المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

أسس العرض على العملاء في عملية البيع
2024-06-18
كونه تعالى واحدا
23-10-2014
لغة المقال الصحفي
2023-06-07
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الصوت
11-3-2021
مراحل التكاثر الخضري الدقيق
2023-04-26


قصة زكريا ويحيى  
  
2884   07:31 مساءاً   التاريخ: 2-06-2015
المؤلف : د. محمود البُستانِي
الكتاب أو المصدر : دراسات فنية في قصص القران
الجزء والصفحة : ص102-107
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي زكريا وابنه يحيى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014 2489
التاريخ: 2024-10-29 155
التاريخ: 9-10-2014 1858
التاريخ: 9-10-2014 2251

قال تعالى : {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران : 38 - 41] .

لقد لحظت كيف أن كلا من قصة مريم وقصة امرأة عمران قد تجانستا ، وتلاحمتا في اكثر من عنصر لا حاجة الى اعادة القول فيه.

إلا اننا نذكرك بأن أي تجانس أو تلاحم بين القصص إنما يتجسد في كونه يصب ـ في نهاية المطاف ـ في رافد أو اكثر تحوم عليه (الافكار) التي تتضمنها السورة.

ونذكرك ايضا بان طابع (المعجز) و(النادر) كان يسم القصتين المذكورتين. ثم نذكرك بأن الرسم القصصي إنما كان ينحصر في التقاط أحداث أو مواقف أو بيئات يجمعها خيط متجانس من الافكار ، بحيث تترك التفصيلات الاخرى في سورة مختلفة يفرضها سياق خاص. ولقد رأيت كيف ان التفصيلات التي ثبتها القرآن في سورة مريم ، قد حذفها من سورة آل عمران عندما رسم شخصية مريم عليه السلام. وفي حينه ألفتنا نظرك إلى ان الهدف في سورة آل عمران هو التركيز على (المعجز) بصفة عامة ،... ثم : التركيز على سمات خاصة من (المعجز)...

ونحن حين نتابع الحديث عن القصص التي تضمنتها سورة آل عمران ، نجد أن القصة الثالثة منها ، تتمثل في قصة زكريا عليه السلام... وحين ندقق النظر في هذه القصة ، نجد ان التلاحم والتجانس بينها ، وبين القصتين : امرأة عمران ومريم يتجسد في خضوع القصص الثلاث إلى طابع [الممارسة العبادية] عند الشخصيات الثلاث [سواء كانت الممارسة وجدانية أو عملية] ، ثم في خضوع القصص الثلاث إلى عنصر (المعجز) ثانيا ، ثم في خضوعها الى طابع معجز واحد ثالثا... كما نلحظ من جانب آخر ـ وهذا ما يضفي خطورة أخرى على العبارة الفنية في القرآن ـ تميز كل قصة بخصائص تنفرد بها أولا ، ثم اشتراك بعض مع البعض الآخر بخصائص تنفرد بهما القصتان ثانيا ، ثم اشتراك القصص الثلاث في خصائص عامة تصل بينها جميعا ، ثالثا.

ولنعد الآن الى قصة زكريا – عليه السلام- لملاحظة تفردها بخصائص تميزها لوحدها...

ثم لملاحظة خصائص تجمع بينها وبين قصة مريم –عليها السلام- ... ثم لملاحظة خصائص تجمع بين القصص الثلاث جميعا ..

وملاحظة مثل هذه الخصائص – تذكرك دون ادنى شك- بخطورة البناء المعماري للسور القرآنية ، واكتشاف المزيد من الإعجاز الفني الذي بدأ الدارسون منذ القديم ، يقفون عليه في حدود قدراتهم الأدبية والعلمية ، وفيما واصل الادباء والباحثون المعاصرون ، اكتشاف المزيد من عناصر الأداء الفني في القران الكريم ، وفيما نواصل نحن بدورنا اكتشاف المزيد منه ، من خلال محاولتنا توضيح البناء المعماري لكل سورة ، وترابط كل الجزئيات فيها ، فيما بينها ، من حيث بداية السورة ووسطها ونهايتها.

وعلى أية حال ، حيث نعود لقصة زكريا – عليه السلام- نجدها كما قلنا ، تتميز بخصائص تنفرد بها ، وبخصائص تجمع بينها وبين قصة مريم – عليها السلام- ، وبخصائص تجمع بينها وبين قصتي امرأة عمران ومريم..

أما الطوابع العامة التي تجمع بين القصص الثلاث ، فتتمثل أولا في إخضاع القصص إلى (المعجز) و(النادر) ، ثم وحدة الطابع المعجز نفسه ، او النادر.

فامرأة عمران كان (الحدث) المتصل بها هو : الانجاب.

ومريم ايضا كان الحدث المتصل به هو : الانجاب ايضا..

وإذا : قضية (الإنجاب) تمثل طابعا تتجانس القصص الثلاث فيه ، إلا أن كل (إنجاب) يظل حاملا خصيصة تتفرد الشخصية بها ، وتميزها عن سواها.

فامرأة عمران ، كان (الإنجاب) من خلالها ، متمثلا في ما أوحى الله لعمران زوجها بأن يهبه غلاما ... ثم كان (الإنجاب) هو مريم ، والمهم أن إيحاء السماء لعمران ، يمثل طابعا معجزا ، [والايحاء يخص عملية إنجاب خاص].

كما ان مريم كان (الإنجاب) من خلالها ، متمثلا في إنجابها (عيسى) بلا فحل ، فيما يمثل طابعا معجزا.

وزكريا ـ عليه السلام ـ ايضا ، كانت عملية (الانجاب) تجسد الحدث الرئيس في قصته. ففي خلال كفالته لمريم ـ عليه السلام ـ وعند رؤيته الحدث المعجز عند مريم فيما كان (الرزق) يأتيها بنحو معجز : من السماء مباشرة ،... عند مشاهدته ذلك الحدث ، دعا زكريا الله ان يهب له ذرية طيبة ، وقد كانت امرأته عاقرا ، بطبيعة الحال كما انه قد بلغ من الكبر عتيا...

هنا ، استجابت السماء لدعائه ، فوهبت له يحيى عليه السلام.

والمهم أن (الانجاب) ايضا كان هو الطابع الذي رافق قصة زكريا عليه السلام. وان ما هو (معجز) و(نادر) كان يواكب العملية المذكورة. فإنجاب (العاقر) عملية [نادرة الوقوع] كما هو واضح ، وايحاء السماء له بالانجاب ، أي : عملية الوحي ذاتها ، تمثل ـ كما هو واضح ـ طابعا (معجزا)...

واذن : الطابع (المعجز) ، يمثل القصص الثلاث... كما أن (الانجاب) مثل (الحدث) الذي واكب القصص الثلاث.

وأما سائر الطوابع التي تسم القصص الثلاثة ، والطوابع التي تسم قصة زكريا ـ عليه السلام ـ ومريم ـ عليه السلام ـ فحسب ،... ثم الطوابع التي تميز كلا من القصص الثلاث ،... كل اولئك ، سنقف عليه مفصلا بعد أن نلم ـ أولا ـ بقصة زكريا في تفصيلاتها التي ترسمها سورة آل عمران ، والنصوص المفسرة للسورة.

ويجدر بنا أن نقف أولا عند النص القرآن الكريم :

قال تعالى ، مبينا موقف زكريا بعد ان رأى الرزق عند مريم ـ عليه السلام ـ :

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ..

قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ .

فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ .

 قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ؟

 قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ .

 قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً.

 قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}

تتلخص قصة زكريا ـ عليه السلام ـ وفقا للنص القرآني والنصوص المفسرة ، في أن زكريا عندما كفل مريم عليه السلام ، وكان على إحاطة بالبيئة المعجزة التي اكتنفت مريم عبر تمحضها للعبادة في المحراب ،... وبخاصة عندما شاهد الرزق الذي كان يأتيها من السماء ،... حينئذ تحركت حوافزه ، واستثاره ذلك لأن يتقدم بطلب الى السماء ، يتساوق وطموحه العبادي ،... وكان هذا الطلب يتمثل في ذرية طيبة تمارس وظيفتها العبادية على النحو الذي تنشده السماء... وبما أن امرأته (عاقر) ، من جانب ، وبما أنه قد بلغ من الكبر عتيا من جانب آخر ،... فإن طلبه ـ تبعا لذلك ـ سيكون محفوفا بالرغبة الملحة الجارفة... وما أيسر مثل هذا الطلب ، ما دام مرتهنا بيد السماء القادرة على كل شيء...

وفعلا كانت السماء عند ظنه بها ،... حيث نادته الملائكة ذات يوم ـ وهو مشغول بصلاته في المحراب ـ بان الله يبشره بوليد اسمه (يحيى) .... وتقول النصوص ، ان هذا اول إسم يحمل هذه التسمية التي اطلقها الله على الوليد ـ كما هو صريح القرآن في سورة اخرى ـ.

وقد استجابت السماء للنمط الذري الذي طلبه زكريا عليه السلام ، فبشرته بالسمة الخطيرة التي ستلف هذا الوليد ،... إنها سمة (النبوة) فيما تمثل الصفوة من الآدميين...

كما ان السماء ألمحت إلى زكريا بوظيفة خطيرة أخرى ، سينهض بها وليدها (يحيى)... وهذه الوظيفة تتمثل في ان يحيى سيكون اول شخصية ستساند دعوة عيسى الذي سيولد بعد ستة شهور من حين ولادة يحيى... وسنرى عند حديثنا عن قصة يحيى كيف أن لشخصية يحيى التي عرفت بالصدق والنزاهة ، أثرا بالغا في اجتذاب الجمهور الى رسالة عيسى...

والمهم ، ان السماء قد استجابت لطلب زكريا ـ عليه السلام ـ ووهبته يحيى عليه السلام...

إلا ان زكريا ، وقد اذهلته المفاجأة التي كان يتوقعها دون ادنى شك ، لا يسعه إلا ان يتساءل ، مستفهما ، ومنبهرا ، وفرحا ، عن العلامة ، عن الآية التي ستعمق قناعته ويقينه باستجابة السماء لدعوته...

ولذلك هتف : رب اجعل لي آية...

فاجابته السماء ، بأن آية ذلك ، أن يصوم عن الكلام ثلاثة أيام ، أو أن يصوم عن الاكل والكلام جميعا ـ : كما تقول بعض النصوص المفسرة ـ وأن ينحصر تعامله بالرمز ، والايماء مع الآخرين ، عدا الكلام المتصل بالله ، وبالتسبيح له بالعشي والابكار...

هذا هو ملخص قصة زكريا عليه السلام...

والذي نعتزم لفت نظرك اليه من تلخيصنا لهذه القصة ، هو ان تتأمل بدقة موقعها من القصتين اللتين تقدم الحديث عنهما : أي قصة امرأة عمران ومريم... فلقد رسمها القرآن الكريم بعد قصة امرأة عمران ، وعند بداية قصة مريم عليه السلام... أي ، أن القرآن رسمها خلال قصة مريم ، وعند الشطر الاول من حياتها المتصلة بالعمل العبادي في المحراب... فقطع بذلك سلسلة الأحداث في قصة مريم ، ثم تابع رسمها بعد الانتهاء من قصة زكريا عليه السلام...

هنا ، ينبغي ان نضع في ذهنك ان لهذا القطع دلالته الفنية والنفسية... فهناك أولا : مسوغات تتصل بطلب زكريا ـ عليه السلام ـ للولد... فهو حينما شاهد (المعجز) المتمثل في الرزق الذي كان يمطر مريم عليه السلام ، تحركت نفسه ، واستثيرت ، لأن يتقدم بطلب كان يختلج في سريرته وتنازعه نفسه إليه ،... فكانت المناسبة ان يتوافق طلبه زمنيا مع ظاهرة (الرزق)...

وهذا ما يشكل المسوغ لقطع سلسلة الاحداث والمواقف في قصة مريم ، للبدء بصياغة قصة زكريا عليه السلام...

بيد ان هذا لم يكن لوحده ، مسوغا فنيا ونفسيا لعملية القطع... بل ثمة مسوغ آخر له خطورته الكبيرة... وهذا المسوغ ـ من الناحية الفنية ـ يتمثل في عملية (التمهيد) والارهاص ، بما ستكشف عنه الاحداث والمواقف ، في قصة مريم ذاتها ، وفي قصة وليدها عيسى عليه السلام ،... حيث ان وليدها عيسى ـ عليه السلام ـ قد بشر على لسان الملائكة بأن مهمة الرسالة ستكون على يديه... غير ان هناك حدثا خطيرا لازال مضمرا في قلب الأيام ، ألا وهو أن رسالة عيسى سوف تعتمد في بعض خطواتها على مساندة (يحيى) له ، ذلك بان ليحيى ـ عليه السلام ـ شخصية ذات مركز اجتماعي خطير ، انها تتمتع بتقدير اجتماعي ، وبسمعة إجتماعية ، كفيلة بان تجعل كلمته مسموعة عند الجماهير ، نظرا لما عرف من صدقه وزهده...

اذن : لما كان من حيث (الزمان) ، مولد يحيى سابقا على مولد عيسى عليه السلام ،... حينئذ يكون المسوغ الفني لمجيء قصة زكريا ـ عليه السلام ـ والحديث عن ولده يحيى عليه السلام ،... يكون هذا المسوغ واضحا في قطع سلسلة الوقائع المتصلة بمريم ،... لأن الشرط الثاني من حياتها هو الذي كشفت القصة عن ولادة عيسى من خلاله... فكان من الطبيعي ، ان تجيء قصة يحيى قبل قصة عيسى... سواءا كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني في الولادة : حيث ولد يحيى قبل عيسى بستة شهور ،... او كان مجيئها من حيث التسلسل الزمني ، ومن حيث التسلسل الموضوعي ، في عملية المساندة لرسالة عيسى… وبكلمة أخرى ، ما دام يحيى سيكون أول مساند لعيسى ، وستكون لكلمته أثرها على نفسية الجمهور ، حينئذ لا بد أن تجيء قصته سابقة أيضا على قصة عيسى...

ان هذه المسوغات الفنية ، يجب ألا تغيب عن بالك لانها تجسد قيمة الفن العظيم في القصص القرآني...

ولكننا حين نتجاوز ذلك كله ، ونتابع قصة زكريا عليه السلام ، نجد أن شخصية يحيى نفسها من الممكن أن تشكل قصة جديدة ، فيكون عدد القصص في سورة آل عمران ستة ،... وتكون قصة يحيى حينئذ ، : أما قصة مستقلة ، او متداخلة ، او قصة داخل قصة زكريا...

ولا نريد ان نطيل الحديث عن البناء الفني لهذه القصة ، ونقصد بها قصة يحيى عليه السلام... بل نكتفي بالاشارة ، إلى أنها رسمت شخصية يحيى ، وهي تحمل أربع سمات ، لها مساهمتها في المواقف والأحداث ، دون أدنى شك... ويكفي انها تحمل سمة (النبوة) كما هو الحال بالنسبة لزكريا وعيسى ، فضلا عن ان القرآن رسمها شخصية تحصر نفسها عن الشهوات ، وعن اللهو والأباطيل ، وهي سمة (الحصور) التي أطلقها القرآن الكريم عليه ، كما رسمها (سيدا) في العلم والعبادة.

والمهم ، ان السمات المذكورة ، تظل متجانسة مع السمات التي لحظناها عند امرأة عمران ، وعند مريم ، وعند زكريا ، فيما لا حاجة الى إطالة الكلام في ذلك.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .