المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لكيلا تأسوا على ما فاتكم  
  
1916   07:15 مساءً   التاريخ: 23-7-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج2،ص128-130
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2022 1879
التاريخ: 23-7-2021 1917
التاريخ: 29-7-2016 1902
التاريخ: 1-4-2022 2115

قال علي (عليه السلام) : الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله عز وجل : { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23].

فمن لم يأس على الماضي ، ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه.

قد يدعي البعض انه زاهد في الدنيا ، من خلال مظاهر معينة يهتم بالتمظهر بها ، لكنه إذا فاته شيء حزن عليه ، أو إذا توقع شيئا اهتم كثيرا به ، حتى يتحول إلى جزء من واقعه ، مع انه لم يأت بعد ، وهذه مفارقة ، بينما يدعي الزهد ، فإذا به متهالك على الدنيا الزائلة.

فالدعوة إلى ان يترجم الإنسان دعواه إلى واقع خارجي ، بحيث يكون مسلما لله تعالى ، راضيا بالكائن الحاضر فلا يتعب الإنسان نفسه في متابعة ما فاته أو ما سيأتيه ، لما في ذلك من اهتمام بما لم يكن من يومياته ، بل ما فاته فقد مضى ، وما هو آت فهو من المستقبل المجهول ، ولا يصح ان يفكر في ما هو محتمل الحصول ، بحيث تساوى فيه فرصتا حصوله وعدمه.

نعم من حقه الطبيعي السعي في تحسين وضعه والاهتمام بذلك ، لكن بشرط الموازنة بني انه لا يستطيع استيعاب ما في الدنيا ، فيفوته الاكثر منها ، وبين انه مسئول عن تنظيم حياته وترتيب شئونه بقدر ما هو في الدنيا ، وهذا ما يجهله ، بل الحاضر معلوم وما عداه فهو بين الفائت المعلوم والمتوقع المجهول ، الامر الذي يرشدنا إلى اهمية التفكير بدقة في هذه الموضوعات الرئيسية ، وعدم الاتكاء بالشعارات ونحوها.

وان العمل على تطبيق هذه الحكمة لمما يعطينا ان الزهد تطبيق اكثر منه دعوى وامنية ، فهو مجال عملي يلزم الزاهد التعاطي بصدق مع نفسه، وان لا يغش نفسه وغيره بأحلام وآمال ، وانما يوثق ذلك بما يعزز الثقة به ، حيث انه لو لم يدعم القول بالفعل ، لساء الناس الظن به واتهموه بالتزييف والتزوير، وهو ما ينعكس سلبيا عليه اجتماعيا ، كما يعد مرائيا ممن يحب ان يمدح على ما لم يفعل ، وهو ما يؤدي إلى ان يتعامل معه الناس بطريقة اخرى ، تقلل من فرص تقدمه واحترمه ، وهو انتحار ، لا يقدم عليه العاقل.

وهذا المجال من المجالات التطبيقية العديدة التي دعا فيها الاسلام إلى توثيق القضايا وتعزيزها بالشواهد ، ولذا أكد على ان (أفضل الزهد إخفاء الزهد)(1) وان (الزهد أقل ما يوجد واجل ما يعهد ، ويمدحه الكل ، ويتركه الجل)(2) وان (الزهد تقصير الآمال وإخلاص الاعمال )(3) ، ليكون الزهد هو الزهد في الحرام ، فكان من الامور التطبيقية لا النظرية الصرفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة 605 برقم 24.

(2) غرر الحكم : 2021.

(3) عيون الحكم والمواعظ 21.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.