المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أبو بكر العيدي  
  
3262   10:02 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص377-379
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2412
التاريخ: 23-06-2015 2080
التاريخ: 24-7-2016 3802
التاريخ: 29-06-2015 4227

هو الشيخ الوزير و الأديب الفاضل أبو العتيق أبو بكر بن أحمد بن محمّد الأبينيّ العيديّ اليمنيّ، كان من بني عيد الذين تنسب إليهم الإبل العيدية من بني الأعبود بن السكسك، ولد في مدينة أبين (و هي موضع جبليّ قريب من عدن) ، في مطلع القرن السادس للهجرة (الثاني عشر للميلاد) .

تلقّى أبو بكر العيديّ العلم على نفر من علماء عدن و من العلماء الذين نزلوا فيها ثمّ تثقّف على نفسه حتّى بلغ مبلغا عظيما في العلم و الادب. ثم انّه أصبح صاحب ديوان الإنشاء و وزيرا للداعي الإسماعيلي عمران المكرّم بن محمّد ابن سبأ ابن أبي السعود بن زريع اليامي صاحب عدن (548 الى 560 ه‍-1154- 1164 م) ، و أصبح ذا جاه و سؤدد في الدولة.

و أسنّ أبو بكر العيديّ و عمي و كانت وفاته نحو سنة 580 ه‍ (1184 م) .

كان ابو بكر العيديّ أديبا فاضلا يعطف على الادباء. ثم كان كاتبا بليغا واضح العبارة عذب الكلام و شاعرا مكثرا مجيدا ينظم رويّة و بديهة. و معظم شعره في المدح، و قد استفرغ مدحه في عمران المكرّم و آله. ثمّ له قصيدة مطلعها: «لي بالحجاز غرام لست أدفعه» تسعة و أربعين بيتا لعلّه يعارض بها قصيدة ابن زريق(1) (راجع الخريدة-الشام 3:184-187، ثمّ 185، الحاشية 1) . و له شيء من الوصف.

مختارات من شعره:

- قال أبو بكر العيديّ يمدح الداعي الاسماعيليّ عمران المكرّم؛ و القصيدة تبدأ بوصف للطبيعة:

حيّاك، يا عدن، الحيا حيّاك... و جرى رضاب لماه فوق لماك (2)

و افترّ ثغر الروض فيك مضاحكا... بالبشر رونق ثغرك الضحّاك (3)

و وشت حدائقه عليك مطارفا... يختال في حبراتها عطفاك (4)

أصبو إلى أنفاس طيبك كلّما... أسرى بنفحتها نسيم صباك (5)

و علام أستسقي الحيا لك بعد ما... ضمن المكرّم بالندى سقياك (6)

و حباك بالإيثار عنه، فجرّ عن... إيثاره ذيل الثراء ثراك (7)

و تأرّجت ريّاك مسكا عند ما... عبقت بريّا ذكره ريّاك (8)

قرّت عيون الخلق لاستقراره... بك، فلتقرّ بقربه عيناك (9)

فالمسك نشر تراب أرضك، مذ غدا... بك قاطنا، و الدرّ من حصباك (10)

ملك لو انّ الغيث جاد كجوده... لم يلف في أرض لفقر شاك (11)

لا قدر للدنيا لديه، كأنّه... في بذل زخرفها من النسّاك (12)

فالجود مبتسم الثغور لجوده... أبدا، و بيت المال (13) منه باك

سلّت يدا الإسلام منه مهنّدا... متحكّما في هامة الإشراك

و إذا سما بالجيش آذن كلّ من... نهضت إليه جيوشه بهلاك (14)

___________________

1) راجع، فوق، ص 90.

2) عدن: مدينة على ساحل اليمن. الحيا: المطر. الرضاب: الريق (ما دام في الفم) اللمى: اسمرار الشفة (كناية عن الارض، التراب) .

3) افتر: ضحك. البشر: طلاقة الوجه، الإيناس.

4) وشى الرجل الثوب: طرزه بالألوان المختلفة. المطرف (بضم الميم و فتح الراء) : رداء من حرير ذو أعلام (أشكال منقوشة عليه) . اختال: مشى مزهوا (مفتخرا، متكبرا) . الحبرة (بكسر الحاء و فتح الباء) ثوب من حرير صنع اليمن. العطف (بكسر العين) : جانب الجسد عند الكتف (القوام) .

5) أصبو: أشتاق. أسرى: سرى، سار ليلا (انتشرت رائحته) .

6) الحيا: المطر. الندى: الكرم.

7) حبا: أعطى، منح. الإيثار: أن يفضل الانسان الآخرين على نفسه. الثراء: الغنى. الثرى: التراب، وجه الارض. -أنت، يا أرض، أصبحت خصيبة بفضل الممدوح لا بفضل المطر.

8) تأرج الطيب: توهج، كثر انتشار الرائحة منه. الريا: الرائحة. -رائحتك الزكية أتت من طيب رائحته لا من المسك. . .

9) قرت عين الانسان: اطمأن، رضي، أصبح مسرورا. لاستقراره بك: لنزوله أو لسكناه فيك.

10) النشر: الرائحة الطيبة. قاطنا: ساكنا. الدر: اللؤلؤ. حصباك-حصباؤك (حصاك: صغار الحصى أو الحجارة الصغير التي في أرضك) .

11) الغيث: المطر. الجود: الكرم. لم يلف: لم يوجد (لم يبق) .

12) لا قدر: لا قيمة، لا أهمية. الزخرف: الذهب، الزينة (الأشياء الثمينة) .

13) بيت المال: خزنة الدولة (الصندوق الذي يجمع فيه المال) . -هذا الممدوح كريم جدا حتى أن صندوق ماله فارغ دائما، و لذلك ترى هذا الصندوق باكيا (يبكي) في كل حين.

14) آذنه بهلاك: أعلمه به (جعله يوقن أنه سيهلك) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.