أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
251
التاريخ: 2024-04-26
635
التاريخ: 2024-04-09
832
التاريخ: 2024-08-22
248
|
تحمل الورقة الجديدة عنوان بداية الخلود — بالنسبة للزمن — حتى نهاية السرمدية — بالنسبة للأبدية — وهي منظمة على غرار «ورقة ساليه الرابعة»؛ مما يدل على وجود طراز من التقويم في ذلك الوقت مستعمل نُسخ منه عدة صور. وقد كان الأساس الذي بُني عليه هذا الطراز من التقويم هو «السحر الجاذبي»؛ لأنه كان يُعتبر أن ما يجري في الحياة اليومية ليس سوى صدًى مباشر لحوادث مماثلة حدثت في حياة الآلهة في نفس هذا اليوم. وبعبارة أخرى: كان لدى المصريين فكرة خيالية بمقتضاها كانت كل الحوادث التي وقعت في ماضي حياة الآلهة هي التي تحدد — في كل زمان ومكان — مستقبل بني البشر. وعلى ذلك فإن الثلاثمائة والستين يومًا قد ذكر كل منها بالإشارة إلى حادثة معينة في تاريخ يدل ما لدينا من آثار هؤلاء الآلهة.
والورقة التي نلخص محتوياتها الآن ذات أهمية فريدة، لأنها تقدم تفسيرات مفصلة للحوادث الخرافية التي تحدد طبيعة ذلك اليوم. وهذا الأصل الخرافي يظهر أن للوثائق التي نتحدث عنها صبغة شعبية، وأنها لا تتصل بأية حال بالمعتقدات الدينية الرفيعة الخاصة بالمعابد العظيمة في مصر. وفضلًا عن ذلك فإن هذه الورقة لا تحتوي إلا على حلقة ضيقة من المعتقدات الدينية المصرية التي ترجع في أصلها إلى المذهب المنفى. أو المذهب الهليوبوليتي؛ مما يدل على أن التقاليد القديمة كانت لا تزال راسخة في عقول الشعب.
وما لدينا من المصادر الأخرى الخاصة بهذا الموضوع حتى الآن لا تحتوي على الآلهة إلا على «آمون» و«ثالوث طيبة»؛ مما يدل على أن هذه التقويمات ترجع إلى عهد موغل في القدم. فضلًا عن أن لغة الورقة ليست لغة الدولة الحديثة. وعلى ذلك نعلم أن أقدار أعضاء تاسوع «هليوبوليس» كانت هي العوامل الفاصلة التي تحقق لنا طبيعة كل يوم من أيام السنة. وسنذكر هنا بعض الأمثلة التي لم يكن من المستطاع استنباطها من ورقة «ساليه» الرابعة السالفة الذكر:
(1) العلاقة الخرافية الوثيقة التي وجدت فيما ذكرته الورقة، وقصة «حور» و«ست» وبخاصة حادثة العراك الذي نشب بين الإلهين، وتدل على أن «إزيس» كانت في جانب «حور» (راجع الأدب المصري القديم ج1).
والواقع أن تركيب جمل التقويم هو نفس تركيب جمل قصة «حور» و«ست» تقريبًا. كما جاء في ورقة «شستربيتي»؛ مما يدل على أنها كانت معلومة لأولئك الذين كانوا يستعملون التقويم.
(2) ومن أوجه الشبه بين الورقة التي نحن بصددها وبين ورقة «شستربيتي» الخاصة بقصة «حور» و«ست» حادثة الإله «عنتي» ومعاملاته مع «إزيس». وهذا يؤكد التحريم الهام لاستعمال الذهب في بلدة «عنتي» في كل من الورقتين.
(3) وصيغة المتن السحرية تظهر في العناوين التي صيغت على حسب عناوين صيغ المتون السحرية الأخرى المعروفة لنا في غير هذه الورقة. مثال ذلك (Vs, XVI. 2-3):
يُتلى هذا على صورة «أوزير» وصورة «حور» وصورة «ست»، وصورة مؤنثة تمثل «إزيس» و«نفتيس» على شريط من الكتان معلق على رجل. وقد وُجدت مفيدة ألف ألف مرة.
كلمات تُتلى بعدها عندما تنتهي أيام النسيء الخمسة. راجع (Vs. Xl, 2).
(4) إن نوع النبوءات، أو التحذيرات التي ذكرت في الوثيقة تتمشى مع عقلية رجل الشارع، وهي من طراز أغرب مما جاء في ورقة «ساليه» الرابعة. مثال ذلك:
(rt. VI, 9–11) (في يوم كذا) لا تحرق بخورًا للإله في هذا اليوم، ولا تستمع إلى الغناء أو تشاهد الرقص فيه.
وكذلك:
(rt. XIII, 2-3) (في يوم كذا): لا تترك النور يسقط عليك حتى تغيب الشمس في أفقها.
وكذلك:
(rt. IV, 11) … لا تنظر إلى ثور، ولا تنكح فيه — أي في هذا اليوم.
وأحيانًا نصادف نبوءات، مثال ذلك:
(rt. I, 6) … إذا شكا إنسان ألمًا في بطنه فإنه لن يعيش.
وكذلك:
(rt. III; 9) … … أيما إنسان وُلد في هذا اليوم فإنه سيموت بالتمساح.
أو كما جاء عن يوم آخر:
يموت في هذا اليوم بالعمى.
وكانوا يعتقدون كذلك أن الأحلام تطوف بهم لتقدم إليهم إرشادات ثمينة للمستقبل. ولا أدل على ذلك من قصة «يوسف»، وتفسيره للرؤيا معروف لا يحتاج إلى بيان.
ويرجع تاريخ الوثائق المصرية الخاصة بتفسير الأحلام إلى العصر الإغريقي — على وجه التقريب. ويوجد لهذا الفن — مع ذلك — مصادر منذ عهد الدولة الوسطى، وقد نقل عنها تلاميذ الدولة الحديثة، ولدينا من هذا العهد كتاب غريب نشره حديثًا الأستاذ «جاردنر»، وقد ذكر فيه سلسلة أحلام هامة مع تفسيرها. ومن المدهش أن نوع تفسير هذه الأحلام ينطبق على ما جاء في كتاب «تفسير الأحلام» لابن سيرين. ولا تزال هذه التفاسير شائعة في مصر حتى الآن.
ويُلاحَظ أن الأحلام السعيدة كانت تُسمى «أحلام أتباع «حور» إله الخير» والأحلام السيئة «أحلام أتباع «ست».» وقد كُتب هذا العنوان بالمداد الأحمر علامة على الشر (راجع Hieratic Papyrus in the British Museum Vol I, Text p. 9 ff.) أما الأحلام السعيدة فكانت تُكتب بالمداد العادي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|