المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دعهم يتأقلموا مع الموقف بطريقتهم  
  
2280   06:27 مساءً   التاريخ: 28-7-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص229-230
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-7-2018 2205
التاريخ: 2023-04-05 1378
التاريخ: 2023-05-09 1379
التاريخ: 31-10-2018 1757

حين طلقت زوجتي الاولى منذ عدة سنوات ، صرت انا العائل الوحيد لأبنائي ولم اكن املك شيئا. كنت اعيش مع اطفالي في منزل مستأجر به اثاث قليل ، وذات مساء كنت اتحدث مع ولدي – وكنا جالسين على صناديق وكنت مغمورا بالشعور بالذنب بسبب ما يعانيه ابنائي بسببي. وقلت له : "انا اسف للغاية يا رفيقي ، آسف لأنك تمر معي بكل هذا". اتعلم ماذا كان رده؟ لقد قال : "كلا يا والدي ، الامر رائع ، وممتع بحق!".

بالطبع لم يكن يعني انه يتمنى انفصال والديه ، لكن بينما كنت انا قلقا بخصوص ظروف معيشته ، كان هو يشعر كانه في اجازة صيفية. ولقد افترضت فقط انه يشعر بنفس شعوري ، ولكنني كنت مخطئا.

والعكس صحيح ايضا. احيانا ما يكون الاطفال أكثر حساسية حيال بعض الاشياء اكثر منا. ربما تتذكر حين كان الاطفال بالمدرسة يتندرون عليك لكنك كنت لا تلقى بالاً لهذا الامر. لكن هذا لا يعني أن هذا سيكون شعور طفلك كذلك. ربما لا تفزع من امر الانتقال الى مكان اخر حسب متطلبات وظيفتك الجديدة ، الا ان هذا قد يكون له اثر مدمر على نفسية ابنتك المراهقة. ولابد لك من التعامل مع صدمتها النفسية هذه بكل جدية لأنها حقيقية. ليس كافيا ان تطلب منها ان تكون اقوى ، او تخبرها انها سوف تكون صداقات جديدة ، وان هناك بريدا اليكترونيا وبرامج للتحاور مع اصدقائها القدامى (لاحظ ان هذه الاشياء لم تكن موجودة في أيامي).

عند التعامل مع الازمات الكبرى في الحياة ، لا تحاول تخمين الطريقة التي سيتأقلم بها اطفالك مع الموقف. اعتمد عليهم ليخبروك بما يشعرون ، لكن لا تفترض انهم سيحتاجون لنفس الدعم الذي كنت ستحتاج اليه انت لو كنت في مكانهم ؛ فربما يفضلون ان يكونوا وسط اصدقائهم في الوقت الذي كنت تفضل انت ان تكون بمفردك. ربما يرغبون وقتها في الذهاب في اجازة لم تكن انت لتحتمل القيام بها ، او إلغاء الحفل الذي كنت انت ستعتزم المضي في اقامته ، واذا كان لديه اكثر من طفل واحد ، فستجد استجابات متباينة. كل هذا سيؤدي الى خيارات وتسويات متعددة ، وانت فقط من سوف يحدد ما اذا كنت ستستجيب مع موقف الصراع بأسلوبك انت ام بأسلوبهم هم. المهم في الامر هو ان تنظر لمشاعرهم واساليب تأقلمهم بجدية ، تماما كما تنظر الى تلك التي تخصك او تخص أي شخص اخر.

اعتمد عليهم ليخبروك بما يشعرون ، لكن لا تفترض انهم سيحتاجون لنفس الدعم الذي كنت ستحتاج اليه انت لو كنت في مكانهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.