المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

تفسير العياشي : تفسير بالمأثور
15-10-2014
إشكاليّة طول عمر الإمام المهديّ (عج)
15-3-2022
المشرفون على الارتداد
29-09-2015
Liquid-Solid Chromatography
12-2-2020
المساجد المعظّمة.
2023-08-17
العنكبوت الأحمر الذي يصيب الطماطم
20-3-2016


الأسباب السياسية والاجتماعية للغيبة  
  
4099   03:10 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص595-596
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

لا شكّ في أنّ قيادة القادة الإلهيين ترمي إلى إيصال الناس إلى غاية الكمال وهذا أمر يتم لو كانوا على استعداد للإفادة من هذه الهداية الربّانية فإذا لم يتوفر هذا النوع من الاستعداد بين الناس فسوف لن يكون هناك جدوى من حضور القادة الإلهيين بينهم وقد بيّنت وللأسف الضغوط والمضايقات الكبيرة التي تلقّاها الأئمّة (عليهم السَّلام) وبشكل خاص منذ الإمام الجواد (عليه السَّلام)وما بعده الأمر الذي حدد نشاطات الإمامين العاشر والحادي عشر انّ الأرضية غير ملائمة للتمتع بقيادة وإرشادات الأئمّة الرشيدة وانّها لم تصل إلى الحدّ المطلوب ؛ ولذلك اقتضت الحكمة الإلهية أن يختار الإمام الثاني عشر الغيبة إلى أن يحين ذلك الوقت الذي يكون المجتمع على استعداد تام لذلك ومن المؤكد انّه لم تتضح لنا جميع أسباب الغيبة غير انّ النقطة التي قلنا إنّها السر الرئيسي للغيبة تتمحور في رواياتنا التي تتناول أسباب ودوافع الغيبة حيث ان من السنن الإلهية الثابتة هو اختبار العباد واختيار الصالحين والطاهرين منهم انّ الحياة كانت وما تزال مسرحاً للاختبار لكي يستطيع العباد وفي ضوء إيمانهم وصبرهم وتسليمهم في طاعة الأوامر الإلهية أن يتربّوا ويبلغوا الكمال وتظهر مواهبهم الكامنة في وجودهم.

فالناس في غيبة الإمام المهدي يخضعون للاختبار فالذين لم يتمتعوا برسوخ في الإيمان ينكشف باطنهم ويكونون عرضة للشك والشبهات والذين ضرب الإيمان بجذوره في أعماق قلوبهم يصبحون وبسبب انتظار ظهور ذلك الإمام القائد وصمودهم أمام الشدائد أكثر نضجاً وجدارة وينالون الدرجات العليا من الأجر والثواب الإلهيّين. قال الإمام موسى بن جعفر (عليمها السَّلام) : إذا فقد الخامس من أولادي فاللّه اللّه في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد انّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنّما هي محنة من اللّه امتحن اللّه تعالى بها خلقه ويتضح من كلام أئمّة الإسلام انّ امتحان الناس بغيبة المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) من أصعب الامتحانات الإلهية وانّ هذه الصعوبة من جهتين:

1.    من ناحية أصل الغيبة حيث يبتلي الكثير من الناس بالشك والترديد بسبب طول المدة فبعض يشك في نفس ولادته والآخر يشك في طول عمره (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) فلن يبقى أحد على إيمانه بإمامة ذلك الإمام الهمام سوى المحنّكين الخلّص الذين يحملون معرفة عميقة ودركاً عالياً وقد قال نبي الإسلام (صلى الله عليه واله) ليغبن المهدي عن شيعته وأوليائه وليمحصن فلا ينجو إلاّ من أخذ اللّه ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان .

2.    من ناحية الضغوط والظروف العصيبة والحوادث المؤلمة التي تحدث في عصر الغيبة وتغير الناس وتؤثر عليهم حتى يصبح حفظ الإيمان والصمود في البقاء على الدين والاستقامة فيها أمراً عسيراً وتتعرض عقيدة الناس إلى هزات عنيفة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.