أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-01-2015
3563
التاريخ: 29-01-2015
3442
التاريخ: 24-2-2019
2825
التاريخ: 22-10-2015
4558
|
عليّ في صلح الحديبية[1]:
بعد الأحداث المتغيّرة والمؤلمة والمعارك الدامية التي خاضها النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمسلمون مع قريش واليهود ؛ تمكّنت الرسالة الإسلاميّة أن تخطو خطوات بعيدة المدى تحقّق من خلالها للمسلمين كيانا واضحا ووجودا مستقلا وقوة لا بدّ من حسابها في شتى الميادين .
وكان المسلمون يشغفون شوقا لزيارة الكعبة ويتذكّرونها كلّما وقفوا في صلاتهم متّجهين نحوها . في هذا الوقت من عمر الرسالة الإسلامية عزم النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) على أداء فريضة من فرائض الإسلام بأمر من اللّه ، فقرّر الحجّ واتّخذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة لمثل هذه الخطوة حتّى أعلن ( صلّى اللّه عليه وآله ) مرارا أنّه لا يريد الحرب ضد قريش أو غيرها .
ولمّا علمت قريش بالخبر ، اجتمعت كلمتهم على منعه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من دخول مكّة مهما كلّفهم ذلك من جهد وخسائر ، وأرسلوا خالد بن الوليد على رأس جماعة من الفرسان ليقطع عليه الطريق .
وحين نزل النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمسلمون منطقة « الجحفة » ؛ كان الماء قد نفد لديهم ولم يجدوا ماء ، فأرسل ( صلّى اللّه عليه وآله ) الروايا فلم يتمكّنوا من جلب الماء لتردّدهم وخوفهم من قريش ، عندها دعا ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا ( عليه السّلام ) وأرسله بالروايا لجلب الماء ، وخرج السقاة وهم لا يشكّون في رجوعه لمّا رأوا من رجوع من تقدّمه ، فخرج عليّ ( عليه السّلام ) حتى وصل « الحرار » واستقى ، ثمّ أقبل بها إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ولها زجل ، فلمّا دخل كبّر النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ودعا له بالخير[2].
ثم إن قريشا اضطرّت النبيّ أن يعدل عن الطريق المؤدّي إلى مكّة ، وانحرف به رجل من « أسلم » إلى طريق وعرة المسالك خرجوا منها إلى ثنية المراد ، فهبط الحديبيّة ، وحاولت قريش أكثر من مرّة التحرّش بالمسلمين ومهاجمتهم بقيادة خالد بن الوليد ، لكنّ عليّا ( عليه السّلام ) وجماعة من المسلمين الأشدّاء كانوا يصدّون تلك الغارات ويفوّتون الفرصة على قريش في جميع محاولاتها العدوانية[3].
واضطرّت قريش أن تفاوض النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعدما رأت العزيمة والإصرار منه ومن المسلمين على دخول مكّة ، فأرسلت إليه مندوبين عنها للتفاوض ، وكان آخرهم سهيل بن عمر وحويطب من بني عبد العزّى . ويبدو أنّ المفاوضات لم تنحصر بخصوص قضيّة الدخول إلى مكّة في ذلك العام[4] بل تناولت أمورا أخرى لصالح الطرفين .
فقد روي أنّ عليّا ( عليه السّلام ) قال : لمّا كان يوم الحديبيّة ؛ خرج إلينا ناس من المشركين فقالوا لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : يا محمّد ! خرج إليك أناس من أبنائنا وإخواننا وأرقّائنا وليس لهم فقه في الدين ، وإنّما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا ، فقال : إذا لم يكن لهم فقه في الدين كما تزعمون سنفقّههم فيه ، وأضاف إلى ذلك : يا معشر قريش ! لتنتهنّ أو ليبعثنّ اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف قد امتحن اللّه قلبه بالإيمان ، فقال له أبو بكر وعمر والمشركون : من هو ذلك الرجل يا رسول اللّه ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : هو خاصف النعل ، وكان قد أعطى نعله لعليّ ( عليه السّلام ) يخصفها [5].
وبعد أن تمّ الاتّفاق بين الطرفين على بنود الصلح ؛ دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب فقال له : اكتب يا عليّ ، بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال سهيل : أمّا الرحمن فو اللّه ما أدري ما هو لكن اكتب باسمك اللّهمّ ، فقال المسلمون : واللّه لا نكتبها إلّا بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : اكتب باسمك اللّهمّ ، هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللّه ، فقال سهيل : لو كنّا نعلم أنّك رسول اللّه ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمّد بن عبد اللّه ، فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إنّي لرسول اللّه وإن كذّبتموني ، ثمّ قال لعليّ ( عليه السّلام ) : امح رسول اللّه ، فقال ( عليه السّلام ) : يا رسول اللّه ، إنّ يدي لا تنطلق لمحو اسمك من النبوّة ، فأخذه رسول اللّه فمحاه ، ثمّ قال له : أما إنّ لك مثلها وستأتيها وأنت مضطرّ لذلك[6].
[1] كان خروج النبي لأداء العمرة في مطلع ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة المباركة .
[2] الإرشاد : 108 ، الفصل 30 الباب 2 ، وكشف الغمة : 1 / 280 باب المناقب مثله .
[3] سيرة الأئمّة الاثني عشر للحسني : 1 / 217 نقلا عن ابن إسحاق .
[4] كنز العمال : 10 / 472 ، غزوة الحديبية .
[5] ينابيع المودة للقندوزي : 59 ، وكنز العمال : 13 / 173 ، وفضائل الخمسة للفيروزآبادي : 2 / 237 .
[6] تأريخ الطبري : 2 / 282 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل لابن الأثير : 2 / 404 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|