المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



علقمة بن عبدة (علقمة الفحل)  
  
13076   11:36 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص214-216
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

علقمة بن عبدة بن النعمان من بني ربيعة بن مالك من بني تميم. وهو يعرف أيضا بلقب علقمة الفحل تمييزا له من رجل من قومه يلقّب بعلقمة الخصيّ اسمه علقمة بن سهل.
وكان علقمة الفحل معاصرا لامرئ القيس (ت 540 م) وللحارث بن جبلة أبي شمر الغسّانيّ (529-569 م) ثم عاش حتّى عاصر النعمان أبا قابوس واتّصل ببلاط جلّق وبلاط الحيرة اتّصالا يسيرا. وعمّر بعد ذلك طويلا إلى أن مات عام 625 م، بعد الهجرة بثلاث سنوات (1).
كان علقمة شاعرا بدويا، قلّ أن ألف الحضر. واشتهر بالطرد (وبوصف الفرس والنعامة خاصة)، وله شيء من المدح والغزل والحكمة. قال ابن سلاّم: «ولابن عبدة ثلاث روائع جياد لا يفوقهن شعر».
-المختار من شعره:
كان لعلقمة الفحل أخ اسمه شأس أسره الحارث بن أبي شمر الغسّاني مع سبعين رجلا من بني تميم، فقال علقمة يمدح الحارث ويشفع اليه بالأسرى. وهذه القصيدة هي ثانية القصائد الثلاث اللواتي استجادهن ابن سلاّم:
طحا بك قلب في الحسان طروب... بعيد الشباب عصر حان مشيب (2)
يكلّفني ليلى، وقد شطّ وليها... وعادت عواد بيننا وخطوب (3)
منعّمة ما يستطاع كلامها... على بابها من أن تزار رقيب
إذا غاب عنها البعل لم تفش سرّه... وترضي غياب البعل حين يئوب (4)
فلا تعدلي بيني وبين مغمّر...سقتك روايا المزن حين تصوب (5)
فان تسألوني بالنساء فإنني... بصير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله... فليس له في ودّهنّ نصيب
يردن ثراء المال حيث وجدنه... وشرخ الشباب عندهنّ عجيب
فدعها وسلّ الهمّ عنك بجسرة... كهمّك فيها بالرداف خبيب (6)
إلى الحارث الوهّاب أعملت ناقتي... لكلكلها والقصريين وجيب (7)
لتبلغني دار امرئ كان نائيا... فقد قرّبتني من نداك قروب (8)
هداني اليك الفرقدان ولاحبٌ... له فوق أصواء المتان علوب (9)
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابةٍ... فاني امرؤ وسط القباب غريب (10)
وأنت امرؤ أفضت اليك أمانتي... وقبلك ربّتني فضعت ربوب (11)
فأدّت بنو كعب بن عوف ربيبها... وغودر في بعض الجنود ربيب (12)
فقاتلتهم حتى اتّقوك بكبشهم... وقد حان من شمس النهار غروب (13)
تخشخش أبدان الحديد عليهم... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب (14)
وقاتل عن غسّان أهل حفاظها... وهنب وقاس جالدت وشبيب (15)
وأنت امرؤ آثاره في عدوّه... من البؤس والنّعمى لهنّ ندوب (16)
وفي كل حيّ قد خبطت بنعمة... فحقّ لشأس من نداك ذنوب (17)
____________________
1) يثبت الزركلي وفاة علقمة في سنة 20 ق. ه‍. -603 م، ويشك في بقائه حيا إلى عام 625 م (الحاشية الثانية من العمود الايمن).
2) طحا بك: أمعن، ذهب إلى أكثر مما يجب أن يذهب. طروب: كثير التأثر (حزنا أو فرحا).
3) يكلفني (قلبي الذهاب إلى) ليلى وقد بعد وليها (جوارها، مسكنها) وعادت (ترددت، كثرت) عواد (مشاغل الحياة) وخطوب (مصائب وأحداث).
4) . . . إذا عاد زوجها من غيبة لم يجد ما يسوءه (من سلوكها في أثناء غيابه).
5) المغمر: القليل الاختبار. روايا: غيوم تحمل ماء (غيوم ماطرة). صاب المطر يصوب: سقط بشدة.
6) الجسرة: الناقة الصلبة القوية، العظيمة الجسم. كهمك: (تقدر ان تبلغك كل ما) يهمك (ما تحتاج اليه، أو ما تأمل أن تناله). بالرداف خبيب: تستطيع أن تسرع ولو اردفت عليها وراءك راكبا آخر.
7) تسمع من كلكلها (أعلى صدرها) ومن القصريين (الضلعان الاخيران في القفص أسفل الصدر) وجيبا (خفقانا، لسرعتها وشدة سيرها). اعمل الناقة: أجهدها في السير.
8) ناء: بعيد. قروب: (قادرة على تقريب المسافات، سريعة وقادرة على المسافات الطويلة).
9) الفرقدان: نجمان. هداني اليك الفرقدان: سرت اليك ليلا (لشدة حاجتي اليك). لاحب: الطريق الواضح أصواء جمع صوّة (بضم الصاد وتشديد الواو المفتوحة): حجارة تنصب على جوانب الطرق لتكون علامات لدلالة على المسافات من مكان إلى آخر. المتان: الأرض الغليظة. علوب: آثار. لا ريب في ان الشاعر كان يصف طريقا رومانية؛ ويبدو أنه لم يسر من قبل على مثلها.
10) نائل: عطاء. عن جنابة: عن بعد عنك (لم أزرك من قبل). القباب: خيام الملوك. فاني امرؤ وسط القباب غريب: أنا لم أتعود زيارة الملوك.
11) أفضت اليك أمانتي: أصبحت حاجتي وأمنيتي عندك، أصبح اعتمادي عليك. ربتني فضعت ربوب: تعهدني ربوب، أرباب، ملوك فضاعت آمالي عندهم.
12) هنا يشير الشاعر إلى انتصار الحارث بن أبي شمر الغساني ومقتل المنذر بن ماء السماء اللخمي.
13) الكبش: قائد القوم، الملك (المنذر الذي قتل في ذلك اليوم، يوم أباغ).
14) (يتساقطون فيسمع لدروعهم صوت، كما يسمع صوت النبات اليابس في الريح: يتساقطون بسرعة وكثرة).
15) قاتل عن غسان أهل حفاظها: بنو غسان أنفسهم. هنب وقاس وشبيب: قبائل من اليمن موالية لغسان. جالد: قاتل.
16) الندوب: آثار الجراح. -لحروبك ولعطاياك آثار في عدوك أيضا.
17) لقد أنعمت على كل قبيلة بنعمة ما (من غير معرفة سابقة)، فيحق اذن لأخي شأس بذنوب (بدلو من ما فضلك: بنصيب من تفضلك، بإطلاق سراحه).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.