أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2020
2060
التاريخ: 25-1-2021
2000
التاريخ: 27-12-2021
1814
التاريخ: 26-5-2022
1336
|
- مضيق تيران:
يعد مضيق تيران المدخل الوحيد الذى يربط بين البحر الأحمر وخليج العقبة، الذى يبلغ طوله نحو ١٥٥ كيلو مترا، وأقصى عرض له نحو ٢٣ كيلو مترا، ويضيق فى أقصى شماله ليبلغ نحو خمسة كيلو مترات.
ويطل على خليج العقبة كل من مصر على امتداد نحو16 كيلو مترا غرب الخليج، والمملكة العربية السعودية على امتداد نحو14 كيلو مترا فى الشرق، والمملكة الأردنية بنحو ٢٥ كيلو مترا فى شمال شرق الخليج، ثم إسرائيل بنحو عشرة كيلو مترات، بعد أن تمكنت من الوصول إلى الخليج بعد احتلالها لأم رشراش (إيلات) على رأس الخليج فى مارس عام١٩٤٩ .
ويقع بمدخل خليج العقبة جزيرتان صخريتان هما: جزيرة تيران وصنافير وعدد آخر من الجزر الصغيرة المتناثرة التى تصل إلى نحو ثلاثين جزيرة تنتشر حولها الشعب المرجانية والصخور. ومن أبرز هذه الجزر المتناثرة جزيرتي شوشة وبركان.
وتقع جزيرة تيران على بعد نحو ستة كيلو مترات من الساحل المصري، و نحو سبعة كيلو مترات من الساحل السعودي. وهى جزيرة صغيرة صخرية يبلغ أقصى ارتفاع لإحدى قممها نحو ٥٢٥ مترا، ويقع بين الجزيرة والساحل المصري (مضيق تيران) مجموعة من الشعب المرجانية التى تقسم المضيق إلى ممرين، الشرقي منها يسمى «مر جرافتون» الذى يبلغ عرضه نحو . ٨٧ مترا، وتصعب فيه الملاحة، أما الممر الغربي الذى يفصل بين الشعب المرجانية والساحل المصري فى سيناء فيطلق عليه ((ممر الاتترابرايز)) الذى يبلغ عرضه نحو ١١٩٠ مترا، وهو المستخدم فى العبور إلى خليج العقبة، ولكن ما يصلح منه للملاحة لا يتجاوز 500 مترا، وهو عبارة عن الجزء الملاصق للساحل المصري.
وعلى الشاطئ الغربي لمضيق تيران «رأس محمد» فى شبه جزيرة سيناء، وإلى الشمال منه بنحو ٢ ١ كيلو مترا يقع مرسى شرم الشيخ الذى يتحكم فى مدخل خليج العقبة، أما جزيرة صنافير فتبعد عن جزيرة تيران بنحو ٢,٥ كيلو متر نحو الشرق، وتنتشر الشعب المرجانية عبر المضيق الذى يفصلها عن جزيرة تيران مما يجعل هذا المضيق غير صالح للملاحة.
وإلى الشرق من جزيرة صنافير تنتشر مجموعة من الجزر الصغيرة التى تفصل بينها وبين الساحل السعودي، ومن أبرز هذه الجزر جزيرة «شوشة» التى تقع إلى الشرق من صنافير، وإلى الشرق منها تقع جزيرة «بركان» التى تنتشر حولها الشعب المرجانية، ثم جزيرة «يوبا» التى تقع إلى الجنوب من جزيرة بركان.
ولكن ما يتحكم فى مدخل خليج العقبة عبارة عن ثلاثة مضايق، الأول منها بين جزيرة تيران والساحل المصري، والثاني بين جزيرتي تيران وصنافير، والثالث بين جزيرتي صنافير والساحل السعودي. وأما المضايق الأخرى التى تفصل بين مجموعة الجزر الصغيرة المنتشرة فلا تكاد تذكر لعدم صلاحيتها للملاحة؛ لانتشار الشعب المرجانية والصخور. وحتى الممران اللذان يفصلان بين جزيرتي صنافير وشوشة، وبين جزيرتي صنافير وتيران فهما محدودا الصلاحية، ويمكن استخدامهما فى عبور السفن الصغيرة والقوارب فقط. أما الممر الذى يفصل بين جزيرتي تيران والساحل المصري فهو أصلح هذه الممرات للملاحة، ولذلك أطلق على مدخل خليج العقبة «مضيق تيران» نظرا لأنه هو المتحكم فى حركة الملاحة بين البحر الأحمر وخليج العقبة، وبصفة خاصة للمملكة الأردنية حيث يعد مخرجها الوحيد إلى العالم الخارجي بخلاف السعودية ومصر وإسرائيل التى تتمتع كلمنها بسواحل أخرى.
ولم يكن هذا المضيق مثار أى خلاف أو سببا لأى مشكلات قبل أن توجد إسرائيل، فقد كان طريقا للملاحة العربية وطريقا للحجاج بين ميناء العقبة والأماكن المقدسة فى السعودية، فقد كان خليجا عربيا خالصا تتقاسم مياهه الإقليمية كل من مصر والسعودية والأردن، بل كان من قبل يعد مياها داخلية لدولة واحدة وهى الدولة العثمانية أيام كانت الدول العربية تابعة لها.
ويشكل مضيق تيران حدا سياسيا بين مصر والسعودية؛ وذلك لأن جزيرة تيران سعودية أساسا. وجاءت سيطرة مصر عليها وعلى جزيرة صنافير بناء على اتفاق وإن كان غير مكتوب بين مصر والمملكة العربية السعودية فى عام ١٩٥٠ الذى يعطى لمصر حق احتلال الجزيرتين نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لأم رشراش (إيلات) على رأس خليج العقبة، وذلك لتعزيز حق مصر فى التحكم فى الملاحة عبر الممرات المائية نحو خليج العقبة لمواجهة إسرائيل؛ لأن هذا المضيق يتميز بالضيق الذى يساعد على سهولة الرقابة والتحكم فى الملاحة عبره بسهولة .
ومضيق تيران كان يعد بؤرة الصدام بين الصالح العربية (مصر والسعودية والأردن) من جانب وبين إسرائيل من جانب آخر. وهذا التصادم فى المصالح يتمثل فى حرص الدول العربية على فرض الرقابة على مضيق تيران، وعدم السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر هذا المضيق، بينما تحرص إسرائيل على الحصول على المرور الحر فى هذا المضيق حتى تستطيع الوصول إلى البحر الأحمر وبالتالي إلى العالم الخارجي لاستيراد البترول وإنعاش التجارة ورفع مستوى ميناء إيلات.
وقد اتسع نطاق الصراع حول حرية الملاحة عبر مضيق تيران ليصبح عالميا بعد أن أصبحت الأطماع العالمية تتجه صوب المنطقة التى تضم ثلث الإنتاج العالمي من البترول، كما تضم الممرات المائية الهامة (مضايق هرمز وباب المندب وتيران وقناة السويس) التى تتحكم فى نقل هذا البترول إلى الدول المستهلكة. ويبدو هذا بوضوح من تأييد الدول الكبرى لإسرائيل فى صراعها مع العرب حول مضيق تيران، وكما يبدو من سعى إسرائيل لإنشاء علاقات وثيقة ببعض الدول المطلة على البحر الأحمر من غير العرب مثل أثيوبيا ثم أريتريا فيما بعد بهدف تأمين وصولها إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب (المدخل الجنوبي للبحر الأحمر)، كما وثقت علاقتها بإيران فى وقتها لتنقل بترولها عبر خط الأنابيب الإسرائيلي، وهذا من شأنه أن يضعف قدرة العرب على التحكم فى نقل البترول عن طريق الموانئ العربية وقناة ا لسويس .
وقد حاولت إسرائيل منذ إنشاء ميناء إيلات أن تعطى لهذا الميناء أهمية كبيرة لتظهر للمجتمع الدولي مدى أهميته الاقتصادية لإسرائيل وللدول المستفيدة من هذا الميناء، خصوصا بعد أن أنشأت خطا لأنابيب البترول لنقله من ميناء إيلات إلى حيفا على البحر المتوسط وذلك تفاديا للمرور عبر قناة السويس، كما أنها تفكر فى إنشاء قناة أخرى تربط خليج العقبة بالبحر المتوسط لتصبح منافسة لقناة السويس.
ولكن إسرائيل لم تستطع المرور عبر مضيق تيران لتحقيق أهدافها، كما فشلت فى الحصول على حق المرور لسفنها عبر المضيق عن طريق الحصول على قرار من الأمم المتحدة يعطيها هذا الحق، . فقد امتنع مجلس الأمن عن إصدار قرار بهذا الشأن فى عام ١٩٥٤، وبذلك ظلت إسرائيل لا تستطيع العبور بهذا المضيق إلى أن ظهرت مشكلة تأميم قناة السويس فى ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦ عندما أعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس وإعادتها للسيادة المصرية.
وقد حاولت الدول المالكة لشركة قناة السويس ممثلة فى بريطانيا وفرنسا إقناع مصر للرجوع عن قرار التأميم ولكن دون جدوى، مما دفع كلا من بريطانيا وفرنسا ومعهما إسرائيل صاحبة المصلحة الأولى التى تحاول الاستفادة من هذا الصراع، فى التفكير فى خطة لاسترجاع قناة السويس إلى الشركة، ولكى تستطيع إسرائيل تدمير قواعد الفدائيين فى سيناء وتأمين حركة المرور عبر مضيق تيران كبديل لقناة السويس وهذا ما تهدف إليه إسرائيل. ولذلك تم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على أساس أن تقوم إسرائيل بمهاجمة شبه جزيرة سيناء، ثم يتبع ذلك صدور إنذار من قبل بريطانيا وفرنسا لكل من مصر وإسرائيل بأن تبتعد كل منهما عن قناة السويس لمسافة عشرة أميال، وعلى أن يسمح لبريطانيا وفرنسا بالتواجد العسكري فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس بحجة الفصل بين الجانبين المتحاربين (مصر وإسرائيل) حماية للملاحة عبر قناة السويس.
وفعلا تم تنفيذ هذا الاتفاق بأن قامت إسرائيل بمهاجمة سيناء فى ٩ ٢ أكتوبر عام ١٩٥٦ وتبعه إنذار من فرنسا وبريطانيا بوقف الحرب بين مصر وإسرائيل والابتعاد عن قناة السويس لمسافة عشرة أميال. وإزاء رفض مصر لهذا الإنذار قامت بريطانيا وفرنسا بمهاجمة مصر لاحتلال منطقة القناة، كما استمرت إسرائيل فى عدوانها إلى أن احتلت شبه جزيرة سيناء بأكملها بعد انسحاب القوات المصرية منها وبالتالي استطاعت السيطرة على مضيق تيران.
ولكن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي رفضا هذا العدوان واستطاعا الحصول من الأمم المتحدة على قرار فى أول نوفمبر ١٩٥٦ يدعو الدول المعتدية إلى الانسحاب الفوري وإيقاف القتال. ولكن إسرائيل رفضت الانسحاب دون أن تعطى حق العبور عبر مضيق تيران. ولكنها انسحبت من مضيق تيران فى مارس عام ١٩٥٧ بعد صدور قرار من الأمم المتحدة يقضى بإحلال قوات طوارئ دولية لتحل محل القوات الإسرائيلية المنسحبة لضمان حرية الملاحة عبر مضيق تيران.
ومنذ مارس عام ١٩٥٧ استطاعت إسرائيل المرور عبر مضيق تيران تحت حماية قوات الطوارئ الدولية إلى أن أعلنت مصر فى مايو عام ١٩٦٧ قفل مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، وطلبت انسحاب قوات الطوارئ الدولية من شرم الشيخ. وهنا قامت إسرائيل بهجومها على مصر فى ٥ يونيو عام ١٩٦٧ الذى انتهى باحتلالها لشبه جزيرة سيناء بأكملها، وبالتالي تمكنت من السيطرة على مضيق تيران وتأمين حركة ملاحتها عبر المضيق وخليج العقبة.
وقد ظل الوضع كذلك إلى أن نشبت حرب أخرى أشعلتها مصر فى ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ وذلك عندما استطاعت عبور قناة السويس وإلحاق هزيمة عسكرية بإسرائيل إلى أن تدخلت الدول الكبرى لوقف إطلاق النار واللجوء إلى الطرق السلمية لحل أوجه الخلاف. وبدأت المفاوضات بالطرق السلمية بين مصر وإسرائيل التى انتهت باتفاقية «كامب ديفيد» التى وقعت بين مصر وإسرائيل فى ١٧ سبتمبر عام ١٩٧٨ التى أنهت حالة الحرب بين الدولتين، والتى تضمنت من بين بنودها حرية مرور السفن الإسرائيلية فى خليج العقبة وقناة السويس على أساس اتفاقية القسطنطينية لعام ١٨٨٨ التى تطبق على جميع الدول، وعلى أن يعد مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات الدولية التى تفتح أمام جميع الدول للملاحة وحرية المرور البرىء والطيران فوقها، وبذلك انتهت مشكلة مضيق تيران بين مصر وإسرائيل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|