المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9098 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02



أحزان أمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
3983   11:26 صباحاً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص200-202.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

[لما (عليه السلام)] نفض يده من تراب القبر[قبر الزهراء(عليها السلام)]، هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه الى قبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك و قرّة عينك وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقيعك، المختار اللّه لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول اللّه عن صفيتك صبري، وضعف عن سيدة النساء تجلّدي، الّا انّ في التأسي لي بسنّتك والحزن الذي حلّ بي لفراقك موضع التعزّي، ولقد وسّدتك في ملحود قبرك بعد ان فاضت نفسك على صدري، و غمّضتك بيدي، و تولّيت أمرك بنفسي.

نعم وفي كتاب اللّه أنعم القبول، انا للّه و انا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة واختلست‏  الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول اللّه اما حزني فسرمد واما ليلي فمسهّد لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار اللّه لي دارك التي فيها أنت مقيم، كمد مقيّح، وهمّ مهيّج، سرعان ما فرق اللّه بيننا والى اللّه أشكو و ستنبئك ابنتك بتظاهر امتك عليّ وعلى هضمها حقّها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج‏  بصدرها لم تجد الى بثّه سبيلا وستقول ويحكم اللّه و هو خير الحاكمين.

سلام عليك يا رسول اللّه، سلام مودع و لا قال، فان انصرف فلا عن ملالة و ان أقم فلا عن سوء ظنّي بما وعد اللّه الصابرين، الصبر أيمن و أجمل و لو لا غلبة المستولين علينا، لجعلت المقام عند قبرك لزاما، والتلبّث عنده معكوفا، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزيّة، فبعين اللّه تدفن بنتك سرّا، و يهتضم حقها قهرا، ويمنع ارثها جهرا، ولم يطل العهد و لم يخلق‏  منك الذكر، فالى اللّه يا رسول اللّه المشتكى وفيك أجمل العزاء، فصلوات اللّه عليها و عليك و رحمة اللّه و بركاته‏ .

و نقل العلامة المجلسي عن مصباح الانوار مرويّا عن الصادق (عليه السّلام)عن آبائه الكرام انّه: لما وضع أمير المؤمنين (عليه السّلام)فاطمة (عليها السّلام)في قبرها، قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه محمد بن عبد اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) سلمتك ايتها الصدّيقة الى من هو أولى بك منّي ورضيت لك بما رضى اللّه تعالى، ثم تلى: { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55] .

فلما دفنها امر برشّ الماء على القبر ثم جلس عنده بقلب كئيب حزين، وعين دامعة فجاء إليه عمّه العباس فأخذ بيده ونحّاه عن القبر.

قال الشيخ الشهيد في مزار الدروس: ويستحب زيارة فاطمة (عليها السّلام)ابنة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وزوجة أمير المؤمنين وأمّ الحسن و الحسين (عليهما السّلام).

قالت (عليها السّلام): «و اخبرني ابي انّه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة ايّام أوجب اللّه له الجنة، فقيل لها: في حياتكما؟ قالت نعم و بعد موتنا»، و ليزر بيتها والروضة والبقيع.

ولدت (عليها السّلام)بعد المبعث بخمس سنين وقبضت بعد ابيها (صلّى اللّه عليه و آله) بنحو مائة يوم‏ .

قال العلامة المجلسي: روى السيد ابن طاوس رحمه اللّه انّه من زار فاطمة (عليها السّلام)فليقل:

السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك ايتها المظلومة الممنوعة حقها (ثم ليقل) اللهم صلى على امتك و ابنة امتك و زوجة وصي نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات و أهل الارضين.

فقد روي انّ من زارها بهذه الزيارة و استغفر اللّه غفر اللّه له و أدخله الجنّة .

..واعلم انّ لها أربعة أولاد: الامام الحسن، و الحسين (عليهما السّلام)، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى، وكنيتها أمّ كلثوم (سلام اللّه عليهم أجمعين)، وكانت حاملة بطفل قد سمّاه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) محسنا و قد سقط بعد وفاته‏ .

قال الشيخ الصدوق في معنى قوله (صلّى اللّه عليه و آله) لعليّ (عليه السّلام): انّ لك كنزا في الجنّة وأنت ذو قرنيها، قال: قد سمعت بعض المشايخ يذكر انّ هذا الكنز هو ولده المحسن (عليه السّلام)وهو السقط الذي ألقته فاطمة (عليها السّلام)لما ضغطت بين البابين‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.