ما هي الحكمة من صلح الامام الحسن عليه السلام وجهاد أخيه الامام الحسين عليه السلام ؟ |
1535
08:43 صباحاً
التاريخ: 7-10-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2021
1600
التاريخ: 7-10-2021
1665
التاريخ: 1-2-2023
1068
التاريخ: 7-10-2021
1536
|
السؤال : هذا أحد حجج أهل السنّة على الشيعة فما قولكم فيه :
لقد تنازل الحسن بن علي لمعاوية وسالمه ، وفي وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال.
وخرج الحسين بن علي في قلّة من أصحابه في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة ، ولا يخلو أن يكون أحدهما على حقّ ، والآخر على باطل ، لأنّه إن كان تنازل الحسن مع تمكّنه من الحرب حقّاً كان خروج الحسين مجرّداً من القوّة مع تمكّنه من المسالمة باطلاً ، وهذا يضعكم في موقف لا تحسدون عليه ، لأنّكم إن قلتم أنّهما جميعاً على حقّ جمعتم بين النقيضين ، وهذا القول يهدم أُصولكم.
الجواب : إنّ صلح الإمام الحسن عليه السلام ونهضة الإمام الحسين عليه السلام يتّفقان في الأهداف ، ويختلفان في كيفية التعامل مع الحكم السائد.
فبما أنّ الإمام الحسن عليه السلام كان يواجه معاوية ومَكْرِه ونفاقه فاضطرّ إلى أن يكشف زيفه حتّى يتضّح للجميع عدم مشروعية الحكم الأمويّ ـ وإن كان واضحاً عند المؤمنين في واقعة صفّين وقبلها أو بعدها ـ فتبيّن من صلحه عليه السلام عدم التزام معاوية بمواعيده ، ومن ثمّ تنفيذ مخطّطاته الظالمة فور سيطرته على الحكم بدون منازع ، من قتل وتشريد المؤمنين ، وتنصيب ولاة الجور عليهم ، والاستمرار في سبّ أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر ، وأخذ البيعة ليزيد و ... ـ وهذا الأمر كلّه قد حصل بفضل صلحه عليه السلام.
وإلاّ فإنّ الاستمرار في الحرب مع معاوية كان لا ينتج هذه الثمرات كلّها أو بعضها ، كيف وقد رأى الإمام عليه السلام عدم قناعة أكثر جيشه باستمرار الحرب ، أو حتّى مؤامرة بعضهم لقتله أو أسره عليه السلام ، ففي هذه الظروف لم يكن للإمام عليه السلام أيّ خيار إلاّ أن ينتخب هذا الأسلوب ـ الصلح ـ لتستمر مواجهته مع العدوّ في شكلها الجديد.
ثمّ إنّ اتخاذه عليه السلام هذه الطريقة قد مهدّت ـ في نفس الوقت ـ الأرضية المناسبة لنهضة أخيه الإمام الحسين عليه السلام ، فتربّت الثلّة الواعية من المؤمنين في تلك الفترة ، وتحت الظروف القاسية ، فأصبحت فيما بعد أنصاراً أوفياء للإمام الحسين عليه السلام في كربلاء.
ومن جانب آخر فقد تمّت الحجّة على الجميع في معرفتهم الحكم الأمويّ ، الذي جاء في مستهلّه بثوب الرياء والتزوير ، وتظاهر بالإسلام ، فتعرّفوا عليه في شكله الحقيقيّ.
ثمّ جاء دور الإمام الحسين عليه السلام الذي كان متمّماً لدور أخيه الإمام الحسن عليه السلام ، فقد استثمر الحالة الموجودة في المجتمع ، من عدم قناعتهم بمشروعية الدولة الأمويّة ـ وهذا قد نتج مسبقاً من صلح الإمام الحسن عليه السلام ـ وبما أنّ الحكم الأمويّ في عصره عليه السلام قد تمثّل في يزيد ـ وهو الذي كشف القناع عن وجهه ، بعدم التزامه بالمبادئ ، والظواهر الإسلامية ـ فقام بالأمر وتصدّى للطاغية ، وإن أدّى ذلك إلى الشهادة ، فقد انتصر في كسر صولة الظالم ، وفتح الباب لمكافحة الغي الأمويّ ، وهذا ما نراه جليّاً في الحركات المتأخّرة عن واقعة كربلاء ، فكلّها جاءت متأثّرة من نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
وممّا ذكرنا يظهر لك أنّ صلح الإمام الحسن عليه السلام ، ونهضة الإمام الحسين عليه السلام كلاهما في خطّ واحد في سبيل النيل لهدف موحّد ، فلا كثرة الجيوش ولا قلّة الأنصار هو العامل الأوّل في اختيارهما لأسلوب المواجهة ، بل الظروف كانت تختلف ، وباختلافها تتنوّع الأساليب ، وإن كانت جميعها في إطار محاولة رفع الظلم وتثبيت العدل.
فلو كان الإمام الحسين عليه السلام في ظروف أخيه لأتّخذ نفس أسلوب الإمام الحسن عليه السلام في صلحه ، ولو كان الإمام الحسن عليه السلام يعيش في أيّام يزيد ، لانتهج أسلوب الكفاح والجهاد في وجه الأعداء ، فلا مغايرة في سيرتهما عليهما السلام.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|