أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
3083
التاريخ: 22-7-2016
3691
التاريخ: 26-12-2015
5752
التاريخ: 7-10-2015
2992
|
مولى بني المهلب، ويقال له خالويه المُكدي، كان أديبا بلغ في البخل والتكدية وكثرة المال المبلغ الذي لم يبلغه أحد، وكان متكلما بليغا قاصا داهيا، وكان أبو سليمان الأعور وأبو سعيد المدائني القاصان من غلمانه، وله أخبار حسان، ومن لطائفه وصيته لابنه عند موته، وفيها لطائف وغرائب قال فيها:
إني قد تركت لك ما تأكله إن حفظته وما لا تأكله
إن ضيعته ولما أورثتك من العرف الصالح وأشهدتك من صواب التدبير وعودتك من عيش المقتصدين خير لك من هذا المال وقد دفعت إليك
آلة لحفظ المال عليك بكل حيلة، ثم إن لم يكن لك معين من نفسك فما انتفعت بشيء من
ذلك، بل يعود ذلك النهي كله اعتزالا لك وذلك المنع تهجينا لطاعتك وقد بلغت في البر
منقطع العمران وفي البحر أقصى مبلغ السفن فلا عليك إذ رأيتني، ألا ترى ذا القرنين
ودع عنك مذهب ابن شرية فإنه لا يعرف إلا ظاهر الخبر ولو رآني تميم الداري لأخذ عني
صفة الروم ولأنا أهدى من القطا ومن دعيميص ومن رافع المخش. إني قد بت في القفر مع
الغول وتزوجت السعلاة وجاوبت الهاتف ورغت عن الجن إلى الجن واصطدت الشق وجاوزت
النسناس وصحبني الرئي وعرفت خدع الكاهن وتدسيس العراف وإلى مَ يذهب الخطاط والعياف
وما يقول أصحاب الأكناف وعرفت التنجيم والزجر والطرق والفكر. إن هذا المال لم
أجمعه إلا من القصص والتكدية ومن احتيال النهار ومكابدة الليل ولا يجمع مثله أبدا
إلا من معاناة ركوب البحر ومن عمل السلطان أو من كيمياء الذهب والفضة. قد عرفت
الأس حق معرفته وفهمت سر الإكسير على حقيقته ولولا علمي بضيق صدرك ولولا أن أكون
سببا لتلف نفسك لعلمتك الساعة الشيء الذي بلغ به قارون ما بلغ وبه تبنكت خاتون،
والله ما يتسع صدرك عندي لسر صديق فكيف ما لا يحتمله عزم ولا يتسع له صدر وخزن سر
الحديث وحبس كنوز الجواهر أهون من خزن العلم ولو كنت عندي مأمونا على نفسك لأجريت
الأرواح في الأجساد وأنت تبصر ما كنت لا تفهمه بالوصف ولا تحقه بالذكر ولكني سألقي
عليك علم الإدراك وسبك الرخام وصنعة الفسيفساء وأسرار السيوف القلعية وعقاقير
السيوف اليمانية وعمل الفرعوني وصنعة التلطيف على وجهه إن أقامني الله من صرعتي
هذه ولست أرضاك وإن كنت فوق البنين ولا أثق بك وإن كنت لاحقا بالآباء لأني لم
أبالغ في محبتك. إني قد لابست السلاطين والمساكين وخدمت الخلفاء والمكدين وخالطت
النساك والفتاك وعمرت السجون كما عمرت مجالس الذكر وحلبت الدهر أشطره وصادفت دهرا
كثير الأعاجيب فلولا أني دخلت من كل باب وجريت مع
كل ريح في السراء والضراء حتى مثلت لي التجارب عواقب الأمور وقربتني من
غوامض التدبير لما أمكنني جمع ما أخلفه لك ولا حفظ ما حبسته عليك ولم أحمد نفسي
على جمعه كما حمدتها على حفظه لأن بعض هذا المال لم أنله بالحزم والكيس وإنما
حفظته لك من فتنة الأبناء ومن فتنة النساء ومن فتنة الرياء ومن أيدي الوكلاء فإنهم
الداء العياء.
والوصية كلها على هذا النمط وفيها غرائب وهي
طويلة تقع في كراسة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|