئام ولكني أريد أن أسألك هذا السؤال: انت شخصياً كيف تتعامل مع زوجتك وأولادك؟ لماذا تقف دائماً إلى جانب المرأة في برنامج «أسس التعامل بين أفراد الأسرة؟» لماذا ترى دائماً أن المرأة هي على حق؟ ارجوك ان تقف قليلاً إلى جانب الرجل وتعطيه الحق... كما أرجو أن تنصح زوجتي السيئة الخلق والتي تراني مديناً لها باستمرار - أسأل الله أن لا يورط أحداً مثلي بامرأة سيئة كثيرة الطلبات وغير قنوعة لأن مثل هذه المرأة تحول حياة الرجل إلى جحيم وتضيع آخرته ودنياه...

إني أجد وأجهد وأعمل لأوفر لها وسائل العيش وأحقق لها ولأولادها حياة سعيدة هانئة ولأكسب رضاها ولكن دون جدوى. فهي بعد كل ما أقوم به من أجلها وبعد كل ذلك الجهد والتعب تقول: «إن كل ما قمت به هو من واجبك.. وقد فعلته من أجل أولادك، ولم يجبرك أحد على ذلك!» نعم، إنه من واجبي أن أسعى وأعمل، ولكن ما هو واجب زوجتي؟ عندما أقول لها: يا سيدتي! اهتمي قليلاً بوضع المنزل، لأن الرجل عندما يعود إلى البيت وهو تعب ومرهق، يرغب بأن يرى البيت نظيفاً ويحب أن يرى زوجته وأطفاله نظيفين وحسني المظهر والهندام، فتردّ عليّ فوراً بالقول: «إني لست خادمة؟!.. لا أستطيع أن أعمل في البيت أكثر من هذا».

يا إلهي كم هي... هذه المرأة.

أ - لقد سألتني عن أخلاقي في البيت مع أهلي؟ فأقول: أنت تعرف أيها الأخ الكريم بأن بيان الحق أسهل بكثير من العمل به، ولذلك فلا بأس أن تعرف بأني عاجز حقاً وأني أسعى وأدعو الله تبارك وتعالى أن يوفقني لتنفيذ ما أقوله وأدعو إليه. قال الباقر عليه السلام: [إن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره](1).

وأنت أيضاً أيها الأخ الكريم أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يبعد عني حسرة يوم القيامة واسأله جلت قدرته أن يساعدنا لنتمكن جميعاً من العمل بما نقوله من الحق والعدل.

ب - أيها الأخ العزيز! متى وفي أي برنامج وقفت إلى جانب النساء عن غير حق؟ إني أحاول أن أدافع عن الحق ولعل السبب في أن البعض - ومنهم أنت أيها الأخ العزيز - يتصور مثل هذا التصور، هو أن النساء وعلى مر التاريخ ولا سيما في عهد النظام الطاغوتي البائد كنّ عرضة للظلم والاضطهاد أكثر من غيرهن - وبشكل خاص الظلم والاضطهاد الثقافي - والآن حيث يتم وببركة الإسلام والثورة الإسلامية تبيان جانب من حقوق النساء، فإن البعض يتصور بأن هذا هو دعم غير مشروع للنساء. في حين أن الحقيقة هي غير ذلك وأن الإسلام وضع للنساء اللائقات العفيفات حقوقاً عظيمة لا يزال البعض حتى الآن لا يطيق سماعها.

ج - أريد أن أسألك أيها الأخ الكريم - الذي تشتكي من كثرة طلبات زوجتك: هل أنت أيضاً كثير الطلبات وتعتبر زوجتك مدينة لك؟ هل أنت تشكر زوجتك وتقدّر جهودها وتعبها؟ وهل تنتقدها باستمرار وتشتكي منها وتكلّفها بأكثر مما تطيق وتطلب منها القيام بأكثر مما تستطيع بدل أن تقدّر وتشكر لها جهودها؟

حبذا لو أن زوجتك أيضاً بعثت لي برسالة تشرح فيها طبيعة أخلاقك وتصرفاتك في داخل المنزل. لأن التقصير يكون عادة من الطرفين. إذن فمن المستحسن أن تمسك بالقلم وتقوم بتحليل تصرفاتك وتحاسب نفسك وبعد ذلك راجع ما كتبته وفكر قليلاً واعتذر بينك وبين الله على تصرفاتك وحاول أن تعوض ما صدر عنك من تصرفات (تجاه زوجتك) ومن المؤمل أن تؤدي هذه الخطوة وهذا الموقف المنصف والعادل - الذي يجب أن يتكرر بطبيعة الحال - إلى تحسين العلاقات بين أفراد أسرتك في البيت.

المهم أن تعلم زوجتك الشكر والتقدير بشكل عملي وإذ قمت بهذا العمل فمن المؤمل أن تعتبر زوجتك وتسعى لتحسين تصرفاتها وأخلاقها وتنال بذلك رضا الله ورضا زوجها. حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله: «أيما امرأة آذت زوجها لم يقبل الله صلاته وصيامها ولا عملاً من أعمالها حتى لو صامت الدهر كله، حتى يرضى عنها زوجها، وللرجل مثل ذلك إذا آذى زوجته»(2). والآن نتابع بقية الرسالة:

الرسالة:... يا لها من امرأة ثرثارة فالِتة اللّسان! فلسانها كالسيف، بل أقطع وأحدّ من السيف والخنجر كما أن لسانها أطول من الرمح وأمضى منه عندما أقول لها: يا سيدتي! ليكن تعاملك مع الأطفال حسناً وبطيبة لسان، ولا تصرخي بوجه هؤلاء الأطفال الأبرياء ولا تتعاملي بقسوة: وحدّة معي ومعهم، ترد عليّ مباشرة بالقول: «إني هكذا. كان الأجدر بك أن تتزوج منذ البداية امرأة حسنة الأخلاق...» وعندما أقول لها: يا سيدتي! ألم يعلمك والداك أسلوب معاشرة الزوج وطريقة التعامل مع الأولاد وتربيتهم؟

ترد عليّ بالقول: «إنهما لم يعلماني ذلك» انت علّم ابنتك ذلك لنرى...

وعندها أقول لها: إني لست راضٍ عنك، تقول لي: «هل أنا راضية عنك لتكون راضٍ عنّي؟ أنت لست راضٍ عني أنا أيضاً لست راضية عنك!».

وعندما أقول لها: إن المرأة يجب أن تطيع زوجها، تردّ عليّ فوراً بالقول: «أنت لا تدري؟! لقد تغير الوضع. في هذا الزمن الرجل هو الذي عليه أن يطيع زوجته».

وعندما أقول لها: إن أسلوب تعاملك هذا يقودك إلى جهنم. ترد عليّ في الحال قائلة: (الأمر لا يخصك إن ذهبت إلى جهنم. أنت إذهب إلى الجنة...).

وعندما أقول لها: يا امرأة لا ترديّ عليّ بهذا الشكل، لا تطلقي لسانك على هذا النحو! تقول: «إن كلامك عجيب! حتى رأس الخروف الذي تشتريه من السوق فيه لسان، فكيف لا يكون لي لسان؟!».

الأخ حسيني!.. قل لي ما كنت تفعل لو كانت لديك مثل هذه الزوجة؟ والآن ماذا أفعل أنا المسكين؟

توضيح ورد:

د - أيها الأخ العزيز: ماذا تقول إذا طلبت منك أن تكف أنت أيضاً عن الجدال والنقاش؟ بماذا ستجيبني إذا قلت بأنك تتحمل أيضاً بعض المسؤولية عن هذا الوضع؟ فعندما ترى بأن زوجتك ترد عليك بحدة وبتهكّم وعدم حياء فعليك في هذه الحالة أن توقف الحديث معها. لأن الشيطان في مثل هذه الحالة يضع غشاوة أمام بصر الإنسان وسمعه ويحثه على العناد والتشبث بالرأي. في هذه الحالة فإنها لا تقبل بأي شيء تقوله ولا تفكر بما تقوله لها وترد عليك رد عنيفاً ولاذعاً وتخرج عن إطار الحياء والفضيلة والخجل والذي يخرج عن إطار الحياء فلا يعود هناك أمل في خيره وصلاحه. وإن هذه المشاجرات والنقاشات الحادة لا فائدة منها ولا تؤدي إلا إلى تأزيم العلاقات وتوتير أجواء الحياة أكثر فأكثر.

فالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: [والشك على أربع شعب: على التماري، والهول، والتردد والاستسلام: فمن جعل المراء ديدناً لم يصبح ليله](3).

وعندما تشاهدون حالة من العناد والتشبث بالرأي لدى الطرف الآخر، فالتزموا الصمت ولا تقولوا شيئاً وابقوا على هدوئكم واذكروا الله خلال فترة صمتكم وبهذه الطريقة فإنكم تطردون الشيطان من منزلكم وانتهزوا فرصة أخرى لتقديم النصح للطرف الآخر.

هـ - لقد سألتني أيها الأخ الكريم، ماذا كنت أفعل لو كانت لدي زوجة كهذه... ؟ لعلي كنت في هذه الحالة أفر إلى الصحاري والجبال ولعلي كنت أدعو الله وألتمس منه النجاة في تلك الصحاري النائية. ولعلي كنت أصبح بائساً مثلك... لا أدري ماذا كنت سأفعل في مثل هذه الحالة، لعلي كنت أنصحها وأرشدها.

نستجير بالله جميعاً من شر الشيطان الرجيم الذي يريد أن يخرّب بيوتنا ونطلب منه العون والمساعدة فهو خير سند ومعين لعباده، وكلنا أمل بلطف الله ورحمته.

____________________________________

(1) بحار الأنوار ، ج٧١ ص١٧٩ باب ٦٤ ح30.

(2) وسائل الشيعة.

(3) ميزان الحكمة المجلد التاسع - باب المراء -ص ١٣٨. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.