الإمام المهدي (عليه السّلام) حقيقة تاريخية ودينية وليس فرضية شيعية |
2176
06:13 مساءً
التاريخ: 2023-07-10
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-06
413
التاريخ: 2-08-2015
3420
التاريخ: 3-08-2015
3415
التاريخ: 2-08-2015
3493
|
إن المراجعة الدقيقة والخالية من التعصب والحقد والكراهية تثبت لكل باحث في الروايات والأحاديث أنه لا يوجد قضية تسالم عليها الرواة واعتبروها من الحقائق الثابتة التي لا يمكن إنكارها في الفكر الإسلامي مثل قضية الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ومسألة خروجه في آخر الزمان ليرفع لواء الحق والعدل في وجه كل ظالم ومستبد .
ورغم هذا كله لم تسلم هذه القضية من أقلام الحاقدين والمتعصبين ، إن لم نقل من كل من عمل جاهدا على تحريف الإسلام وقضاياه لإبعاده عن ساحة الصراع وإيجاد العديد من التشكيكات في أذهان الناس . حيث لا يوجد أي تفسير لإنكار هؤلاء لقضية وجود الإمام عليه السّلام سوى الحقد الأعمى والدفين في قلوبهم الذي ورثوه عن أولئك الذين حاولوا القضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها ، وطمس معالمها ، وتزييف حقائقها ، فليس مثلهم إلا كمن يحاول أن ينكر وجود نور الشمس في وسط النهار .
وقد تطاولت أقلام الكذب والنفاق لتصف قضية وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأنها من القصص والخرافات التي ابتدعها الشيعة وتناولوها بالسخرية والاستهزاء ، واعتبروها من موضوعات الشيعة ، وهم أكثر الناس علما بأن الفكر الشيعي وما رواه ثقاتهم من جهابذة العلماء والرواة والمحدّثين لم يكن ليدوّن في الكتب إلا بعد التمحيص والتدقيق في كل رواية ، تروى عن النبي وأهل بيته عليهم السّلام .
المنكرون لحقيقة وجود المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف
ومن أجل دحض هذه المزاعم والشبهات نذكر فيما يلي بعض ما كتبته أيادي وأقلام المنكرين لهذه الحقائق مع الإجابة عليها بالتفصيل .
يقول ابن خلدون في مقدّمته : « إن الشيعة يزعمون أن الثاني عشر من أئمتهم هو محمد بن الحسن العسكري ، ويلقّبونه بالمهدي ، دخل السرداب بدارهم في الحلّة ، ويقفون كل ليلة - بعد صلاة المغرب بباب ذلك السرداب - ينتظرون خروجه ويهتفون باسمه ويدعونه للخروج »[1].
وأما ابن حجر العسقلاني الهيتمي فقال في كتابه الصواعق : « إن العسكري لم يكن له ولد ، بطلب أخيه جعفر ميراثه من تركته لّما مات ، فدل طلبه أن أخاه لا ولد له ، وإلا لم يسعه الطلب . . . . »[2].
في مكان آخر من هذا الكتاب يعترف بولادته ويقول : « ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد بن الحجّة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه اللّه فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل لأنه ستر بالمدينة ، وغاب فلم يعرف أين ذهب »[3].
وقد بلغت الغفلة ببعضهم فألحقه بالأقاصيص والخرافات كما فعل الإسعاف النشاشيبي الذي قال في كتابه الإسلام الصحيح : « إذا كانت سنة أو شيعة أو اعتزالية تقبل الخرافة المهدوية ، فالمسلمون المستمسكون بالقرآن ينبذونها نبذا ، ويرفضونها رفضا ، إن مهدي المسلمين وهاديهم وإمامهم قد ظهر من قبل ، والحمد لله ، وهو محمد بن عبد اللّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الذي أنزل عليه القرآن . . .
وكل ذلك هوس ، ولم يعقب الحسن المذكور ذكرا ولا أنثى . . . »[4].
وذكر صاحب كتاب المهدي عند أهل السنة بعض أقوال هؤلاء ومنهم صاحب كتاب لوائح النوار الذي يقول : « ما زعم الشيعة أن اسمه - يعني المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - محمد بن الحسن وأنه محمد بن الحسن العسكري هذيان ، فإن محمد بن الحسن هذا قد مات وأخذ عمه جعفر ميراث أبيه الحسن عليه السّلام »[5].
وقال القرماني في كتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) : « وإن أغبى الأغبياء ، وأجمد الجامدين هم الذين غيبوا إمامهم في السرداب ، وغيبوا معه قرآنهم ومصحفهم ، ومن يذهبون كل ليلة بخيولهم وحميرهم إلى ذلك السرداب الذي غيبوا فيه إمامهم ينتظرونه وينادونه ليخرج إليهم ، ولا يزال عندهم ذلك منذ أكثر من ألف عام »[6].
وقال ابن كثير في كتابه النهاية : « المهدي الذي يكون في آخر الزمان وهو أحد الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين ، وليس هو المنتظر الذي تزعمه الرافضة ، وترتجي ظهوره من سرداب سامراء ، فإن ذلك ما لا حقيقة له ، ولا عين ، ولا أثر ، ويزعمون أنه محمد بن الحسن العسكري ، وأنه دخل السرداب وعمره خمس سنين »[7].
وقال في مكان آخر من هذا الكتاب : « يخرج المهدي ، ويكون ظهوره في بلاد المشرق ، لا من سرداب سامراء كما يزعمه جهلة الرافضة ، من أنه موجود فيه الآن ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان ، فإن هذا نوع من الهذيان ، وقسط كبير من الخذلان ، شديد من الشيطان ، إذ لا دليل على ذلك ، ولا برهان ، من كتاب ، ولا سنة ، ولا معقول صحيح ، ولا استحسان »[8].
فهذه بعض أقوال من حاولوا أن يثيروا الشبهات في قضية وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
وأول ملاحظة ترد على هؤلاء : أنهم لماذا يوجهون كل هذه التهم ، وينسبون هذه الأباطيل إلى الشيعة ويعتبرون أمر المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من مزاعم الرافضة وأضاليلهم ، ولم يتعرضوا في كلامهم إلى من نطق بالحق واعترف وأقرّ بوجود وولادة الإمام المهدي بن الحسن عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من علماء السنة الذين يصعب إحصاؤهم لكثرتهم ، وتصريحهم الواضح واعترافهم وعدم إنكارهم لهذه القضية .
فالتحامل على الشيعة لا مبرر له إذا كان السبب في ذلك هو هذا الاعتقاد ، وإلا فإنهم كما تحاملوا على الشيعة فليضيفوا على ذلك اتهام كل من اعتقد بهذا الاعتقاد وآمن بهذه القضية .
وكل ما ذكروه في أقوالهم لا يستند إلى حقائق علمية أو تاريخية لأنه يعارض الكم الهائل مما سنذكره من أقوال علماء السنة والشيعة فيما يتعلق بهذه القضية .
ومن الملاحظ على هؤلاء الكتاب المأجورين والضالين هو تعمدهم للكذب الذي يفضحون به أنفسهم ، حيث تجد في طي كلماتهم ومفترياتهم كلمات وأقوال ينسبونها إلى الشيعة وهم بريئون منها ، فضلا عن عدم وجود قائل بها منهم .
لهذا كله نجد أنه من الضروري أن نذكر بعضا مما قاله علماء السنة ، وقبلها نورد ما قاله العلامة الأميني في كتاب الغدير في جوابه وردّه على صاحب كتاب ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) حيث يقول : « أحببت أن أذكر - يعني ويقصد القرماني - تخليدا لذكره الشريف في هذه الموسعة القيمّة . . .
وفرية السرداب أشنع ، وإن سبقه إليها غيره من مؤلفي أهل السنة لكنه زاد في الطنبور نغمات بضم الحمير إلى الخيول وادّعائه إضطراد العادة في كل ليلة واتصالها منذ أكثر من ألف عام ، والشيعة لا ترى أن غيبة الإمام في السرداب ، ولا هم غيّبوه فيه ، ولا أنه يظهر منه ، وإنما اعتقادهم المدعوم بأحاديثهم أنه يظهر بمكة المعظمة تجاه البيت ، ولم يقل أحد في السرداب : أنه مغيب ذلك النور ، وإنما هو سرداب دار الأئمة بسامراء وإن من المضطرد إيجاد السراديب في الدور من وقائظ الحر ، وإنما اكتسب هذا السرداب بخصوصه الشرف الباذخ لانتسابه إلى أئمة الدين ، وأنه كان مبوءا لثلاثة منهم كبقية مساكن هذه الدار المباركة ، وهذا هو الشأن في بيوت الأئمة عليهم السّلام ومشرفهم النبي الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أي حاضرة كانت ، فقط أن ترفع ويذكر فيها اسمه .
وليت هؤلاء المتقولين في أمر السرداب اتفقوا على رأي واحد في الأكذوبة حتى لا تلوح عليها لوائح الافتعال فتفضحهم ، فلا يقول ابن بطوطة في رحلته :
إن هذا السرداب المنوه في الحلة . ويأتي القصيمي من بعدهم فلا يدري أين هو فيطلق لفظ السرداب ليستر سوأته . وإني كنت أتمنى للقصيمي أن يجدد هذه العادة بأقصر من ( أكثر من ألف عام ) حتى لا يشمل العصر الحاضر والأعوام المتصلة به ، لأن انتفاءها فيه وفيها بمشهد ومرأى ومسمع من جميع المسلمين ، وكان خيرا له لو عزاها إلى بعض القرون الوسطى حتى يجوّز السامع وجودها في الجملة ، لكن المائن غير متحفظ على هذه الجهات »[9].
تصريحات علماء السنة حول وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف
أما بالنسبة إلى المعترفين بولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فقد أحصى صاحب كتاب « منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف » من هؤلاء حوالي خمسة وستين ممن صرحوا بوجود ولد للإمام الحسن العسكري عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنه المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف[10].
وأيضا قام صاحب كتاب « المهدي » المرحوم آية اللّه السيد صدر الدين الصدر بإحصاء أسماء وكلمات جماعة من علماء السنة من المحدثين والمؤرخين وغيرهم ممن صرّح بولادته صريحا أو التزاما ومن هؤلاء : الشيخ محيي الدين العربي في الفتوحات المكية - الشيخ عبد الوهاب الشعراني في اليواقيت والجواهر - المؤرخ ابن الوردي في تاريخه - الشيخ محمد بن يوسف الكنجي في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان - ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة - سبط ابن الجوزي في تذكرة الأمة - الشيخ محمد بن طلحة في مطالب السؤول - الشيخ نور الدين علي في الفصول المهمة - السيد الشريف أبو عبد اللّه محمد سراج الدين في صحاح الأخبار - المؤرخ الشهير ابن خلكان في وفيات الأعيان - المؤرخ ابن الأزرق في تاريخه - الشيخ العارف سيدي حسن العراقي - الشيخ العارف سيدي علي الخواص - الشيخ محمد خواجة في فصل الخطاب - السيد الشبلنجي في نور الأبصار - الشيخ العالم القندوزي في ينابيع المودة - الفاضل النسابة أبو الفوز محمد أمين البغدادي السويدي في سبائك الذهب - السيد حسين الرفاعي المعاصر أحد أساتذة الجامع الأزهر في كتابه نور الأنوار - الشيخ أحمد الجامي - الشيخ النيسابوري - الشيخ جلال الدين الرومي[11].
وممن وافق الإمامية على ذلك جماعة آخرون من حفاظ أهل السنة وأعلامهم حسب ما أحصاهم السيد أمير الكاظمي القزويني :
1 - شيخ أهل السنّة العارف الخواجة محمد بارسا في كتابه فصل الخطاب على ما في ينابيع المودة ، ص 451 ، من طبعة إسلامبول التي كانت سنة 1301 ه .
2 - خاتمة الحفّاظ عند أهل السنّة ابن حجر العسقلاني في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر على ما في ص 320 من الفتوحات الإسلامية من جزئه الثاني .
3 - الحافظ المعروف أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس في أربعينه .
4 - الحافظ الترمذي في سننه ، ص 46 من جزئه الثاني .
5 - الحافظ أبو داود في صحيحه ، ص 87 من جزئه الرابع .
6 - المفسّر الكبير عند أهل السنّة النيسابوري في نهاية قوله تعالى : ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ( البقرة : 3 من جزئه الأول ) .
7 - المؤرخ المعروف ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ص 336 من جزئه الرابع .
8 - الشيخ الشبلنجي في كتابه نور الأبصار ، ص 228 وما بعدها وأورد الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثة ، ص 28 وبعدها ، أحاديث كثيرة متواترة في علامات ظهوره ، وأنه من أهل البيت عليهم السّلام من ولد فاطمة عليها السّلام ، وأنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .
9 - الشيخ سليمان المعروف بخاجة كلاب البلخي القندوزي في ينابيع المودة ، ص 414 وما بعدها من جزئه الثاني .
10 - صاحب عقد الدرر في الباب الثاني في الفصل الأول ، والباب الرابع ، وفي الفصل الثالث في الباب التاسع والباب السابع والباب الأول والباب الخامس .
11 - الإمام القرطبي على ما في ص 475 من دائرة المعارف من جزئه العاشر .
12 - الشيخ الثعالبي على ما في ص 404 من ثمار القلوب قال عند ذكره دابة الأرض : « فهي تضرب مثلا للمنتظر البطيء الحضور ، وتذكر مع ظهور مهدي الشيعة ونزول عيسى عليه السّلام وطلوع الشمس ، وقد ذكرها أبو الفتح اليمني » .
13 - الإمام أحمد بن حنبل في مسنده في الصفحات : 17 و 27 و 28 و 36 و 37 و 52 من جزئه الثالث ، وفيه عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : « المهدي من أهل بيتي » .
14 - شيخ الحديث البخاري في صحيحه من جزئه الثاني في باب نزول عيسى بن مريم ، وفيه أنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : « كيف أنتم إذا نزل فيكم عيسى بن مريم وإمامكم منكم ؟ » .
15 - العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ص 317 من جزئه السادس ، الذي رفعه وهو : « كيف أنتم إذا نزل فيكم عيسى بن مريم وإمامكم منكم ؟ » ، وهو لا ينطبق إلا على الإمام المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بقرينة الأحاديث المتواترة عند المسلمين أجمعين .
16 - الحاكم النيسابوري في مستدركه ، ص 557 و 558 من جزئه الرابع ، وصححه على شرط البخاري ومسلم .
17 - الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك ، ص 557 و 558 من جزئه الرابع ، وقال بصحته على شرط الشيخين .
18 - الشيخ نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الدشتي الحنفي المعروف بالملا جامي ، شارح كفاية ابن الحاجب ، في كتابه شواهد النبوة .
19 - الشيخ عبد الحق الدهلوي الحنفي في رسالته التي أفردها لمناقب الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام .
20 - الحافظ عبد اللّه بن أحمد بن محمد ، المعروف بابن الخشاب ، في كتابه تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم .
21 - الحافظ شهاب الدين بن عمر الهندي في كتابه الموسوم بهداية السعداء .
22 - الشيخ الفضل بن روزبهان في كتابه الذي سمّاه : إبطال نهج الباطل في الرد على نهج الحق للعلّامة الحلبي .
23 - إمام النسّابة وشيخهم ، المعوّل عليه عند أهل السنة في علم النسب ، سهل بن عبد اللّه ، في كتابه السلسلة العلوية وأنساب الطالبيين .
24 - الشيخ الشريف العبيدلي ، صاحب التذكرة في علم النسب عند أهل السنة .
25 - الحافظ أبو نعيم في أربعينه ، فإنه نقل أربعين حديثا في المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وروى تولده .
26 - الشيخ ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان .
27 - الحافظ الذهبي في تاريخه .
28 - الشيخ ابن الوردي في تاريخه .
29 - الحافظ المتقي في كتابه المرقاة .
30 - الشيخ عبد الرحمن البسطامي في كتابه درة المعارف .
إلى كثير غيرهم من العلماء والحفاظ عند أهل السنّة ، كلهم مجمعون على تولده وثبوت غيبته ، وأنه يظهر في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، على حد تعبير رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ما لو أردنا نقلها لضاق بها صدر هذا الكتاب .
وقد جمع العلّامة النوري ، من علماء الشيعة ، أقوال من وافق الإمامية في ذلك في كتاب سمّاه : كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار ، وقال ابن الصبّاغ المكّي المالكي في ص 310 من فصوله المهمة : « إن صفته - رضي اللّه عنه - شاب مربوع القامة ، حسن الوجه ، والشعر يسيل على منكبيه ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة »[12].
هفوات وتناقضات المشككين :
هل يمكن القول بعد سرد أقوال هذا العدد الهائل من العلماء والرواة والمحدّثين والمؤلفين من علماء أهل السنّة الذين اعتبروا قضية الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من البديهيات والمسلمات في الإسلام هل يمكن بعد ذلك اتهام الشيعة بأنهم قد وضعوا هذه الأحاديث أو أنها من اختراعاتهم واختلاقهم .
فلا ندري كيف استطاع البعض أن يعتبر ذلك من مختصات الفكر الشيعي وكأنه لم يقرأ أي كتاب لغير الشيعة ، حتى أدى هذا الأمر لدى البعض أن يقع في تناقض واضح في كلماته وأحاديثه التي افترى فيها على الشيعة وكمثال على ذلك .
يقول الأستاذ السائح علي حسين في مقالة له نشرت في مجلة ( كلية الدعوة الإسلامية ) في ليبيا تحت عنوان : ( تراثنا وموازين النقد ) ص 185 العدد العاشر :
« وقد تقبّل الفكر الشيعي سيلا من الأساطير والأحاديث الموضوعة عن طريق الموالي ، وتسرب بعض منه إلى محدثي أهل السنة ، الذين تساهلوا في الرواية عن أصحاب الفرق المخالفة » .
فهو هنا في كلامه حكم على الفكر الشيعي بتقبل الأساطير والأحاديث فيما يرويه من أحاديث ، وان هذه الأساطير قد نقلها الشيعة إلى بعض أهل السنة .
ونحن لا نريد أن نناقش هذا الأستاذ أو نردّ عليه إلا بما ذكره نفسه كشاهد أو كدليل أوضح على عدم صحة ما ذكره حيث يقول بعد هذا الكلام : « تمكن الإشارة إلى ضخامة هذا الركام الذي رواه أهل السنّة وحدهم » .
ثم يقول بعد ذلك : « أشير إلى أن الكثير من هذه الأحاديث مخرج في الصحاح باستثناء البخاري ومسلم ! - كما خرّج بعضها الحاكم في المستدرك ، وابن حنبل في مسنده ، بالإضافة إلى سنن الدارمي ، ونعيم بن حمّاد ، وغيرها كثير » .
ولا حاجة إلى التعليق على هذا ، بعد وضوح التهافت بين كون الأحاديث ( موضوعة ) وتسرّب ( البعض ) منها إلى ( المتساهلين ) من أهل السنّة وبين كون ( الكثير ) من هذه الأحاديث مخرجا في ( الصحاح ) لما بين ( الموضوعية ) وبين ( الصحاح ) وبين ( البعض ) المتسرّب ، وبين ( الكثير ) المخرج من التهافت والتنافي[13].
وقد وقع ابن خلدون في نفس هذا التهافت والتناقض حيث كان أهم ما أخذه علماء الحديث عليه هو أنه يستهل الفصل الذي يعقده حول الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بالقول : « إعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل . . . »[14].
ثم بعد ذلك يشكك في الأحاديث ويضعفها ، وكان الأحرى به أن يعتبر الشهرة دليلا على الصحة بوجه عام .
ومن الردود الهامة والمعتبرة على ما ذكره ابن خلدون ما قاله الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حيث وصفه « بأنه من الإخباريين الذين هم ليسوا من أهل الاختصاص » .
ثم قال في رده على الشبهة التي أثارها ابن خلدون ، والجواب :
أولا : إن ابن خلدون اعترف بسلامة بعضها من النقد ، إذ قال بعد إيراد الأحاديث في المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف : « فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمة في شأن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وخروجه آخر الزمان ، وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل والأقل منه » ، على أن ابن خلدون فاته الشيء الكثير من الأحاديث ، يعني أنه أورد بعض ما ورد في المهدي من الأحاديث وأوهم قارئه في عبارته السابقة أنه أورد جملتها .
ثانيا : إن ابن خلدون مؤرخ وليس من رجال الأحاديث فلا يعتد به في التصحيح والتضعيف . ووافقه في ذلك الشيخ محمد جعفر الكتاني في « نظم المتناثر » ص 146 ، والشيخ جسوس في « شرح الرسالة » ، فأكدا عدم الاعتداد بابن خلدون في علم الحديث ، وعدم الاعتناء بتصحيحه وتضعيفه ، ومثلهم في ذلك الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث مسند أحمد بن حنبل في المجلد الخامس ص 197 ، فقال : « أما ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم ، واقتحم قحما لم يكن من رجاله » .
وقال : « إن ابن خلدون لم يحسن فهم قول المحدّثين : ( الجرح مقدم على التعديل ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيئا مما قال ) »[15].
وذهب البعض الآخر في الردّ على ابن خلدون إلى القول بأن أحاديث المهدي بلغت حدّ التواتر ، وحكم التواتر وطريقة معالجته ليسا كحكم أحاديث الآحاد ومعالجتها ، إذ أنه في المتواتر لا يبحث عن الجرح والتعديل كما في أخبار الآحاد .
وقد ذهب إلى هذا أبو الفيض الغماري في كتابه ( إبراز الوهم المكنون في كلام ابن خلدون ) إذ يقول : « الا وأن في أعلامها الصريحة وأشراطها الثابتة الصحيحة ظهور الخليفة الأكبر والإمام العادل الأشهر . . . فقد تواترت بكون ظهوره من أشراط الساعة ومن شروطها الأخبار ، وصحت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذلك والآثار ، ففي التذكرة للإمام القرطبي وفتح الباري للعسقلاني نقلا عن الحافظ أبي الحسين الآبري أنه قال ما نصه : . . . تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في المهدي وانه من أهل بيته . . . وممن نص على تواتر أحاديث المهدي أيضا الحافظ شمس الدين السخاوي في فتح الغيب والحافظ جلال الدين السيوطي في الفوائد المتكاثرة . . . » .
ويتابع الكاتب ذكر من شهدوا بالتواتر فيسمي كلا من العلامة ابن حجر الهيتمي والمحدث الزرقاني والقنوجي والشوكاني . ويستنتج من هذا كله أنه :
« قد كثر في الناس اليوم من يخفى عليه هذا التواتر ويجهله ويبعده عن صراط العلم جهله ، ويضله من ينكر ظهور المهدي وينفيه ويقطع بضعف الأحاديث الواردة فيه مع جهله بأسباب التضعيف وعدم إدراكه معنى الحديث الضعيف ، وتصور مبادئ هذا العلم الشريف ، وفراغ جرابه من أحاديث المهدي الغنية بتواترها عن البيان لحالها والتعريف .
وإنما استناده في إنكاره مجرد ما ذكره ابن خلدون في بعض أحاديث من العلل المزورة المكذوبة ولمز به ثقات رواتها من التجريحات الملفقة المقلوبة ، مع أن ابن خلدون ليس له في هذه الرحاب الواسعة مكان ، ولا ضرب له بنصيب ولا سهم في هذا الشأن ، ولا استوفى منه بمكيال ولا ميزان »[16].
وأما ابن حجر فإننا نسأل عن الكلام الذي قاله في معرض انكاره لوجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والذي ذكرناه في صدر هذا الفصل وعن كلامه التالي والمذكور في كتابه ( الصواعق ) : « الآية الثانية عشرة قوله تعالى : وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين إن هذه الآية نزلت في المهدي ، وستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي ، وحينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي رضي اللّه عنهما ، وأن اللّه ليخرج منهما كثيرا طيبا ، وان يجعل من نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة . وسر ذلك أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعاذهما وذريتهما من الشيطان الرجيم ، ودعا لعلي بمثل ذلك . وشرح ذلك كله يعلم بسياق الأحاديث الدالة عليه »[17].
فانظر وتأمل في هذا الكلام عن ذرية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومدحه لنسل علي وفاطمة عليهما السّلام هل يتوافق مع كلامه السابق عن الإمام المهدي ؟ !
ونفس الايراد نذكره على ابن كثير حيث يقول كلاما يتناقض مع كلامه السابق في النهاية فيقول : « فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان ، وهو أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين . . . فقد نطقت به الأحاديث المروية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأنه يكون في آخر الدهر . . . » .
وقال تعقيبا على حديث « تخرج من خراسان رايات سود فلا يردّها شيء حتى تنصب بإيلياء » وهذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بين أمية في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، بل رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي ، وهو محمد بن عبد اللّه العلوي الفاطمي الحسيني رضي اللّه عنه ، يصلحه اللّه في ليلة واحدة . . . ويؤيده ناس من أهل المشرق ينصرونه ، ويقيمون سلطانه ويشيدون أركانه ، وتكون راياتهم سودا أيضا وهو زي عليه الوقار لأن راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كانت سوداء ويقال لها العقاب . . . »[18].
واستكمالا للبحث حول ما ذكره بعض المشككين والمنكرين لقضية الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نستعرض كلمات ومواقف من لم يعترف بهذه القضية ووقف منها موقفا سلبيا ومن هؤلاء .
رشيد رضا في تفسير المنار الذي يعتبر أن السبب الذي دفع الشيعة إلى القول بوجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هو الخلاف بين الشيعة والسنة حيث يقول :
« وسبب الخلاف أن الشيعة كانوا يسعون لجعل الخلافة في آل الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذرية علي عليه السّلام ويضعون الأحاديث تمهيدا لذلك ففطن لهذا الأمر العباسيون فاستمالوا بعضهم . ورأى أبو مسلم الخراساني وعصبيته أن آل علي يغلب عليهم الزهد وأن بني العباس كبني أمية في الطمع في الملك ، فعمل لهم توسلا بهم إلى تحويل عصبية الخلافة إلى الفرس تمهيدا لإعادة المجوسية . وحينئذ وضعت أحاديث المهدي مشيرة إلى العباسيين مصرحة بشاراتهم السوداء .
ولما انقضى أمر بني العباس وكانت الأحاديث قد دونت ، لم يسع القائلين بظهور المهدي إلا أن يقولوا : « إن الرايات السوداء هي غير رايات بني العباس .
على أن خصومهم قد رووا في معارضتها روايات ناطقة بأن رايات المهدي تكون صفراء ، وروايات في أن ظهوره من المغرب لا من المشرق »[19].
ومنهم أحمد أمين في ضحى الإسلام حيث يقول : « وفكرة المهدي هذه لها أسباب سياسية ، واجتماعية ودينية ففي نظري أنها نبعت من الشيعة وكانوا هم البادئين باختراعها وذلك بعد خروج الخلافة من أيديهم . . . واستغل هؤلاء القادة المهرة أفكار الجمهور الساذجة المتحمسة للدين والدعوة الإسلامية ، فأتوهم من هذه الناحية الطاهرة ، ووضعوا الأحاديث يروونها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذلك ، وأحكموا أسانيدها وأذاعوها ، فصدقها الجمهور الطيب ، وسكت رجال الشيعة لأنها في مصلحتهم . . .
إلى أن يقول : حديث المهدي هذا حديث خرافة ، وقد ترتب عليه نتائج خطيرة في حياة المسلمين . . . إمتلأت عقول الناس بأحاديث تروى وقصص تقص ، ونشأ باب كبير في كتب المسلمين اسمه الملاحم . . . وجعلت هذه الأشياء كلها أحاديث ، بعضها نسبوه إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبعضها إلى أئمة أهل البيت ، وبعضها إلى كعب الأحبار ووهب بن منبه ، وهكذا ، وكان لكل ذلك أثر سيئ في تضليل عقول الناس وخضوعهم للأوهام ، كما كان من أثر ذلك الثورات المتتالية في تاريخ المسلمين ، ففي كل عصر يخرج داع أو دعاة كلهم يزعم أنه المهدي المنتظر ، ويلتف حوله طائفة من الناس . . . وهذا كله من جراء نظرية خرافية هي نظرية المهدية ، وهي نظرية لا تتفق وسنة اللّه في خلقه ولا تتفق والعقل الصحيح »[20].
ردود علماء السنة على منكري المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
الهفوات والتناقضات التي وقع فيها المشككون في قضية الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ليست هي الأمر الوحيد الذي يعكس زيف أقوالهم وضلالة عقائدهم وانحرافهم عن جادة الصراط المستقيم . وليس الإجماع بين علماء المذاهب أيضا هو دليل يضاف إلى أدلة المعتقدين بالمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . ولا المؤلفات التي كتبها علماء الشيعة وغيرهم ، أو الردود والمناقشات التي ذكروها في مصنفاتهم هي وحدها الرد الكافي على هؤلاء المشككين .
بل إن من الجدير ذكره هنا بعد استعراضنا لبعض كلمات هؤلاء أن نفيد القارى العزيز بأن من ردّ على هذه الكتب والمقالات المضلّة وفضح أكاذيب مؤلفيها لم يكونوا من الشيعة فحسب ، بل قام العديد من علماء السنّة - فضلا عن علماء الشيعة - بالتصدي لهذه الشكوك ودحضها لإثبات وتأكيد الاعتقاد بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
ومن هذه الردود التي كتبها علماء ومفكري السنّة على منكري المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ومكذبي الأحاديث المروية فيه :
1 - إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون : لأبي الفيض السيد أحمد بن محمد بن صديق الغماري الشافعي الأزهري المغربي ( المتوفى 1380 ) - مطبعة الترقي ، دمشق 1347 .
2 - إبراز الوهم من كلام ابن حزم : لأحمد بن صديق الغماري ، المؤلف السابق ذكره ، طبعة 1347 ، مطبعة الترقي ، دمشق .
3 - الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر :
للشيخ حمود بن عبد اللّه التويجري ، من أساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، ردّ على الشيخ ابن محمود القاضي بقطر ، في مجلدين طبع المجلد الأول في 1394 والثاني في 1396 في الرياض .
4 - إلى مشيخة الأزهر : للشيخ عبد اللّه السبيتي العراقي ، ردّا على ( المهدوية في الإسلام ) سعد محمد حسن ، ط 1375 ه ، دار الحديث ، بغداد .
5 - تحديق النظر في أخبار الإمام المنتظر : للشيخ محمد عبد العزيز بن مانع ( 1385 ) ، في إثبات أحاديث الإمام المهدي والردّ على أقوال ابن خلدون .
6 - الجزم لفصل ابن حزم : في الرد على ابن حزم الذي خصص في كتابه ( الفصل في الملل والأهواء والنحل ) قسما لإنكار وتكذيب الأحاديث المتعلقة بالمهدي المنتظر . وقد كتب الشيخ كاظم الحلي ( المولود حوالي 1300 ) هذا الرد في مجلدين ضخمين ونشره ( الذريعة 5 - 104 ) .
7 - الردّ على من كذّب بالأحاديث الحصحية الواردة في المهدي : لعبد المحسن العباد ، أستاذ الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعضو الهيئة العلمية هناك ، وقد نشرت هذه المقالة في مجلة الجامعة العدد 45 ص 297 - 328 والعدد 46 ص 361 - 383 .
وتعتبر أعمق بحث حديثي وتاريخي حول المهدوية وقيام المهدي المنتظر ، ردّا على كتاب ( لا مهدي ينتظر بعد الرسول سيد البشر ) للشيخ محمد القطري ، وتختص المقالة بالبحث في أصالة المهدوية وقيام المصلح العالمي . أما في مسألة ولاية الإمام المهدي وكونه حسينيا فإن كاتب المقالة قد خالف رأي الشيعة ورأي ما يزيد على مائة من علماء السنّة الذين شهدوا بهذين الموضوعين .
8 - مع الدكتور أحمد أمين في حديث المهدي والمهدوية : محمد أمين زين الدين ، مطبعة دار النشر ، النجف الأشرف ، 1371 ه - 1951 م .
المهدي وأحمد أمين : لمحمد علي الزهيري النجفي ، الطبعة الأولى 1370 ه - 1950 م ، النجف الأشرف .
10 - نقد الحديث بين الاجتهاد والتقليد : للسيد محمد رضا الحسيني في الرد على علي حسين سائح الليبي ، الطبعة الثانية بمدينة قم 1417 ه .
11 - الوهم المكنون في الرد على ابن خلدون : لأبي العباس بن عبد المؤمن المغربي .
12 - هدى الغافلين إلى الدين المبين : للسيد مهدي صالح كشوان القزويني ، جاء هذا الكتاب في الرد على شبهات ابن حزم حول المهدوية والإمام المهدي ، وتم تأليفه سنة 1325 [21].
[1] مقدمة ابن خلدون : ص 109 .
[2] الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص 124 نقلا عن الإمام المهدي حقيقة لا خيال للشيخ كاظم المصباح : ص 224 - 225 .
[3] المصدر نفسه .
[4] راجع الإمام المهدي وشبهات المرجفين ، السيد القزويني : ص 24 .
[5] راجع المهدي عند أهل السنة
[6] المصدر نفسه .
[7] المصدر نفسه .
[8] المصدر نفسه .
[9] الغدير ، العلامة الأميني : ج 3 ، ص 308 .
[10] منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ، الكليايكاني : ص 325 - 326 .
[11] المهدي ، آية اللّه السيد صدر الدين الصدر : ص 121 - 122 .
[12] الإمام المنتظر وشبهات المرجفين ، أمير محمد الكاظمي القزويني : ص 20 - 24 .
[13] انظر المهدي في أحاديث المسلمين حقيقة ثابتة ، محمد رضا الحسيني الجلالي : ص 23 - 26 .
[14] مقدمة ابن خلدون : ص 246 .
[15] راجع الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأدعياء البابية والمهدوية ، عدنان البكاء ، ص 46 - 47 .
[16] أبو الفيض الغماري المغربي ، إبراز الوهم المكنون في كلام ابن خلدونن مطبعة الترقي بدمشق ، ص 237 ، نقلا عن المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري ، د . محمد طي ، ص 25 .
[17] الصواعق المحرقة ، ص 420 .
[18] البداية والنهاية ، ج 1 ، ص 296 ، 301 - 302 .
[19] تفسير المنار ، محمد رشيد رضا ، ج 9 ، ص 499 - 504 .
[20] ضحى الإسلام ، أحمد أمين : ج 3 ، ص 241 - 242 .
[21] راجع أصالة المهدوية في الإسلام ، مهدي فقيه غيماني : ص 15 - 16 - 17 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثاني والعشرين من سلسلة كتاب العميد
|
|
|