المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المتابعة حتى النهاية
21-4-2017
خريطة اٌستعمالات الأرض
3-12-2019
دورك في حياة طفلك الاجتماعية
12-5-2021
الجلي أو الصقل الحيوي Biobolishing
18-7-2017
تعريف الموظف العام في التشريع العراقي
2023-10-12
أنواع الخصومة في الدراما الكلاسيكية- 1- إنسان ضد إنسان:
2023-04-06


صاحب الإمام في بلاط هارون  
  
3218   05:45 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص404-407.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2022 1155
التاريخ: 18-05-2015 4664
التاريخ: 10-1-2023 1688
التاريخ: 15-05-2015 3819

كان علي بن يقطين أحد تلامذة الإمام السابع البارزين والرائعين وكان شخصية نزيهة وذا مكانة قديرة وشأن كبير لدى الإمام، وهو يتمتع بمكانة عظيمة وقيّمة عند الشيعة أيضاً.

فقد ولد عام 124هـ في الكوفة نهايات الحكم الأموي، وكان أبوه يقطين من أنصار العباسيين الكبار، لذلك كان مطارداً من قبل مروان الحمار الخليفة الأموي لاعتقاله فيختفي عنه ورحلت زوجة يقطين إلى المدينة برفقة ابنيهما علي و عبيد في غيابه، ورجع يقطين بعد انهيار الحكم الأموي وظهور العباسيين إلى الكوفة وانضم إلى أبي العباس السفاح، والتحقت به زوجته مع ابنيهما وعلى أيّة حال ترعرع علي بن يقطين في الكوفة وأصبح من أصحاب الإمام السابع .

مكانة علي بن يقطين العلمية وبشهادة علماء علم الرجال والمؤرّخين كان علي من أصحاب وتلامذة الإمام السابع البارزين وأفاد منه كثيراً، وروى عنه الكثير من الروايات، غير انّه لم ينقل عن الإمام الصادق (عليه السَّلام)سوى رواية واحدة .

وقد كان ذائع الصيت وذا شخصية اجتماعية، مرموقة مضافاً إلى أنّه كان يعدّ من العلماء ورجال العلم في عصره، وله مؤلفات هي :

  1. 1.    ما سئل عنه الصادق (عليه السَّلام)من الملاحم .
  2. 2.    مناظرة الشاك بحضرته .

3. مسائل تعلّمها من الإمام الكاظم (عليه السَّلام) .

قدّم علي بن يقطين وبسبب ما يتمتع به من موقع اجتماعي وسياسي خدمات قيّمة للشيعة، ملاذاً منيعاً للشيعة واما وزارة علي بن يقطين مظلة وقائية للشيعة كانت الانتفاضات المسلحة المتوالية التي يقوم بها العلويون والهاشميون أبّان عهد المنصور و هارون تمنى بالفشل دائماً، وثبت فعلاً بأنّ أي تحرك حاد ومسلح في تلك الظروف فإنّ مصيره الفشل، فينبغي بدء الجهاد والنضال على صعيد آخر; ولذلك غض الإمام السابع الطرف عن القيام بتحركات شديدة وحادة، وكرّس وقته لتربية الشخصيات، وتنوير الأفكار، وكشف حقيقة الحكم العباسي الخبيث، ونشر الثقافة الشيعية على نطاق أوسع في المجتمع وتنفيذاً لهذا المنهاج لم يكن الإمام يخالف في أن يتقلّد رجال الشيعة الصالحون والمؤهّلون المناصب الهامة والحسّاسة على الرغم من حظره العام من التعاون مع تلك السلطة الجائرة، لأنّ ذلك يجعلهم ينفذون في الجهاز الحاكم من ناحية، ومن ناحية أُخرى يوجب ذلك انضواء الناس والشيعة خاصة تحت مظلتهم الوقائية وكان نفوذ علي بن يقطين في جهاز هارون الحاكم جزءاً من هذا المخطط أيضاً، كان علي بن يقطين من الشيعة الواعين الثابتة أقدامهم، ورؤيته رؤية شيعية حقّة صادقة، وعلى العكس من أبيه الذي كان من أنصار العباسيين والذين لا يعتقدون بالإمامة، أي قيادة الأمة من وجهة نظر الشيعة لدرجة انّ موضوع الانتظار أي الأمل بظهور دولة الحقّ و العدل الذي يستلزم نفي مشروعية الحكومة الجائرة الموجودة شكّل محور تفكيره .

واتّضح ذلك من الحوارات التي دارت يوماً بينه و بين أبيه بشكل جيد .

فقد قال يقطين لابنه يوماً: كيف تحقّق ما تنبّأ به أئمّتكم حولنا بني العباس و لكن لم يتحقّق ما قيل و تنبّأ به عنكم الشيعة وظهور الدولة الموعودة ؟! فأجاب علي: ما قيل عنكم و عنّا من موضع واحد، ولكن سلطانكم في هذا الزمان، فقد أُخبر عنكم بوضوح، وقد تحقّق ذلك، ولأنّ دولتنا لم يحن موعدها بعد، لذلك نأمل ونتمنى أن تظهر، ولو كان أئمتنا يقولون إنّ دولة أهل البيت ستظهر بعد مائتين أو ثلاثمائة عام لربما و بسبب طول المدة ضاقت القلوب، وقلّ إيمان الناس بها، ولكن و لأجل أن يبقى أمل الناس قال أئمتنا و دون توقيت لها ستظهر عاجلاً ليمنحوا الناس الأمل، و يقرّبوا موعد ظهور الإمام ونظراً إلى هذه الخلفية يتّضح مدى أهمية نفوذ علي بن يقطين في جهاز هارون الحاكم بشكل جيد .

قبل علي بن يقطين وزراة هارون بعد موافقة الإمام (عليه السَّلام) و قد طلب فيما بعد الاستقالة عدّة مرات غير انّ الإمام كان يردعه عن ذلك ؛ ودافع الإمام من ترغيب علي في تولّي الوزارة وتشجيعه هو الحفاظ على أرواح الشيعة وأموالهم وحقوقهم ودعم حركتهم السرية.

وقال الإمام الكاظم (عليه السَّلام): أضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثاً .

فقال علي: وما هنّ ؟

فقال الإمام: الثلاث اللواتي أضمنهنّ لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبداً بقتل  ولا فاقة ولا سجن حبس وأمّا ما تضمنه هو أن لا يأتيك ولي أبداً إلاّ أكرمته فقبل علي بن يقطين، وضمن الإمام الثلاث له وقد قال الإمام خلال تلك الحوارات:  فإنّ لنا بك أُنساً ولإخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبر اللّه بك كسراً، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.

وعلى كلّ وفّى علي بن يقطين بعهده، وكان طوال مدة تصدّيه لهذا المنصب حصناً منيعاً وملاذاً آمناً للشيعة، ولعب دوراً كبيراً في تلك الظروف العسيرة لتوفير الظروف المناسبة واللازمة للحفاظ على حياة الشيعة واستقلالهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.