المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اخبار الائمة (عليهم السلام) عن المهدي  
  
3192   02:39 مساءً   التاريخ: 4-08-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج4,ص278-285
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

روي عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال في القائم منا سنن من الأنبياء سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى  سنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد (صلى الله عليه واله) فأما من نوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس وأما من موسى فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى وأما من محمد (صلى الله عليه واله) فالخروج بالسيف.

قال وسمعته يقول القائم منا يخفى عن الناس ولادته حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة.

وقال علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) من ثبتت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد وروى عبد الله بن عطاء قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إن شيعتك بالعراق كثيرة ووالله ما في أهلك مثلك فقال لي يا عبد الله قد أمكنت الحشو من أذنيك والله ما أنا بصاحبكم قلت فمن صاحبنا قال أنظر من يخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم .

وعن محمد بن مسلم قال دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد فقال مبتدئا يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد شبها من خمسة من الرسل يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليهم أجمعين) فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن وأما شبهه من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه عن إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي (عليه السلام) مع قرب المسافة بينهما وأما شبهه من موسى (عليه السلام) فهو دوام خوفه وطول غيبته وخفاء مولده على عدوه وحيرة شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن يأذن الله في ظهوره وأيده على عدوه وأما شبهه من عيسى (عليه السلام) فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة ما ولد وطائفة قالت مات وطائفة قالت صلب وأما شبهه من جده محمد (صلى الله عليه واله) فتجريده السيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وأنه ينصر بالسيف والرعب وأنه لا ترد له راية وأن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه .

وعن الصادق (عليه السلام) قال من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد نبوة محمد (صلى الله عليه واله) فقيل له يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.

وعن يونس بن عبد الرحمن قال دخلت على موسى بن جعفر (عليه السلام) فقلت له يا ابن رسول الله أنت القائم بأمر الله فقال أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا وهو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه ويرتد فيها قوم ويثبت فيها آخرون .

وقال (عليه السلام) طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة.

وعن أيوب بن نوح قال قلت للرضا إنا نرجوأن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسلمه الله إليك من غير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك فقال ما منا أحد اختلفت إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أومات على فراشه حتى يبعث الله عز وجل لهذا الأمر رجلا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه .

وعن ريان بن الصلت قال قلت للرضا (عليه السلام) أنت صاحب هذا الأمر فقال أنا صاحب هذا الأمر ولكني لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني فإن القائم هو الذي إذا خرج خرج في سن الشيوخ ومنظر الشباب يكون قويا في بدنه حتى لومد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ويكون معه عصا موسى وخاتم سليمان ذاك الرابع من ولدي يغيبه الله في ستره ما شاء ثم يظهره فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما كأني بهم آيس ما كانوا إذ نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين وعن الحسين بن خالد قال : قال الرضا (عليه السلام) لا دين لمن لا ورع له ولا إيمان لمن لا تقية له وإن أكرمكم عند الله أتقاكم فقيل له يا ابن رسول الله إلى متى قال إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا فقيل له يا ابن رسول الله من القائم منكم أهل البيت قال الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه وإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه وهو قول الله عز وجل {انْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4] ومثله ما رواه عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال دخلت على سيدي علي بن محمد ع فلما بصر بي قال لي مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا فقلت له يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه إلى أن ألقى الله عز وجل فقال هات يا أبا القاسم فقلت إني أقول إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء خارج عن الحدين حد الإبطال وحد التشبيه وأنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه وأن محمدا خاتم النبيين ولا نبي بعده إلى يوم القيامة وأن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة وأقول إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي فقال (عليه السلام) ومن بعدي الحسن ابني فكيف يكون للناس بالخلف من بعده قال فقلت وكيف ذلك يا مولاي قال لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا قال فقلت أقررت وأقول إن وليهم ولي الله وإن عدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله وأقول المعراج حق والمساءلة في القبر حق وإن الجنة حق وإن النار حق وإن الصراط حق وإن الميزان حق وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور وأقول إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال علي بن محمد (عليه السلام) يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة .

 

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.