البنكرياس Pancreas

إلى جانب افراز الانزيمات الهاضمة ، يعمل البنكرياس كغدة افراز داخلي مهمة. فهو يضم تجمعات صغيرة (او جزر Islets) من خلايا مختصة بافرإز الهرمونات ، ويعد الالماني بول لانكرهانز Paul Langerhans اول من وصف هذه التجمعات لذا تسمى في بعض الاحيان جزر لانكرهانز Islets of Langerhans.

يوجد ما يقرب المليون من هذه الجزر في بنكرياس الانسان. وتضم جزر البنكرياس نوعين من الخلايا هما خلايا بيتا Beta cells التي نفرز الانسولين Insulin وخلايا الفا Alpha cells التي تفرز الكلوكاكون Glucagon.

يحفز الانسولين بعض الخلايا (مثل خلايا العضلات) على اخذ الكلوكوز من الجسم من خلال تمكين هذه الخلايا من نقل هذا السكر عبر غشاء الخلية. وما ان يدخل الكلوكوز الخلايا العضلية فإنه اما يستغل مباشرة منها (كوقود) او يخزن على شكل كلايكوجين.

ينتج عن فعالية الانسولين خفض مستوى السكر في الدم. ويؤثر الانسولين في ايض الدهن والبروتين إذ يعمل على تحفيز خزن الاحماض الدهنية في النسيج الشحمي Adipose tissue بدلاً من استعمالها كمصدر للطاقة وبطريقة مماثلة يعمل هذا الهرمون على تثبيط استعمال الاحماض الامينية كوقود مما يساعد على عملية تخليق البروتين.

اما بخصوص الكلوكاكون فإنه يعمل بالضد من الانسولين ويتمثل دوره الرئيس في تحفيز ارتفاع مستوى السكر في الدم، وينجز الكلوكاكون ذلك عن طريق تحفيز خلايا الكبد على تحويل الكلايكوجين إلى كلوكوز عن طريق تحلل الكلايكوجين Glycogenolysis او عن طريق تحفيز خلايا الكبد على بناء الكلوكوز من ايضات Metabolites اخرى وذلك عن طريق تخليق الكلوكوز Gluconeogenesis.

من الواضح ان الهرمونين كليمما ، الانسولين والكلوكاكون يعملان بالضد من بعضهما لإبقاء مستوى السكر في الدم في حدود طبيعية ، فعند ارتفاع مستوى الكلوكوز فإن الانسولين سيخفضه إلى المستوى الطبيعي وعند هبوطه فإن الكلوكاكون سيرفعه إلى المستوى الطبيعي. ويعد نظام الانسولين — كلوكاكون آلية فعالة في الحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم .

تجدر الاشارة إلى ان اهمية الحفاظ على مستوى ثابت للسكر في الدم تكمن في ان خلايا الدماغ تعتمد كليا على تجهيزها المستمر با لكلو كوز لعدم قدرتها على استغلال اية مغذيات اخرى كمصدر للطاقة (او وقود).

ان فشل البنكرياس في انتاج كمية كافية من الانسولين يؤدي إلى الاصابة بمرض السكر Diabetes وتبعا لذلك فإنه لايمكن تنظيم مستوى الكلوكوز في الدم بشكل فعال إذ قد يرتفع مستوى السكر في الدم إلى اكثر من 160 ملغم/ 100سم3 دم فتطرحه الكلية في البول او قد ينخفض إلى اقل من 40 ملغم/100 سم3  دم فيؤدي إلى اضطراب عنيف في طبيعة الانسان مثل التشنج او الهزات العنيفة او إلى الغيبوبة Coma. ويمكن معالجة حالة السكري او تعديلها او تصحيحها عن طريق اخذ جرعات منئظمة من الانسولين، وتجدر الاشار إلى ان تركيز الكلوكوز في دم الانسان (من دون تغذية عدة ساعات) يبلغ ما يقرب 90 ملغم/100 سم³ دم ولإ يتعدى 150 ملغم/100 سم³ حتى بعد وجبة غنية بالكاربوهيدرات.