المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المدارس الفكرية
2-6-2016
كان التامّة والناقصة
13-9-2016
Empedocles of Acragas
19-10-2015
Enzymes That Use Metals to Generate Organic Radicals
27-6-2019
البورفيرينات والأصباغ الصفراوية: الأهمية الطبية البيولوجية
16-11-2021
تحضير برأيودات الصوديوم (NaIO4) بتركيز0.3M
2024-08-13


علي بن عبد الغني القَرَوي الحُصَري الأندلسي  
  
2734   05:08 مساءاً   التاريخ: 28-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص171-172
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 2217
التاريخ: 30-12-2015 3504
التاريخ: 28-12-2015 2682
التاريخ: 21-06-2015 5583

قال صاحب كتاب فرحة الأنفس ((وهو محمد بن أيوب بن غالب الغرناطي)) يكنى أبا الحسن كان من أهل العلم بالنحو وشاعرا مشهورا وكان ضريرا طاف الأندلس ومدح ملوكها فمن ذلك قوله للمعتمد بن عباد عند موت أبيه المعتضد أبي عمرو عباد بن محمد: [مجزوء الرمل]

 (مات عبَّاد ولكن ... بقي النجل الكريم)

 (فكأن المَيْت حي ... غير أن الضاد ميم)

ومدح بعض ملوك الأندلس فغفل عنه إلى أن حفزه الرحيل فدخل عليه وأنشده: [مخلع البسيط]

 (محبتي تقتضي ودادي ... وحالتي تقتضي الرحيلا)

 (هذان خصمان لست أقضي ... بينهما خوف أن أميلا)

 (ولا يزالان في اختصام ... حتى ترى رأيك الجميلا)

 ودخل على المعتصم محمد بن معن بن صمادح فأنشده قصيدة فلما انصرف تكلم المعتصم في أمره مع وزرائه وكتابه ليرى رأيهم فيه فنقل إليه عن الكاتب أبي الأصبغ بن أرقم كلام أحفظه فانصرف ودخل على ابن صمادح وأنشده: [مخلع البسيط]

 (يأيها السيد المعظم ... لا تطع الكاتب ابن أرقم)

 (لأنه حية وتدري ... ما فعلت بأبيك آدم)

 وحكى أبو العباس البلنسي الأعمى أيضا عنه وكان من تلاميذه وهذان البيتان متنازعان بينهما لا أدري لمن منهما: [الوافر]

 (وقالوا قد عميت فقلت كلا ... وإني اليوم أبصر من بصير)

 (سواد العين زاد سواد قلبي ... ليجتمعا على فهم الأمور)

 وذكره الحميدي وقال دخل الأندلس بعد الخمسين وأربعمائة وأنشدني بعضهم له: [المتقارب]

 (ولما تمايل من سكره ... ونام دببت لأعجازه)

 (فقال ومن ذا فجاوبته ... عم يستدل بعكازه)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.