المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الانفعالات النفسية عند المراهق / حرية التصرف  
  
2337   12:38 صباحاً   التاريخ: 18-11-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص76ـ78
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تمتد مرحلة المراهقة من سن الثالثة عشر إلى الحادية والعشرين، وقد تتأخر إلى الرابعة عشرة أيضاً، وتقسم إلى مرحلتين(1): الأولى حتى السابعة عشرة، والثانية إلى ما بعدها وصولاً إلى الحادية والعشرين، حيث تسمى الأولى المراهقة المبكرة، والثانية المراهقة المتأخرة، لوجود بعض الفروقات بينهما، لكن تحديد السن لا يكون حاداً في غالب الأحيان، فقد تتداخل زيادة السنة أو نقصانها بين المرحلتين، أي انتهاء المراهقة المبكرة عند الثامنة عشرة أو السادسة عشرة، لتبدأ بعدها المراهقة المتأخرة.

ويُصاحب مرحلة المراهقة نموٌ شامل، جسدي وعقلي ونفسي، تواكبه اضطرابات جسدية وعقلية ونفسية، بسبب هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. ثم تستقر في نهايتها في اتجاهات واضحة ومحددة، حيث تكتملُ معالمُ الجسد شكلاً ووظيفة ومواصفات، وتتبلور قواعدُ العقل والتفكير في تحديد مسار الخيارات الشخصية والثقافية والمهنية والسياسية والمجتمعية، وتتجهُ النفس نحو إطارٍ يطبع حياة الشباب، التي تبرز مميزاتها في السلوك العملي، بحالة مستقرة أو قلقة، مؤمنة أو حائرة، متفائلة أو متشائمة، مطمئنة أو أمارة بالسوء... من دون نفي بعض التقلبات المحتملة مع تبدل الظروف والقناعات، ومن دون حدية لحالة دون اخرى، فقد يطغى اتجاه على آخر مع بقاء أثرٍ ما لنقيضه.

إذاً، نشهد في سن المراهقة انفعالات واضطرابات نفسية مصاحبة للنمو الجسدي والعقلي، وهي متفاوتة بين شاب وآخر، بين فتاة وأخرى، بين الشاب والفتاة، حيث تكون عادية وبسيطة أحياناً، وتكون حادة ومتوترة أحياناً أخرى، وما بينهما مراتب كثيرة. علينا أن نتعاطى مع الانفعالات النفسية بلحاظ خصوصيات المراهق، وأن نبحث عن الأساليب التي تزيد من مستوى اضطرابها وتوترها، فقد تكون جسدية، أو عقلية، أو تربوية، أو بسبب الظروف الاجتماعية المحيطة، أو مزيج من عدة أسباب، أو غير ذلك.

سنتناول في هذا البحث سبباً من هذه الأسباب لتوضيح الصورة، وتسهيل التعامل مع المراهق والمراهقة:

ـ حرية التصرف

هل تريد أن تتخلص من القيود! ما الذي يزعجك فيها؟

هل تريد أن تشعر باستقلاليتك!

وهل أنت قادر على الاستغناء عن مساعدة أبويك أو معلميك؟

أتريد أن تكون الآمر الناهي!

ما هي مشكلتك؟ ولماذا لا تعيش حياتك الطبيعية؟

أثبت الإسلام خصوصية مرحلة المراهقة، في رغبة المراهق ابتداء من سن الرابعة عشرة تقريباً، بالاستقلال وحرية التصرف، ولذا دعت الروايات المختلفة إلى التعامل مع الشاب كصديق ووزير، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله: ((ووزير سبع سنين))، وعن الإمام الصادق عليه السلام: ((والزمه نفسك سبع سنين))، في الإشارة إلى هذه المرحلة، كما أكدت الدراسات الحديثة على أنها: ((الفترة التي تتكون فيها معالم الشخصية المستقلة، فالولد يجنح إلى الاستقلال، وإبداء الرأي والاختيار، ويرغب بأن تؤخذ وجهة نظره بعين الاعتبار، ويكره بأن يُعامل بطريقة طفولية، ويتصرف على أساس أنه صاحب قرار))(2).

لو افترضنا أن أهلك ومربيك لم يقوموا بمسؤوليتهم في مواكبتك بشكل سليم، وأنك واجهت أيها المراهق ما يخالف متطلباتك، فماذا تفعل؟

لا يضيق صدرك إذا أخطأوا معك، ولا تجعل نفسك في موقع المظلوم الذي خسر كل شيء! ولا تبالغ في استقلاليتك واندفاعك نحو التصرف بحرية كاملة. إعلم أنك مسؤول تجاه أهلك ومجتمعك ومعلميك، وأن الحرية التي تحتاجها هي المقدار الذي يساعدك على بناء شخصيتك للمستقبل. عليك أن تعترف بالقيود والعقبات، وأنك ستواجه بعض الممنوعات والصعوبات، عندها لا ترتبك حياتك، ولا تعيش المرارة والقهر والأذى النفسي.

من حقك على الآخرين أن يقدروا مرحلتك، ولكن من واجبك أيضاً أن تراعي حدودك، فلا تخرج عن طورك، ولا توصل الأمور إلى مرحلة التمرد. حاول أن تناقش المحيطين بك بمشاعرك ومتطلباتك، وافتح نافذة الفرص للاتفاق معهم على قاسمٍ مشترك بينك وبينهم، واعمل على أن تبقى مندمجاً مع محيطك من دون أن تنقلب عليه أو تعاديه. استنفد وسعك لتتمتع بقدر مناسب من حرية التصرف بحسب الظروف التي تحيط بك، وليكن هاجسك تنمية إمكانات الخير في نفسك وأدائك، ولا تطلق العنان لهواك، ولا تخرج عن الإحسان لوالديك، والتزم آداب العلاقة مع معلميك، ووقر من هو أكبر منك، فمع هذه التصرفات ستجد المساحة الملائمة لحرية هادفة.

_________________________________

(1) قاسم، الشيخ نعيم، حقوق المعلم والمتعلم، ص:83.

(2) المصدر السابق راجع ص: 91ــ93. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.