المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



مميزات مرحلة الشباب / الشجاعة  
  
2175   09:29 صباحاً   التاريخ: 27-3-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص22ــ24
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

لا يخفى أن الإنسان يمر في رحلة الحياة الدنيا بمراحل عمرية مختلفة، تبدأ بسن الطفولة وتنتهي بسن الشيخوخة والهرم، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير} [الروم:٥٤]. وقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: 5]. ومن المعلوم أن لكل مرحلة عمرية خصائصها ومزاياها التي تختلف عن مزايا المراحل الأخرى وخصائصها. فللطفولة براءتها وطهرها وعفويتها، وللشباب حماسه ونشاطه وحيويته، وللكهولة هيبتها ووقارها(1).

ويهمنا أن نتوقف قليلاً عند أهم مزايا مرحلة الشباب، هذه المزايا التي قد تشترك في بعضها سائر المراحل العمرية، لكننا نجدها بارزة وحاضرة في مرحلة الشباب أكثر من غيرها. والوقوف على هذه المزايا في غاية الأهمية، فهي تستدعي مسؤوليات تتناسب معها، ومن الضروري التعويل عليها في كل عمل تغييري إصلاحي، إذ من المفترض أن يكون الشباب هم رواد عملية التغيير والنهوض، كما أن من الضروري أخذها بعين الاعتبار في عملية إرشاد الشباب وتوجيههم وتهذيبهم وتنمية قدراتهم وتطوير ملكاتهم، ويحقق طموحاتهم، ويخدم قضاياهم وقضايا المجتمع عموماً.

ـ الشجاعة

وهذا يقودنا في الحقيقة إلى ميزة أخرى تميز جيل الشباب في العموم، وهي الشجاعة. والشجاعة بما تمثله من عنفوان، وما تعكسه من روح، مقدامة، تعدّ منطلق التغيير وعليها المعول في عملية النهوض والتحرر، ولولا الشجاعة لساد الركود والشلل في الحياة الإنسانية على أصعدتها كافة، وما عرفت كل هذا التطور.

لكن يبقى أن نعي ونفهم جيداً معنى الشجاعة، فهي لا تعني التهور، ولا تلغي الحكمة والتروي، ومن هنا تبقى شجاعة الفكر والرأي أهم بكثير من شجاعة العضلات. وفي ضوء هذا، فإن الشاب الشجاع هو الذي يملك السيطرة على نفسه وانفعالاته، وهو الذي يعي جيداً أن الشجاعة التي يستمع إلى ذوي الرأي السديد وأصحاب الفكر والتجربة وأن لا يستخف بهم، وإنما يسعى للاستنارة بأفكارهم، والاستماع إلى مشورتهم، وقد قال أبو الطيب المتنبي:

 

الرأي قبل شجاعة الشجعان         هو اوّل وهي المحل الثاني

فإذا همـا اجتمعـا لنـفـس مـرّة      بلغـت مـن العليـاء كلّ مكان

ولربّمـا طعـن الفتى أقرانه          بالرأي قبـل تطاعـن الأقـران

لولا العقول لكان أدنى ضيغم       أدنى إلى شـرف من الإنسان

والغريب أننا نلحظ في أوساط بعض الشباب تصرفات لا تخلو من غرابة، وذلك في سعيهم لإظهار رجوليتهم أو إيهام الآخرين بشجاعتهم وقوتهم، ومن هذه التصرفات إقدام البعض على تضخیم عضلات زندیه من خلال تمارين خاصة أو بواسطة حقنها ببعض الهورمونات، وذلك في محاولة لإيهام الآخرين ولا سيما النساء أنه يمتلك عضلات ضخمة ومفتولة! وملاحظتنا على هذا التصرف ـ بالإضافة إلى أن هذه الهرمونات قد يكون لها بعض المضاعفات السلبية على صحة الشاب ولا سيما عندما يتناول جرعات زائدة منها أو لا يحسن استخدامها ـ أنه يعبر عن خواء في الفكر وضعف في النفس، فيعمل الشخص على تضخيم عضلاته في محاولة للتعويض النفسي. إننا نريد للشباب أن يمتلك عضلات فكرية قبل كل شيء، وأن ينمّي عقله بهورمونات العلم المفيد والنافع بدل أن ينشغل في كيفية تضخيم عضلاته، فالعلم النافع هو الذي يحميه من شر الآخرين، والعقل السليم هو الذي يعطيه معنى الرجولة وليس شكلها الظاهري فحسب، فالرجولة إباء واقتدار، وحزم وحكمة، وفداء وتحرر، يقول الشاعر موسى الزين شرارة:

فالشعب إن مات الإباء بصدره            لا يخدعنـك تضخـم بـزنـوده

إقرأ   له   أم   الكتاب   فإنه               ميت برغـم عتـاده وعديـده

هذا مع أننا لا ننكر على الشاب أن يمارس التمارين الرياضية ويتحلى باللياقة البدنية أو يهتم بالجمال الظاهري فهذا كله مشروع بل قد يكون مطلوباً وضرورياً، ولكن ما ننكره عليه هذا الهوس بالمظاهر والشكليات، والذي يعبر عنه بعدة تعبيرات، منها هذا السعي إلى تضخيم العضلات والذي يصل ـ في بعض الحالات ـ إلى حد مقزز ومنفر، والحقيقة أن هؤلاء الشباب هم – ضحية ثقافة استهلاكية مادية أخلت بتركيبة الإنسان القائمة على توازن الروح والجسد، فعملت على مصادرة الروح وحولت الإنسان إلى جسد بحت، فكان طبيعياً أن يصار إلى الاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر، أو يصار إلى العناية بالجسد على حساب الروح.

_____________________________________

(1) يقول بعض الشعراء وهو يحدثنا عن مزايا وخصائص المراحل التي يمر بها الانسان:

ابن عشر من السنين غلام            رفعت عن نظيره الأقلام

وابن عشرين للصبا والتصابي       ليس يثنيه عن هواه ملام

والثلاثون قوة للشباب                 وهيام ولوعة وغرام

فإذا زيد بعد ذلك عشراً               فكمال وقوة وتمام

وابن خمسين مر عنه                 صباه فيراه كأنه أحلام

وابن ستين صيرته الليالي            هدفا للمنون وهي سهام

وابن سبعين عاش ما قد كفاه         واعترته وساوس وسقام

فإذا زيد بعد ذلك عشرا               بلغ الغاية التي لا ترام

وابن تسعين لا تسلني عنه            فابن تسعين ما عليه كلام

فإذا زيد بعد ذلك عشرا               فهو حي كميت والسلام

وهذه الابيات تنسبت الى الشاعر الفقيه عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن ابي الفوارس المعري البكري المشهور بابن الوردي، من شعراء القرن الثامن الهجري، ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام (سوريا) زمن المماليك سنة 689هـ، توفي بالطاعون سنة 749هـ. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.