المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التشوية في التصوير distortion
21-12-2021
حكم من اشترى عرضا للتجارة بأحد النقدين‌
24-11-2015
رعمسيس الثالث ومحتويات المتن الهامة.
2024-10-21
صاحب الإمام في بلاط هارون
18-05-2015
اهتم بأعجب ما فيك
9-1-2022
تفسير الآية (1-6) من سورة ال عمران
10-2-2021


ركائز عملية النهوض / المراجعة النقدية  
  
1834   11:15 صباحاً   التاريخ: 17-4-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص148ــ153
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن عملية نهوض الأمة لا تحصل صدفة ولا تحققها الأمنيات ولا المواعظ والخطابات والشعارات، بل هي عملية دقيقة لها ظروفها وأسسها ومرتكزاتها شروطها الحضارية التي لا بد أن تستنفر لأجلها كل الطاقات والإمكانات والعناصر البشرية التي تملك علماً ووعياً وإخلاصاً للأمة من أجل العمل على توفير تلك الظروف وتهيئة تلك الأسس والشروط، وإليك أهم هذه الشروط والركائز:

1ـ المراجعة النقدية:

الركيزة الأولى والأكثر أهمية في عملية النهوض تتمثل بـ «العودة إلى الذات»، والعودة إلى الذات عنوان صغير في حروفه، كبير في مضمونه، ولن يتسنى لأمتنا أن تصحو أو تستفيق من كبوتها وتخرج من هذا النفق المظلم الذي دخلته منذ قرون إلا بالعودة إلى الذات، ولكن ذلك يفرض علينا قبل كل شيء أن نحدد هذه الذات، فمن نحن فكرياً وحضارياً؟ ما هي مقومات هويتنا التي تحدد علاقتنا بالآخر وتحكم نظرتنا إليه؟

وهذا يفرض علينا القيام بوقفة مطولة مع الذات، وقفة مراجعة مع أنفسنا لمساءلتها ومحاسبتها، ولا أقصد بالمحاسبة أو المساءلة هنا، المساءلة الفردية، مع أن محاسبة ومساءلة أنفسنا ـ كأفراد ـ ضرورية ومهمة، بيد أننا نتحدث هنا عن الأمة ككيان، له شخصيته المستقلة عن شخصية الفرد. هذه الأمة مدعوة بنُحَبِها وبأهل الوعي والبصيرة فيها، وبكل أفرادها الذين يدركون حالة التقهقر الحضاري التي أصابت الأمة إلى القيام بمراجعة نقدية، فلتطرح الأسئلة الجريئة، وأول تلك الأسئلة هو سؤال الذات والهوية فأي ذات نحن؟ وماذا نريد؟ وإلى ماذا نتطلع ونطمح ونصبو؟ ما موقفنا من التاريخ وكيف نستعيده؟ فلنسأل أنفسنا كأمة أين كنا وأين أصبحنا؟ ولماذا؟ ما هي مكامن الخلل فينا؟ هل الخلل فينا أم في فكرنا وديننا؟ أم في تلقينا لهذا الفكر؟ أم الخلل في إرادتنا؟ لماذا يتحول الإنسان المسلم إلى شخصية دموية وحشية بكل معنى الكلمة؟ لماذا تمزقنا شيعاً وأحزاباً ولم نجد سبيلاً إلى الآن نعتمد عليه في إدارة الاختلاف أو تنظيمه؟ إنّ انتماءنا للإسلام يحتم علينا أن نطرح هذه الأسئلة وسواها، وأن يساهم كل واحد منا في التفكير بإيجاد الحلول والإجابات عليها.

باختصار: إن المنطلق الأساسي للعودة إلى الذات يكمن في وعيا الإنسان بأمراضه ومشكلاته، وعلامة الوعي هو التفكير، ومفتاح التفكير هو السؤال، وعليه فكل الأسئلة المتقدمة أسئلة مشروعة كما قلنا، وهي علامة صحية ومؤشر طيب على وعي الأمة لمشكلاتها وأمراضها، وتلك هي البداية الطبيعية لأي عمل تصحيحي تغييري، فالتفكير بذلك يعبر عن إدراكنا للمشكلة، وإحساسنا بها، لأن أخطر الأمراض وأشدها فتكاً. تلك الأمراض التي يعيها الإنسان ولا يحس بها إلا بعد فوات الأوان، وإذا أحس بها فلا يعيرها بالا، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: ١٠٣-١٠٤].

وإن منطق السنن التاريخية يعلمنا ويؤكد لنا، بما لا مجال للبس فيه، بأن هذه الوقفة والمراجعة مُكلِفة وتحتاج إلى معاناة وكبد ومجاهدة وإلى الكثير من التضحيات والشهداء، أقصد شهداء الوعي الذين سوف يغتالهم الجهل بسهام التضليل والتكفير، لكن طريق التضحيات هذا هو الأمل الوحيد لاستفاقة الأمة ونهوضها.

والمتأمل في تاريخ الأمم والشعوب التي استطاعت أن تحجز لها مكانة في سجلات التاريخ الذهبية، لا يخالجه شك في أنها ما استطاعت النهوض من كبوتها إلا بعد قيامها بمثل هذه المراجعة.

خلاصات ونتائج

ويقيني أن المراجعة النقدية التأملية ستفضي إلى عدة خلاصات ونتائج، أهمها على الإطلاق أن الدين ـ وخلافاً لما يعتقد به كثيرون ـ في نصوصه ومفاهيمه وقيمه ليس سبباً لمآسينا وتخلفنا وتمزقنا.

أي دين ترك النـاس طـريقـاً وطريقاً     وأحـال المنهج اللاحب سبعين فريقا

فالمشكلة ليست في الدين بل في فهمنا له وفي كيفية تلقينا لنصوصه وتمثلنا لقيمه، إن الدين الذي يحمل عنوان: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:۱۰۷] لا يمكن أن يكون نقمة علينا وعلى البشرية جمعاء.

وقد تسأل: إذا لم تكن المشكلة في الدين ففي أي شيء هي يا ترى؟ وقد طرح عليّ بعض الشباب، ذات يوم سؤالاً مفاده: لماذا تقدم الغرب وتأخرنا؟! أليس الدين هو سبب تخلفنا ومآسينا؟ لقد ترك الغربيون الدين وتخلوا عنه فتقدموا، فلماذا لا نتخلى نحن عن الدين عسى أن نلتحق بركب التقدم الحضاري؟

وأجبته بما يلي: إن سؤالك هذا عن سبب تخلف الأمة قد شغل عقل المفكرين الإسلاميين منذ عقود طويلة، وقد قدمت إجابات عديدة عليه، كان من أبرزها الرأي الذي عزا السبب إلى الاستبداد وقد تبنى هذا التفسير المفكر الكبير عبد الرحمن الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد)، بينما ذهب آخرون إلى أن المشكلة هي في الاستعمار الخارجي الذي عمل جاهداً من أجل الهيمنة على بلاد المسلمين، ونهب ثرواتهم والتدخل في شؤونهم، وسعى في تفريقهم وتمزيق وحدتهم وشق صفوفهم وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية فيما بينهم، وقد لا يكون تدخل الاستكبار العالمي - تأثيراً أو تشويهاً - الحراك الشعبي الذي حصل مؤخراً في الكثير من الدول الإسلامية والعربية (نحن نتحدث. العقد الأول وبدايات العقد الثاني من الألفية الثالثة) هو آخر تدخلاتهم على هذا الصعيد.

وهكذا قدمت وجهات نظر أخرى على هذا الصعيد في محاولة تفسير التخلف المشار إليه. ولو أنني أردتُ تقديم تعليق مختصر على هذه القضية فأقول: إنه لا شك عندي أن كلاً من الاستعمار والاستبداد له نصيب في  هذا التخلف الذي نتخبط فيه والواقع المزري الذي نعيشه، ولكن ما أعتقده أن السبب لا ينحصر بهذا أو بذاك، بل المشكلة أعمق من ذلك، إذ إن الاستبداد ما كان ليجثم على صدر الأمة كل هذه المدة الطويلة لو لم يكن فيها قابلية للتكيف مع المستبد والانحناء له والخضوع لسلطانه، كما أن الاستعمار هو الآخر ما كان ليستمر إلى يومنا هذا ـ ولو بعناوين جديدة وبراقة ـ لو لم يجد أرضية صالحة له، وقد قالها المفكر الجزائري مالك بن نبي (لو لم يكن فينا قابلية الاستعمار لما استعمرنا). إذن أين تكمن المشكلة؟

المشكلة في الثقافة

المشكلة باختصار شديد، وبحسب ما أقدر: تكمن في الثقافة المهيمنة على الواقع الإسلامي منذ قرون طويلة والتي صاغت عقل المسلم بطريقة معينة جعلته:

أولاً: يتقبل الاستبداد ويتماشى معه، وذلك عندما تم التنظير الشرعي والديني للاستبداد بحجة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دعا إلى إطاعة السلطان ولو كان فاسقاً فاجراً، وهكذا جعلت هذه الثقافة المشوهة الإنسان المسلم يتقبل الاستعمار والذل والعبودية أيضاً، بعنوان أن ذلك هو قضاء الله وقدره، ولا راد لقضائه وقدره.

ثانياً: وجعلته (وهذا هو الأخطر) عقلاً عقيماً عن الإنتاج والإبداع والتطوير، فهو في صراع مع العلم، وفي توجس من كل جديد، ومرد ذلك إلى أنه تم تلقينه جملة من المفاهيم المزورة التي ألبست لبوساً إسلامياً، وكان تأثير هذه المفاهيم خطيراً، إذ إنها أرخت بظلالها على واقع المسلمين فأورثتهم شللاً ووهناً وتسليماً للأمر الواقع وتماهياً معه.

إن المشكلة تكمن هنا، أعني في الثقافة والفكر، ولا بد من إعادة انتاج عقل المسلم على الأسس السليمة والمفاهيم الصحيحة التي جاء القرآن الكريم للتبشير بها. فالنهوض يبدأ عندما يتم تحرير العقل الإسلامي من كل الأوزار التي أثقلت كاهله، وهذا الأمر ليس بمستحيل، لأن عقل المسلم ليس عقيماً، وليس صحيحاً أن عقله من تراب وعقول الآخرين من ذهب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن في الإسلام، ورغم كل محاولات التشويه والتطويع والتزوير، قوة فكرية وروحية قادرة على تغيير واقع المسلمين نحو الأفضل، شريطة أن يثقوا بأنفسهم وبقدراتهم، ويأخذوا بأسباب العلم ويبتعدوا عن الانشغال بالتفاهات والهوامش، ويخففوا من غلواء العصبيات القاتلة التي تمزق وحدتهم وتعيدهم إلى الجاهلية الجهلاء. ولنا عودة إلى هذا الموضوع عما قليل، حيث سنتحدث عن ضرورة تحرير العقل من القيود والمكبلات التي تعيقه عن العمل المثمر.

التاريخ قاعدة انطلاق نحو المستقبل

وقد يتخيل البعض أننا عندما نطرح شعار العودة إلى الذات، فإننا نريد للحياة أن تعود إلى الوراء، لنعيش في كهوف الماضي وزنازينه، أو نعيش على زهوه ونشوة انتصاراته، أو أننا نريد أن نتشبث بتراثنا بغثه وسمينه، مع أن هذا الماضي قد يكون جزءاً من تخلفنا!

بيد أن هذا التخيل غير صحيح على الإطلاق، فنحن نؤمن ونعتقد أن العودة إلى الذات لا تعني الانسلاخ عن عصرنا لنعيش في غيابات الماضي، ولكنها لا تعني حتماً أن ننسلخ عن هويتنا وثقافتنا وننزع لبوسنا، فلا استنساخ تجربة الآخرين ومحاكاتهم ـ كما يستهوي بعض المتغربين ـ هي الحل الصحيح لمشكلاتنا، ولا استنساخ تجربة ماضينا المنصرم ـ كما يريد بعض الماضويين منا ـ هي الحل السحري لأزماتنا، فلا بد أن نتوازن، ففي الوقت الذي لا يحق لنا أن ننقطع عن عصرنا ومنجزاته، فلا يجوز لنا أن ننقطع عن تاريخنا ومحطاته المشرقة. إن أمة بلا تاريخ هي أمة بلا هوية وبلا حاضر وبلا مستقبل. 

المطلوب إذا أن نبني على هذا التاريخ لا أن نسكن فيه، وأن نعيد قراءته لا أن نقدسه تقديساً أعمى أو نتجمد فيه، أن نبني عليه للانطلاق إلى المستقبل، وأن نفكك بين ثابته ومتحركه، وأن نميز صفوه من كدره، وأن لا نخلط بين ما هو مقدس وما هو نسبي، لأننا ـ مع الأسف ـ أضفينا هالة من القداسة على هذا التاريخ بكل مفاصله ورموزه، حتى أضحينا مسكونين فيه كما هو مسكون فينا، وهكذا أصبح الكثيرون منا يعيشون على الأطلال، فلا مشروع لديهم ولا إنجازات لهم سوى التغني بذكرى الأجداد، دون عمل جدي هادف إلى استعادة تلك الأمجاد أو تثمير تلك الانتصارات. وهذه النتيجة هي ـ أيضاً ـ من أهم الخلاصات التي توصلنا إليها المراجعة النقدية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.