المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30

معمور الدولة(الأكيومين) - النظام الإداري الفعال - نوعية السلطة السياسية
27-12-2021
فتنة الكافرين اشد من خطأ قتل الحضرمي
2024-11-14
خطوات المسح الاجتماعي
11-3-2022
أهميـة التـسويق
19-2-2019
جني (قطاف) القطن
17-4-2016
الاستئصال الحشري
5-11-2021


إجراءات الإمام الأمنية  
  
3836   04:24 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص555-557
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

هناك أدلّة ووثائق تدلّ من ناحية على مدى خباثة ومكر البلاط العباسي وضخامة مخططاته الشيطانية بحق الإمام وأصحابه وعلى صحوة الإمام ويقظته وإجراءاته الأمنية وتوخّيه الحذر، وسنشير إلى بعض من ذلك:

1- قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: كنت في الحبس أنا وجماعة إذ دخل علينا أبو محمد العسكري وأخوه جعفر فخففنا له أسرعنا إلى خدمته وحففنا به، وكان معنا في الحبس رجل جُمَحي يدّعي انّه علوي، فالتفت الإمام أبو محمد فقال: لولا انّ فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم وأومأ (عليه السَّلام) إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال الإمام (عليه السَّلام) : هذا ليس منكم فاحذروه، فإنّ في ثيابه قصة تقريراً قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه

فقام بعضهم ففتّش ثيابه، فوجد القصة والتقرير يذكرنا فيها بكلّ عظيمة! تدلّ هذه القضية على أنّ الإمام وشيعته مراقبون حتى وهم في السجن .

2- قال أحمد بن إسحاق أحد أصحاب الإمام: دخلت على أبي محمد (عليه السَّلام) فسألته أن يكتب لي لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد ولكي لا يتمكن الأعداء من تزويره .

قال (عليه السَّلام) : ان الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكّنّ .

3- قال أحد أصحاب الإمام: اجتمعنا بالعسكر سامراء وترصّدنا لأبي محمد العسكري (عليه السَّلام) يوم ركوبه فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ أحدكم، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم .

4- قال عبد العزيز البلخي: أصبحت يوماً وجلست في شارع سوق الغنم فإذا أنا بأبي محمد العسكري (عليه السَّلام) قد أقبل يريد باب العامة بسامراء، فقلت في نفسي تراني إن صحت يا أيها الناس هذا حجة اللّه عليكم فاعرفوه يقتلوني، فلمّا دنا مني ونظرت إليه أومأ إليّ بأصبعه السبابة ووضعها على فيه أن اسكت، فأسرعت إليه حتى قبّلت رجله، فقال لي: أما إنّك لو أذعت لهلكت ورأيته تلك الليلة يقول: إنّما هو الكتمان أو القتل، فأبقوا على أنفسكم .

5- خرج رجل من العلويّين من سامراء إلى الجبل يطلق على الأماكن الجبلية الممتدة من غرب إيران إلى همدان وقزوين يطلب الفضل، فتلقّاه رجل بحلوان، فقال: من أين أقبلت؟ قال: من سامراء، قال: هل تعرف درب كذا وموضع كذا، قال: نعم، فقال عندك من أخبار الحسن بن علي العسكري، قال: لا .

قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: طلب الفضل للتجارة قال: فلك عندي خمسون ديناراً فاقبضها وانصرف معي إلى سامراء حتى توصلني إلى الحسن بن علي، فقال: نعم، فأعطاه المال وعاد العلوي معه وأوصله إلى بيت الإمام ؛ وتدلّ هذه القضية أيضاً على مدى صعوبة الالتقاء بالإمام بسبب أجواء الرعب والرقابة المفروضة من قبل الحكومة.

ومن ناحية أُخرى انّ المال الذي بذله الرجل الحلواني ازاء إيصاله إلى بيت الإمام يبيّن أهمية الالتقاء بالإمام في تلك الفترة حيث كان يعد الخمسين ديناراً مبلغاً كبيراً نسبياً في ذلك الزمن، إذ يرى بعض العلماء انّ الدينار في ذلك الوقت يساوي بعيراً، وعليه فإنّ الخمسين ديناراً في تلك الفترة يعني ان تتمكن في زمننا هذا من شراء خمسين بعيراً.

وعلى الرغم من كلّ هذا الرعب والاضطهاد والمراقبة التي يفرضها الحكم العباسي راح الإمام العسكري يمارس نشاطاته السياسية والاجتماعية والعلمية للدفاع عن الإسلام ومواجهة الأفكار اللا إسلامية ويمكن حصرها بالنحو التالي:

1- المساعي العلمية في الدفاع عن الدين الإسلامي ومواجهة الشبهات والإشكاليات وعرض الفكر الإسلامي الأصيل.

2- إيجاد شبكة اتصالات مع الشيعة في المناطق المختلفة من خلال نصب الوكلاء والممثلين والمراسلات.

3- ممارسة النشاطات السياسية السرية رغم أجواء الرعب والرقابة من قبل الحكم العباسي .

4- دعم الشيعة مالياً لا سيما أصحابه المقرّبين .

5- توجيه رجال الشيعة وشخصياتهم البارزة سياسياً والوقوف إلى جانبهم في الأزمات .

6- الإفادة الواسعة من العلم الغيبي لاستقطاب المعاندين ورفع معنويات الشيعة .

7- إعداد الشيعة لمرحلة غيبة ابنه الإمام الثاني عشر (عليه السَّلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.