أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-7-2019
1497
التاريخ: 17-1-2023
1941
التاريخ: 30-7-2019
2684
التاريخ: 13-9-2019
1023
|
الصحافة الأدبية في أوروبا وأمريكا
كغيرها من الفنون الصحفية كانت الصحافة الأدبية مواكبة لظهور الصحافة في أوروبا فقد ظهرت بعد ظهور الطباعة مع نهايات القرن الخامس عشر، وقد كانت الصحافة الإيطالية هي السباقة فقد صدرت صحيفة «الآداب» عام 1668 ثم تبعتها صحيفة «عطارد المكتبات» في إنجلترا وصحيفة «الأعمال الأدبية» في ألمانيا ومجلة «الجازيت» الأدبية الأوروبية في فرنسا وكل ذلك جاء ثمرة الانتظام الدوري للصحف في هذه البلدان.
وكان من الطبيعي أن يكون لظهور الصحف أثراً سلبياً على السلطة لأنها تنافسها على الرأي العام، وبالتالي نظرت الحكومات والمتنفذين فيها إلى الصحافة كخطر تتهدد مصالحهم فقاموا بمضايقتها ومحاولة الحد من تأثيرها على الجمهور.
واجهت الصحافة في فرنسا مع بداية القرن الثامن عشر مضايقات متعددة كثيرة من قبل الملك والكنيسة كل على حده ومجتمعين وفي محاولة لتخفيف حجم المضايقات لجأت الصحف إلى التكيف باللجوء إلى الصحافة الأدبية في محاولة لسد الفراغ في الصحافة نتيجة الإغلاقات المتكررة للصحف، ولكن تلك الصحف لم تكن بالمستوى المهني المتخصص ولا ترقى إلى الأدب الرقيع، ولذلك هاجمها الأدباء والمفكرون وفي طليعتهم جان جاك روسو، وفولتير وغيرهم وأخذوا عليها السطحية وتدني مستواها الأدبي واصفين إياها بالأدب الرفيع ومن مثال ذلك ما كتبه جان جاك روسو إلى أحد أصدقائه حيث جاء في رسالته «ما هي الصحف الدورية؟ عمل زائل لا نفع منه، انصرف عن قراءتها أهل الأدب، ولا تصلح إلا لتشجيع النساء والحمقى على ادعاء العلم والغرور دون ثقافة، مصيرها المحتوم بعد أن تكون تلألأت في الصباح، ولا أن توضع على طاولات الزينة وأن تموت في الليل بعد أن توضع في الصالونات».
وكان هذا النقد اللاذع يعبر ويتقاطع مع ما أكده فولتير عندما قال «الصحف الدورية معرض عام للمناقب والمثالب إن الأدب فيها قد تردى في مهاو سحيقة».
ولم تقف الصحف ومحرريها موقف المتفرج بل ردوا من جانبهم مدافعين بجمل لا تقل شده وأكثر ضراوة مضمنين ردودهم انتقادات حادة.
وبالتالي عرفت أوروبا نوعين من الصحافة الأدبية:
الأولى: صحف أدبية شعبية موجهة للمثقفين والمهتمين بديلة عن الصحف العامة والسياسية هروباً من إجراءات المنع والأغلاق الرسمية، وهذه الصحف جاءت لتعبر عن نفسها في مواجهة احتكار السلطات للصحف ومنع المعارض منها.
وكانت هذه الصحف تنشر موضوعات خفيفة ومبسطة لا ترضي أذواق المتخصصين من مفكرين وفلاسفة تلك الفترة وهي واسعة الانتشار نسبياً.
الثانية: صحف ومجلات متخصصة تنشر للأدباء والمفكرين وفتحت صفحاتها للفلاسفة والأدباء يقدمون من خلالها نتاجهم ويشرحون فيها أفكارهم، وكانت هذه الصحف محدودة التوزيع والانتشار الشعبي.
وقد ساهمت هذه الصحف في تقديم العديد من كبار مفكري تلك الحقبة ومنهم «دانيال ديفر» في بريطانيا من خلال صحيفة The Review منه 1704 وكانت دورية تصدر 3 مرات في الأسبوع ولمدة 9 سنوات. وكذلك ظهرت في إنجلترا مجلة «لندن» عام 1820 واستمرت في الصدور سنوات وقدمت خلالها مقالات وتحليلات الناقد الأدبي الإنجليزي «وليام هازلت» وقد قام بجمع مقالات وتحليلاته لاحقاً بكتاب تحت عنوان «حديث المائدة».
وفي القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية زاد عدد الدوريات الأدبية في إنجلترا وظهر منها «عطارد لندن» ما بين عامي 1919 - 1939، ومجلة «أولفي» عام 1923 و «المجلة الإنجليزية» خلال 1908 1937، ومجلة «المعيار» ما بين 1927 1937 ومجلة «الأفق» في الفترة من 1940 - 1951.
أما في فرنسا فقد لعبت الدوريات والمجلات الأدبية دوراً هاماً في التعريف وإبراز المفكرين والفلاسفة ومنهم بلزاك وفولتير من خلال مجلة «بارس» ما بين عامي 1829- 1844.
وفي القرن العشرين تنامت الصحف والمجلات الأدبية في فرنسا مثل "الأداب الجديدة"، عام 1922 - 1943 والمجلة «الفرنسية الجديدة» عام 1909- 1925 » و «العصور الحديثة» التي أصدرها الكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير «جان بول سارتر».
وقد شهدت الصحافة قفزة كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية فظهرت مجلات ودوريات أدبية جديدة مثل «الآداب الحديثة» التي فتحت صفحاتها للأدباء الجدد وكذلك قامت ترجمة آداب عالمية.
كانت القفزة التكنولوجية في القرن العشرين صاحب الأثر الكبير على تطور فنون الطباعة والتصميم والتصوير، وكذلك ثورة في وسائل الاتصال والإعلام مما أفرز تطوراً على مضامين الصحافة، ونشأت الدراسات في كافة مجالات الحياة العلمية والأكاديمية فتفرعت العلوم وزادت نسبة وعدد التخصصات العلمية ومنها الأدبية..
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|