ثانياً: الصناديق المتخصصة والإسلامية  

بعض هذه المؤسسات متخصص في القطاع الصناعي، وبعضها في القطاع الزراعي...إلخ. وهي تلعب دوراً ريادياً في عملية التنمية الاقتصادية في الدول، وتمتاز قروضها بطول الأجل وفترة السماح، بالمقارنة بالبنوك التجارية. ومن أهم هذه الصناديق في المملكة العربية السعودية ما يلي : 

صندوق التنمية الزراعية :  

نظراً لطبيعة القطاع الزراعي تهتم الكثير من دول العالم - سواء كانت متقدمة أو نامية - بإنشاء صناديق متخصصة لإقراض المنتجين الزراعيين. وعلى الرغم من وجود نظام خاص يسمى الائتمان المزرعي بالبنوك التجارية الأمريكية، إلا أن بيانات وزارة الزراعة الأمريكية USDA قد أظهرت أن البنك الزراعي يلعب دوراً أكبر من نظام الائتمان المزرعي بالبنوك التجارية في تمويل الزراعة الأمريكية وخاصة بالنسبة للشباب والمزارع الصغيرة. وتعتبر كفاءة التشغيل وإدارة المخاطر في البنوك الزراعية ذات أهمية بالغة للقطاع الزراعي عامة،  وفي نفس الوقت فإن التشغيل المربح للبنوك الزراعية يساهم في مستوى الأمان للنظام البنكي بشكل عام.

وفي المملكة العربية السعودية تأسس البنك الزراعي العربي السعودي في ١٣٨٢/١٢/٣ هـ ليكون مؤسسة ائتمانية حكومية متخصصة في تمويل مختلف مجالات النشاط الزراعي ، للمساعدة في تنمية القطاع الزراعي ورفع كفاءته الإنتاجية ، باستخدام أفضل الأساليب العلمية والتقنية الحديثة ، وذلك عن طريق تقديم قروض ميسرة بدون فوائد للمزارعين ، لتأمين ما يلزم هذا النشاط من مستلزمات إنتاج، مثل المكائن والمضخات والآلات الزراعية ومعدات تربية الأبقار والدواجن والأغنام ومعدات تربية النحل والاسماك وغيرها. وفي ٢٩ محرم ١٤٣٠هـ تمت الموافقة على نظام صندوق التنمية الزراعية، ليحل محل نظام البنك الزراعي العربي السعودي برأس مال قدره 20 مليار ريال، مع مراعاة المحافظة على المياه وترشيد استخداماتها الزراعية والمحافظة على البيئة، ويهدف الصندوق إلى دعم التنمية الزراعية واستدامتها عن طريق تقديم القروض الميسرة والتسهيلات الائتمانية اللازمة.

وتتمثل رؤية الصندوق في مساهمته في بناء قطاع زراعي متكامل من مرحلة الإنتاج حتى التسويق ، يعمل من خلال سلسلة إمداد عالية الأداء ، مع توفير المعلومات والتقنيات الحديثة لكافة الجهات العاملة أو ذات العلاقة بالقطاع من أجل توفير منتجات غذائية آمنة وبأسعار مجزية للمنتج ومناسبة للمستهلك. وتنطوي رسالة الصندوق في تقديم التسهيلات الائتمانية الميّسرة لقوى العمل الزراعي، بهدف تعزيز وزيادة رفاه المجتمع وللحاجة الماسة لتنمية المناطق الريفية لأسباب اجتماعية واقتصادية ، لإيجاد بيئة زراعية مستدامة ذات أداء عالي، داعمة لمسيرة التنمية الاقتصادية الوطنية، آخذاً في الحسبان العمل على تطوير كوادره  والاستغلال الأمثل لمصادر المياه والتنوع المناخي وميزة التركيبة المحصولية للمناطق وتشجيع استخدام وتوطين أفضل التقنيات الممكنة مع اهتمام عال بسلامة البيئة وصحة الانسان. 

لقد قام الصندوق بإقراض المزارعين والمشاريع الزراعية المتخصصة مثل مشاريع إنتاج القمح والشعير والأعلاف والفاكهة والبيوت المحمية لإنتاج الخضروات ومشاريع الإنتاج الحيواني بالإضافة إلى تأمين الآليات والمكائن ومضخات الري ومعدات تربية النحل وصيد الأسماك ومستلزمات الإنتاج الزراعي. وتتمثل محصلة النشاط التمويلي للبنك الزراعي العربي السعودي والإعانات التي منحها للمزارعين والمشاريع في الحد من الفجوة الغذائية لمعظم السلع الزراعية وزيادة الحجم الاقتصادي للقطاع الزراعي. كما ساهم في استخدام الأساليب الحديثة في النشاط الزراعي مثل التوسع في استخدام الميكنة الزراعية ونقل التقنيات، بالإضافة إلى قيامه بدور غير مباشر في توطين البادية وتحويل المجتمع الرعوي إلى المجتمع الريفي ، وذلك من خلال تقديم التمويل للمشاريع الإنتاجية. وهو يعتبر من المؤسسات الحكومية التي  ساهمت في نشر الوعي البيئي وذلك من خلال التوجيه باتباع إجراءات الأمن الحيوي والمحافظة على البيئة وإدخال البعد البيئي في دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع المزمع إنشائها.