المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



عليّ (عليه السّلام)  في صلح الحديبية  
  
2106   04:25 مساءً   التاريخ: 19-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص86-88
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عليّ  في صلح الحديبية[1]:

بعد الأحداث المتغيّرة والمؤلمة والمعارك الدامية التي خاضها النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمسلمون مع قريش واليهود ؛ تمكّنت الرسالة الإسلاميّة أن تخطو خطوات بعيدة المدى تحقّق من خلالها للمسلمين كيانا واضحا ووجودا مستقلا وقوة لا بدّ من حسابها في شتى الميادين .

وكان المسلمون يشغفون شوقا لزيارة الكعبة ويتذكّرونها كلّما وقفوا في صلاتهم متّجهين نحوها . في هذا الوقت من عمر الرسالة الإسلامية عزم النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) على أداء فريضة من فرائض الإسلام بأمر من اللّه ، فقرّر الحجّ واتّخذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة لمثل هذه الخطوة حتّى أعلن ( صلّى اللّه عليه وآله ) مرارا أنّه لا يريد الحرب ضد قريش أو غيرها .

ولمّا علمت قريش بالخبر ، اجتمعت كلمتهم على منعه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من دخول مكّة مهما كلّفهم ذلك من جهد وخسائر ، وأرسلوا خالد بن الوليد على رأس جماعة من الفرسان ليقطع عليه الطريق .

وحين نزل النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمسلمون منطقة « الجحفة » ؛ كان الماء قد نفد لديهم ولم يجدوا ماء ، فأرسل ( صلّى اللّه عليه وآله ) الروايا فلم يتمكّنوا من جلب الماء لتردّدهم وخوفهم من قريش ، عندها دعا ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا ( عليه السّلام ) وأرسله بالروايا لجلب الماء ، وخرج السقاة وهم لا يشكّون في رجوعه لمّا رأوا من رجوع من تقدّمه ، فخرج عليّ ( عليه السّلام ) حتى وصل « الحرار » واستقى ، ثمّ أقبل بها إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ولها زجل ، فلمّا دخل كبّر النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ودعا له بالخير[2].

ثم إن قريشا اضطرّت النبيّ أن يعدل عن الطريق المؤدّي إلى مكّة ، وانحرف به رجل من « أسلم » إلى طريق وعرة المسالك خرجوا منها إلى ثنية المراد ، فهبط الحديبيّة ، وحاولت قريش أكثر من مرّة التحرّش بالمسلمين ومهاجمتهم بقيادة خالد بن الوليد ، لكنّ عليّا ( عليه السّلام ) وجماعة من المسلمين الأشدّاء كانوا يصدّون تلك الغارات ويفوّتون الفرصة على قريش في جميع محاولاتها العدوانية[3].

واضطرّت قريش أن تفاوض النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعدما رأت العزيمة والإصرار منه ومن المسلمين على دخول مكّة ، فأرسلت إليه مندوبين عنها للتفاوض ، وكان آخرهم سهيل بن عمر وحويطب من بني عبد العزّى . ويبدو أنّ المفاوضات لم تنحصر بخصوص قضيّة الدخول إلى مكّة في ذلك العام[4] بل تناولت أمورا أخرى لصالح الطرفين .

فقد روي أنّ عليّا ( عليه السّلام ) قال : لمّا كان يوم الحديبيّة ؛ خرج إلينا ناس من المشركين فقالوا لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : يا محمّد ! خرج إليك أناس من أبنائنا وإخواننا وأرقّائنا وليس لهم فقه في الدين ، وإنّما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا ، فقال : إذا لم يكن لهم فقه في الدين كما تزعمون سنفقّههم فيه ، وأضاف إلى ذلك : يا معشر قريش ! لتنتهنّ أو ليبعثنّ اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف قد امتحن اللّه قلبه بالإيمان ، فقال له أبو بكر وعمر والمشركون : من هو ذلك الرجل يا رسول اللّه ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : هو خاصف النعل ، وكان قد أعطى نعله لعليّ ( عليه السّلام ) يخصفها [5].

وبعد أن تمّ الاتّفاق بين الطرفين على بنود الصلح ؛ دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب فقال له : اكتب يا عليّ ، بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال سهيل : أمّا الرحمن فو اللّه ما أدري ما هو لكن اكتب باسمك اللّهمّ ، فقال المسلمون : واللّه لا نكتبها إلّا بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : اكتب باسمك اللّهمّ ، هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللّه ، فقال سهيل : لو كنّا نعلم أنّك رسول اللّه ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمّد بن عبد اللّه ، فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إنّي لرسول اللّه وإن كذّبتموني ، ثمّ قال لعليّ ( عليه السّلام ) : امح رسول اللّه ، فقال ( عليه السّلام ) : يا رسول اللّه ، إنّ يدي لا تنطلق لمحو اسمك من النبوّة ، فأخذه رسول اللّه فمحاه ، ثمّ قال له : أما إنّ لك مثلها وستأتيها وأنت مضطرّ لذلك[6].

 

[1] كان خروج النبي لأداء العمرة في مطلع ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة المباركة .

[2] الإرشاد : 108 ، الفصل 30 الباب 2 ، وكشف الغمة : 1 / 280 باب المناقب مثله .

[3] سيرة الأئمّة الاثني عشر للحسني : 1 / 217 نقلا عن ابن إسحاق .

[4] كنز العمال : 10 / 472 ، غزوة الحديبية .

[5] ينابيع المودة للقندوزي : 59 ، وكنز العمال : 13 / 173 ، وفضائل الخمسة للفيروزآبادي : 2 / 237 .

[6] تأريخ الطبري : 2 / 282 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل لابن الأثير : 2 / 404 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.