المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علل وعوامل التعصب  
  
1278   09:04 صباحاً   التاريخ: 2023-02-08
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص160 ــ 163
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/12/2022 1046
التاريخ: 21/12/2022 1525
التاريخ: 2023-03-06 2490
التاريخ: 15-9-2021 1650

لعلل ودوافع ظهور وبروز التعصّب. هناك عوامل متعددة نستطيع ايرادها في هذا المجال:

1ـ العوامل التربوية: أحيانا يكون التعصب لدى الأطفال نابعاً من ظروف تربوية. وفي هذا المجال توجد الكثير من الامور نورد بعضاً منها:

- تصرف الوالدين ومن يهمهم امر التربية، والذي يساعد على بذر بذور الحساسية والخصومة بالنسبة لشخص أو مجموعة.

- المنع الشديد الذي يصدر من قبل الوالدين لطفلهم والذي يقضي بعدم الارتباط بالآخرين.

- الانضباط الخارق للعادة وفرض الأفكار والعقائد بشكل تهمل معه كافة حاجات وتطلّعات الطفل.

- عدم تأييد سلوك خاص يصدر من الطفل من قبل الوالدين في محيط البيت وإدانة نزعات وتمايلات الطفل.

- المواقف الشديدة التي يتخذها الوالدين وبالأخص بالنسبة للطفل الوحيد.

- ارتباط الوالدين والمربين بالثقافة السائدة في البيئة التي يعيش فيها الطفل والعادات والتقاليد الموجودة هناك.

- يجب أن لا ننسى بأن بذور التعصب تنشأ من السنين الاولى في داخل الطفل وسلوك الوالدين وعاداتهما والضرب والتمييز بين الأطفال و... كل ذلك يؤثر في بروز التعصب.

2ـ العوامل الثقافية: في بعض الأحيان يكون للتعصب جذور ثقافية، وفي هذا المجال نتعرض إلى العوامل التالية.

- العقائد التقليدية والتي لها جذور عميقة في حياة الشعوب والقوميات.

- التجارب المرة والغير موفقة تجعله يهرب من الواقع الاجتماعي.

- تعليم الأطفال بعض الأفكار فمثلاً ذوي البشرة السوداء متأخرين فكرياً أو عقلياً.

- الجهل والغفلة لنوع العلاقات وآداب وعادات قومه أو مجتمعه.

- عدم الوصول إلى مرحلة البلوغ الفكري والعاطفي وسوء التربية يعتبر عاملا مهما في هذا المجال.

- الايحاء بعدم القدرة يكون باعثاً على الاحساس بالتخلف لدى الشخص المتعصب وهذا يؤدي بالتدريج إلى الشعور بالحقارة والتصاغر.

- الافلام التي تتضمن برامج اثارة النعرات التعصبية واللقطات المخجلة لها تأثير على ظهور التعصب.

3ـ العوامل الاجتماعية: في بعض الموارد تكون جذور التعصب جذوراً اجتماعية، وهناك مسائل كثيرة نذكرها في هذا المجال:

- وجود الاختلافات والتمايز بين الصغار والكبار يكون ارضية لبروز التعصب، وبسبب عدم القدرة على ابراز عدم قبوله لهذا الاسلوب، فيتجسد هذا الامر إلى تعصب.

- في بعض الأحيان ينشأ التعصب من التقليد الاعمى للأصدقاء المعلمين، الوالدين، الشخصيات الاخرى والافلام،...

- في بعض الاحيان يقوم آباء ومربوا الأطفال الفقراء وذوي البشرة السوداء الايحاء إلى اطفالهم بأنهم حقراء ويجب أن يكونوا في مكان يتناسب مع صفاتهم هذه. وهذا العمل بحد ذاته يكون عاملاً مؤثراً في ركون الطفل إلى هذه الصفة وتجعل الطفل منقاداً أكثر فأكثر إلى غيره.

- عدم العطف والمحبة التي يواجهها الطفل في مجموعة معينة تثير تعصب الطفل وغضبه.

- اخراجه من مجموعة يؤدي إلى انهيار شخصيته واعتماده على الآخرين يتلاشى.

- بذرة التجارب والمعاملات يؤثر في هذا المجال.

- وفي كل الاحوال يجب أن لا ننسى بأن التعصب أمر اكتسابي ولا يأتي الطفل إلى هذه الدنيا متعصباً.

4ـ العوامل النفسية والعاطفية: من العوامل المؤثرة في ايجاد الارضية المناسبة للحسد هي العوامل التي تبعث على إثارة الحقد، وكذلك نزعة التعدي والتجاوز على الآخرين والطمع.

ومن المسائل الاخرى في هذا الباب هي العقد، الاحتيال، الازدواجية، التنافس. حيث ان لكل من هذه الصفات أثر بالغ في بروز هذه الصفة، وكذلك الشعور بالنقص الجسمي وكذلك الحرمان والأمور الغير الطبيعية التي تواجه بعض الاشخاص كل ذلك يعتبر أرضية مساعدة على ظهور هذه الحالات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.