أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
3179
التاريخ: 23-3-2022
1393
التاريخ: 17-12-2017
3566
التاريخ: 29-3-2017
4537
|
كادت تنقضي السنة السادسة للهجرة وكانت تلك السّنة سنة جهاد مستمر ودفاع مستميت بالنسبة للمسلمين . واهتم المسلمون بنشر الرسالة الإسلامية وبناء الانسان والمجتمع الإسلامي وتكوين الحضارة الاسلامية . وقد أدرك كل من كان في الجزيرة العربية عظمة هذا الدين وعرف أن من المستحيل استئصاله والقضاء عليه ، فالصراع مع قريش - وهي أكبر قوة سياسية وعسكرية آنذاك - ومع اليهود وباقي القوى المشركة لم يمنع من انتشار الإسلام وسطوع معانيه وبلوغ أهدافه .
ولم يكن البيت الحرام ملكا لأحد أو حكرا لمذهب أو أصحاب معتقد معيّن ، فقد كانت هنالك أصنام وأوثان متعددة يحج إليها من يعتقد بها ، إلّا أن طغيان قريش وعتوّها صدّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين عن زيارة البيت الحرام .
وفي هذه الفترة أدرك النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حرج قريش في موقفها تجاه الإسلام فقرر أن ينطلق بالمسلمين في رحلة عبادية مؤديا العمرة ، ليعلن من خلالها مواصلته للدعوة الإسلامية ويوضح ما يمكنه من مفاهيم العقيدة الاسلامية ومعالمها واحترامها وتقديسها للبيت الحرام ، وتكون حركته هذه مرحلة انفتاح رسالي جديد وعهد انتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الانتشار والهجوم .
سلك الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأصحابه طريقا وعرا ثم هبطوا إلى منطقة سهلة تدعى ب « الحديبية » فبركت ناقة رسول اللّه فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ما هذا لها عادة ولكن حبسها حابس الفيل بمكة » [1] ، فأمر ( صلّى اللّه عليه واله ) المسلمين بالنزول فيها - وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلّا أعطيتهم إياها »[2] ، ولكنّ قريشا بقيت تترصد المسلمين ووقف فرسانها في طريقهم ، ثم بعثت إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بديل بن ورقاء في وفد من خزاعة لتستعلم هدف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وتصده عن دخول مكة ، وعاد الوفد ليقنع قريشا أن السلم والعمرة هدف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) . واستكبرت قريش وبعثت بوفد آخر يرأسه الحليس - سيد الأحابيش - فلما رآه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مقبلا قال : « إن هذا من قوم يتألهون » ( أي يعظمون اللّه ) . فلما رأى الحليس الهدي رجع إلى قريش من دون أن يلتقي بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ليقنع قريشا ان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين جاءوا معتمرين . ولكن لم تقتنع قريش فأرسلت مسعود بن عروة الثقفي الذي انبهر من مشهد المسلمين وهم يتسابقون لالتقاط القطرات المتناثرة من وضوئه ( صلّى اللّه عليه واله ) فعاد إلى قريش قائلا : يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه ، وإني واللّه ما رأيت ملكا في قوم قط مثل « محمد » في أصحابه ، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء قط فروا رأيكم [3] .
وقد أعرب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) عن احترامه للأشهر الحرم من خلال رحلة المسلمين العباديّة حيث لم يحملوا معهم سوى سلاح المسافر ، كما دعا القبائل المجاورة أن يكونوا إلى جانب المسلمين في هذه الرحلة رغم أنهم لم يكونوا مسلمين مؤكدا أن العلاقة بين الاسلام وباقي القوى غير قائمة على أساس الحرب .
واستنفر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ألفا وأربعمائة مسلم - على أقل التقادير - وساق الهدي أمامه ( سبعين بعيرا ) . وبلغ قريشا نبأ خروج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين لأداء العمرة فأصبحت قريش في ضيق من أمرها وكان أمامها طريقان : إما أن تسمح للمسلمين بأداء العمرة وبذلك يتحقق للمسلمين أملهم في زيارة البيت الحرام ويحظى المهاجرون بالاتصال بأهلهم وذويهم وربما دعوتهم إلى الاسلام ، أو أن تمنع قريش المسلمين عن دخول مكة وبذلك ستتعرض مكانة قريش للاهتزاز وتكون محطّا للوم القبائل الأخرى بسبب سوء معاملتها لقوم مسالمين يبتغون أداء مناسك العمرة وتعظيم الكعبة المشرفة لا غير .
لقد أبت قريش إلّا العتو والمعاندة فأخرجت مجموعة من فرسانها تقدّر بمئتي فارس بقيادة خالد بن الوليد لمواجهة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين . ولما كان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قد خرج محرما لا غازيا قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ما ذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب فإن هم أصابوني كان الذي أرادوا ، وإن أظهرني اللّه عليهم دخلوا في الإسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ؟ فو اللّه لا أزال أجاهد على الذي بعثني اللّه به حتى يظهره اللّه أو تنفرد هذه السالفة .
ثمّ أمر بالعدول عن طريق فرسان قريش تجنبا لوقوع قتال تتخذه قريش ذريعة لصحة موقفها وفخرا لها . وأرسل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) خراش بن أمية الخزاعي ليفاوض قريشا في الأمر ، فعقروا ناقته وكادوا أن يقتلوه . ولم ترع قريش حرمة ولا ذمة للأعراف والتقاليد . ولم تلبث قريش أن كلفت خمسين رجلا للتحرش بالمسلمين عسى أن يبدر منهم ما ينفي صفة السلم عنهم . وفشلت خطتهم وتمكن المسلمون من أسرهم فعفا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عنهم مؤكدا بذلك هدفه السلمي[4] .
وأراد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يبعث إلى قريش رسولا آخر - ولم يتمكن من إرسال علي بن أبي طالب ممثلا عنه ؛ لأنّ عليا كان قد وتر قريش بقتل صناديدها في معارك الدفاع عن الإسلام ، فانتدب عمر بن الخطاب ولكن عمر خاف من قريش على نفسه رغم أنه لم يقتل فردا من أفرادها واقترح على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يرسل عثمان بن عفان [5] ؛ لكونه أمويا وذا قرابة مع أبي سفيان . وتأخر عثمان في العودة من قريش واشيع خبر مقتله ، فكان هذا إنذارا بفشل كل المساعي السلمية لدخول مكة . ولم يجد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بدّا من التهيّؤ للقتال ، وهنا كانت بيعة الرضوان إذ جلس النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) تحت شجرة وأخذ أصحابه يبايعونه على الاستقامة والثبات مهما كلف الأمر ، وهدأ استنفار المسلمين بعودة عثمان . وأرسلت قريش سهيل بن عمرو لمفاوضة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|