المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

إسلام المقداد (رض).
2023-10-04
أهـداف الأعـمال الإلكـترونية Electronic Business Objectives
26-7-2022
ما رواه (هرودوت) عن فتوح (سنوسرت الثالث)
2024-02-15
وقت البروثرومبين
19-8-2020
تعريف الضبط الإداري
24-6-2018
مجال علم الجيومورفولوجيا
12-3-2016


عقيدة الإمامية في القرآن الكريم‏  
  
1581   10:18 صباحاً   التاريخ: 7-5-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 49- 56
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الشيعة الاثنا عشرية /

نعتقد أن القرآن هو الوحي الالهي المنزل من اللّه تعالى على لسان نبيه الاكرم محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه واله) فيه تبيان كل شيء ، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي (صلى الله عليه واله)، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو منحرف أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى، فانه كلام اللّه الذي‏ {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] .

ومن دلائل إعجازه أنه كلما تقدم الزمن وتقدمت العلوم والفنون فهو باق على طراوته وعلى سمو مقاصده وافكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من كتب العلماء وأعاظم الفلاسفة مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية، فانه يبدو بعض منها على الأقل تافها أو نابيا او مغلوطا كلما تقدمت الأبحاث العلمية وتقدمت العلوم النظرية المستحدثة حتى من مثل اعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وافلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوة العلمية والتفوق الفكري.

وإليه يشير قول الصادق (عليه السلام) حينما قال له الراوي: ما بال القرآن لا يزال على النشر والدرس الا غضا (أي جديدا)؟ فقال الصادق (عليه السلام): لأن اللّه تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض الى يوم القيامة.

من دلائل اعجاز القرآن الآيات الكونية :

لم يدون اللّه تعالى الآيات الكونية وغيرها التي تربو على (750) آية في كتابه المجيد لتعليمنا علم طبقات الأرض أو الفلك أو غيرها من العلوم، ذلك لأن ما أودع اللّه تعالى من قوانين وخواص في حقل طبقات الأرض أو في حقل علم الفلك وغيرها من الكثرة بحيث لا يمكن حصرها أوعدها {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109] .

كلما مرت الأزمان والدهور يعلم عظمة القرآن الكريم.

وفي الأرض لا يوجد كلام اللّه الذي لا يكون محرفا غير القرآن الكريم فقد قال ابن عباس الذي هو من تلامذة علي بن أبي طالب (عليهما السلام) «إن في القرآن معان سيكشفها الزمن».

و ... ان في القرآن الكريم سبعمائة وخمسون آية كونية تدل على عصارة ما توصل إليه العلم الحديث وما سيصل إليه في المستقبل.

بعض وجوه اعجاز القرآن‏ :

(الأول) أنه مع كونه مركبا من الحروف الهجائية المفردة التي يقدر على تأليفها كل واحد يعجز الخلق عن تركيب مثله بهذا التركيب العجيب والنمط الغريب، كما في تفسير العسكري (عليه السلام) في الم قال: معناه إن هذا الكتاب الذي انزلته هو الحروف المقطعة التي منها الف لام ميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين.

(الثاني) من حيث امتيازه عن غيره مع اتحاد اللغة، فان كل كلام وإن كان في منتهى الفصاحة وغاية البلاغة اذا زين ورصع بجواهر الآيات القرآنية وجدت له امتيازا تاما وفرقا واضحا يشعر به كل ذي شعور.

ونقل أنه كان في الأيام السابقة كل من انشأ كلاما أو شعرا في غاية الفصاحة والبلاغة علقه على الكعبة المعظمة للافتخار، والقصائد المعلقات السبع مشهورة فاذا انشأ ما هو ابلغ منه رفعوا الأول وعلقوا الثاني، فلما نزل قوله تعالى‏ {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] رفعوا المعلقات من الكعبة واخفوها من الفضيحة.

(الثالث) من جهة غرابة الاسلوب واعجوبة النظم، فان من تتبع كتب الفصحاء واشعار البلغاء وكلمات الحكماء لا يجدها شبيهة بهذا النظم العجيب والأسلوب الغريب والملاحة والفصاحة، ويكفيك نسبة الكفار له الى السحر لأخذه بمجامع القلوب.

(الرابع) من حيث عدم الاختلاف فيه‏ {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] فلا تجد فيه مع هذا الطول كلمة خالية من الفصاحة خارجة عن نظمه واسلوبه، وافصح الفصحاء اذا تكلم بكلام طويل تجد في كلامه أو اشعاره غاية الاختلاف في الجودة والرداءة.

وأيضا لا اختلاف في معانيه ولا تناقض في مبانيه، ولو كان مجعولا مفتريا كما زعم الكفار لكثر فيه التناقض والتضاد، فان الكذاب لا حفظ له وفي المثل الفارسى «دروغ ‏گو حافظه ندارد».

(الخامس) من حيث اشتماله على كمال معرفة اللّه وذاته وصفاته واسمائه مما تحير فيه عقول الحكماء والمتكلمين وتذهل عنه ألباب الاشراقيين والمشائيين في مدة مديدة من الأعوام والسنين.

(السادس) من حيث اشتماله على الآداب الكريمة والشرائع القويمة والطرق المستقيمة ونظام العباد والبلاد والمعاش ورفع النزاع والفساد في المعاملات والمناكحات والمعاشرات والحدود والأحكام والحلال والحرام مما تتحير فيه عقول الأنام ويذعن له أولو العقول والافهام، ولو اجتمع جميع العقلاء والحكماء والعرفاء وبذلوا كمال جهدهم وسعوا غاية سعيهم في بناء قاعدة لنظام العالم والعباد مثل ما ذكر لعجزوا.

(السابع) من حيث اشتماله على الأخبار بخفايا القصص الماضية الخالية مما لم يعلمه احد إلا خواص أحبارهم ورهبانهم الذين لم يكن النبي (صلى الله عليه واله) معاشرا لأحد منهم، كقصة اهل الكهف وشأن موسى والخضر وقصة ذي القرنين وقصة يوسف ونحوها.

(الثامن) من حيث اشتماله على الأخبار بالضمائر والعيوب مما لا يطلع عليه إلا علّام الغيوب، كإخباره تعالى بأحوال الكفار والمنافقين وما يضمرونه في قلوبهم ويخفونه في نفوسهم، وكان (صلى الله عليه واله) يخبرهم بذلك فيعتذرون.

(التاسع) من حيث اشتماله على الإخبار بالأمور المستقبلة والأحوال الآتية كما هي، كقوله تعالى في اليهود {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [آل عمران: 112] فلم يحكم منهم سلطان في جميع الأطراف، وكالإخبار بعدم الاتيان بمثل القرآن كقوله تعالى‏ {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [الإسراء: 88] ، وكالاخبار بعدم تمني اليهود الموت في قوله تعالى‏ {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} [الجمعة: 6، 7] وكالإخبار بعدم ايمان ابي لهب وجماعته، وبدخول مكة للعمرة والرجوع إليها وبعصمة الرسول من شر الناس في قوله‏ {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]  ، وبغلبة الروم ونحو ذلك.

(العاشر) من حيث اشتماله على الحكم القويمة والمواعظ المستقيمة، كقوله تعالى‏ { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء: 26، 27].

{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} [الإسراء: 28].

{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء: 29، 30]  {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا * وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا * وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [الإسراء: 32 - 39].

ولقوله تعالى‏ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ} [النحل: 90].

(الحادي عشر) من حيث أنه لا يخلق على طول الأزمان ولا يمل منه بل كلما تلوته ونظرته وجدته طريا، وهذه الخاصية لا توجد في غيره.

فضل القرآن الكريم‏ :

ولنذكر جملة من الآيات والروايات الدالة على فضل القرآن:

قال اللّه تعالى‏ : {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57].

وقوله تعالى‏ : {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16].

وقوله تعالى‏ : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 89].

والآيات في فضل القرآن كثيرة.

وفي تفسير العياشي عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: أتاني جبرائيل فقال: يا محمد ستكون في امتك فتنة. قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب اللّه فيه بيان ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل‏ من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه اللّه، ومن التمس الهدى في غيره اضله اللّه وهو حبل اللّه المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة ولا يخلق على التردد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء، هو الذي لم تلبث الجن اذا سمعته أن قالوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *  يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 1، 2] الحديث.

وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه واله): القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا الى الآخرة، وفيه كمال دينكم وما عدل احد من القرآن الا الى النار.

القول في عدم تحريف القرآن‏ :

قد اجمع علماء الامامية طرا على عدم وقوع التحريف في القرآن، وأن الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم، وقد صرح بذلك كثير من الأعلام:

(منهم) رئيس المحدثين الصدوق محمد بن بابويه، وقد عد القول بعدم التحريف من معتقدات الامامية.

(ومنهم) شيخ الطائفة ابو جعفر محمد الطوسي، وصرح بذلك في أول تفسيره (التبيان) ونقل القول بذلك أيضا عن شيخه علم الهدى السيد المرتضى واستدلاله على ذلك بأتم دليل.

(ومنهم) المفسر الشهير الطبرسى في مقدمة تفسيره مجمع البيان.

(ومنهم) شيخ الفقهاء الشيخ جعفر في بحث القرآن من كتابه (كشف الغطاء) وادعى الاجماع على ذلك.

(و منهم) العلامة الجليل الشهشهاني في بحث القرآن من كتابه العروة الوثقى ونسب القول بعدم التحريف الى جمهور المجتهدين.

عقائد الإمامية الإثني عشرية، ج‏1، ص: 55

(ومنهم) المحدث الشهير المولى محسن القاشاني في كتابيه الوافي ج 5 ص 274 وعلم اليقين ص 130.

(و منهم) بطل العلم المجاهد الشيخ محمد الجواد البلاغي في مقدمة تفسيره آلاء الرحمن وإعجاز القرآن ص 41.

وقد نسب جماعة القول بعدم التحريف الى كثير من الأعاظم: منهم شيخ المشايخ المفيد، والمتبحر الجامع الشيخ البهائي، والمحقق القاضي نور اللّه من علماء الشيعة واضرابهم.

وممن يظهر منه القول بعدم التحريف كل من كتب في الإمامة من علماء المشايخ المفيد، والمتبحر الجامع الشيخ البهائي، والمحقق القاضي نور اللّه من علماء الشيعة واضرابهم.

وممن ظهر منه القول بعدم التحريف كل من كتب في الإمامة من علماء الشيعة وذكر فيه المثالب ولم يتعرض للتحريف، فلو كان هؤلاء قائلين بالتحريف لكان ذلك اولى بالذكر من احراق المصحف وغيره، والدليل على ذلك:

(1) قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] فان في هذه الآية دلالة على حفظ القرآن من التحريف وأن الايدي الجائرة لن تتمكن من التلاعب فيه.

(2) قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42] فقد دلت هذه الآية الكريمة على نفي الباطل بجميع اقسامه عن الكتاب، فان النفي اذا ورد على الطبيعة افاد العموم، ولا شبهة في ان التحريف من أفراد الباطل فيجب أن لا يتطرق إلى الكتاب العزيز.

(3) أخبار الثقلين اللذين خلفهما النبي (صلى الله عليه واله) في امته وأخبر انهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض وأمر الأمة بالتمسك بهما، وهما الكتاب والعترة الوجه في ذلك أن القول بالتحريف يستلزم عدم وجوب التمسك بالكتاب المنزل لضياعه على الأمة بسبب وقوع التحريف، ولكن وجوب التمسك بالكتاب باق الى يوم القيامة لصريح أخبار الثقلين فيكون القول بالتحريف باطلا جزما.

واخبار الثقلين متظافرة من طرق الفريقين وتعرضها سيدنا الأستاذ الحاج السيد ابو القاسم الخوئي دام ظله في مقدمة تفسيره البيان ص 7.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.