أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
1062
التاريخ: 22-03-2015
2677
التاريخ: 18-4-2018
953
التاريخ: 9-08-2015
937
|
الإعتقاد بالمعاد مبني على الدليل العقلي، والدليل النقلي المبني على العقل .
الدليل العقلي على المعاد...
(1) :
كل عاقل يدرك أن العالم والجاهل، والمتخلق
بالأخلاق الفاضلة والمتخلق بالأخلاق الرذيلة، والمحسن والمسيء في الأقوال والأعمال
ليسا سواء، والتسوية بين الفريقين فضلا عن ترجيح المرجوح على الراجح، ظلم وسفاهة.
ومن جهة أخرى، فإنا نرى أن المحسنين والمسيئين
لا ينالون جزاءهم في الحياة الدنيا كما ينبغي، فمقتضى العدل والحكمة وجود البعث
والحساب، والثواب والعقاب {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه:
15] على ما يقتضيه
ارتباط العمل بالجزاء فإنهم لا ينالون جزاء أعمالهم كما ينبغي في هذه الدنيا، فإذا
كانت لا توجد دار أخرى يتحقق فيها الحساب والجزاء والعقاب المتناسب مع عقائد الناس
وأعمالهم، لكان ذلك ظلما.
إن عدل الله تعالى يستوجب وجود البعث
والحساب والثواب والعقاب {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص:
28]، {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ
النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 6 -
8] .
(2) :
إن الله تعالى حكيم، ولا يصدر عنه سفه
وعبث، وهو لم يقتصر في خلق الإنسان على تجهيزه بالقوى الضرورية لحياته النباتية
والحيوانية، كقوة الجذب والدفع، والشهوة والغضب، بل جهزه بقوى أخرى تقوده إلى
التكامل والتحلي بالفضائل العلمية والعملية، وترتفع به إلى مستويات عليا، لا يقف
فيها عند حد، بل كلما ترقى في هذا السبيل يتعطش لما هو أعلى، وقد بعث الله
الأنبياء (عليهم السلام) لهداية الإنسان إلى الكمال الذي يكون مفطورا على طلبه
ومجبولا على أن لا يقف على حد حتى ينتهي إلى ما قال سبحانه { وَأَنَّ إِلَى
رَبِّكَ الْمُنْتَهَى } [النجم: 42]. فلو كان الإنسان مخلوقا للحياة الحيوانية فقط
لكان إعطاؤه العقل الذي لا يقتنع إلا بإدراك أسرار الوجود لغوا، وخلقه على الفطرة
التي لا تطمئن دون أية مرتبة من الكمال حتى يصل إلى مبدأ الكمال الذي ليس له حد
عبثا.
فالحكمة الإلهية توجب أن لا تختم حياة الإنسان
بالحياة المادية والحيوانية، بل تتواصل لتحقيق الهدف الذي خلقت قوى عقله وروحه من
أجله {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا
لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115].
(3):
إن
فطرة الإنسان تحكم بأن كل صاحب حق لابد أن يعطى حقه، وكل مظلوم لابد أن يؤخذ له من
ظالمه.
وهذه الفطرة البشرية هي التي تدفع البشر في
كل عصر - على مختلف أديانهم ومهما كانت أفكارهم ومعبوداتهم - إلى تشكيل أجهزة
قضائية، ومحاكم لتحقيق العدالة.
ومن ناحية أخرى، نرى أن كثيرا من الظالمين
والمجرمين يموتون دون أن يقتص منهم، ونرى مظلومين يموتون تحت سياط الظالمين ونيران
اضطهادهم، لذا فإن حكمة الله تعالى وعدله وعزته ورحمته، تستوجب وجود حياة أخرى
تؤخذ فيها حقوق المظلومين من الظالمين { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ
} [إبراهيم: 42].
(4):
حكمة الله تعالى تقتضي أن يهئ للإنسان وسيلة
وصوله إلى ثمرة وجوده والغرض من خلقته، ولا يتحقق ذلك إلا بأن يأمره بما يوجب
سعادته، وينهاه عما يوجب شقاءه.
وتنفيذ الأوامر والنواهي الإلهية المخالفة
لهوى الإنسان، لا يمكن إلا بوجود عاملي الخوف والرجاء في نفسه، وهما لا يتحققان
إلا بالتبشير والإنذار، والتبشير والإنذار يستلزمان وجود ثواب وعقاب ونعيم وعذاب
بعد هذه الدنيا، وإلا كانا تبشيرا وإنذارا كاذبين، والله تعالى منزه عن الكذب
والقبيح.
الدليل النقلي على المعاد...
أجمعت الأديان الإلهية على وجود معاد وحياة
آخرة، فقد أخبر بذلك جميع الأنبياء (عليهم السلام)، وصدقهم أتباعهم من أهل الأديان
السماوية، فعصمة الأنبياء (عليهم السلام)، وحفظ الوحي عن الخطأ، يستوجب الإيمان
بالمعاد.
أما المنكرون للمعاد والحشر في مقابل الأنبياء،
فلا دليل عندهم على عدمه إلا الاستبعاد المحض لأن يحيي الله العظام وهي رميم، وأن
يجمع ذرات الإنسان المتفرقة بعد موته وفنائه، وينشئها مرة أخرى.
وقد غفلوا أو تغافلوا عن أن الموجودات
الحية إنما خلقت من أجزاء مادية ميتة متفرقة، وأن العليم الحكيم القدير الذي خلقها
أول مرة وركبها من اجزاء ميتة. تركيبا خاصا يقبل الحياة، وصورها بصورة إنسان له
أعضاء وقوى مختلفة بلا مثال قبله، قادر على أن يعيد خلقها ثانية من ذراتها أينما
كانت، وبأي شكل صارت! لأن أجزاء بدنه أينما كانت وكيفما كانت غير خارجة عن دائرة
علم الله وقدرته التي بها خلق الإنسان من دون مثال سابق، بل الخلق الثاني المسبوق
بالمثال أهون { قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}
[المؤمنون: 82]، {أَوَلَيْسَ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى
وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } [يس: 81].
إن الذي يقدر على أن يجعل من الشجر الأخضر
نارا، ويقدر على أن يحيي الأرض في كل ربيع بعد موتها في الخريف، لقادر على أن يحيي
الموتى {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ
مِنْهُ تُوقِدُونَ } [يس: 80] ، {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا
لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 17].
إن القدير الذي يطفئ مشعل إدراك الإنسان
وعلمه وإرادته في كل ليلة، فيميته ويسلب منه قدرته واختياره، ثم يوقظه، ويرد إليه
ما أخذه، لقادر بعد أن يطفئه بالموت على أن يضيئه ويحييه ويبعثه إنسانا سويا،
ويعيد إليه معلوماته التي فقدها (لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون) (1)،
سبحان الذي جعل النوم ايقاظا لمعرفة المعاد والمبدء الذي لا تأخذه سنة ولا نوم {وَمِنْ آيَاتِهِ
مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [الروم: 23].
__________________
(1) روضة الواعظين ص 53 - الاعتقادات
للمفيد ص 64 - عوالي اللئالي ج 4 ص 72.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|