المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الاختلالات البيسيكولوجية  
  
2278   01:20 صباحاً   التاريخ: 2-2-2021
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص78– 83
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

رغم ما يكتسبه البنين والبنات ، خلال مرحلة المراهقة ، من نمو وقوة عضلية متزايدة ، إلا أنهم يعانون من اختلالات بيسيكولوجية عديدة تعود أسبابها لعوامل كثيرة منها ظروف الحياة ، وطبيعة النمو ، والبيئة ، ونوع وكيفية التغذية ، وأساليب التربية و ...

لم يتوصل الطب لحد الآن لمعرفة السبب أو الأسباب التي تقف وراء ابتلاء المراهقين بهذه الاختلالات . ومن المشاكل التي نلاحظها خلال هذه المرحلة ، يمكن الإشارة الى مختلف الأمراض والعوامل المقلقة ، وبروز اختلالات في الدورة الدموية ، وفي المزاج ، وحتى قابلية الإصابة بأمراض من قبيل السل ، وبرودة الأطراف ، انحناء العمود الفقري ، واعوجاج عظام الساق.

لا يسعنا هنا تناول هذه الاختلالات من جميع جوانبها ؛ لأن ذلك بحاجة الى دراسة مستقلة بذاتها ، لكننا نشير الى بعض المسائل المهمة فيها بأمل أن يأخذ أولياء الأمور والمربين بنظر الاعتبار ويستفيدوا منها في التعامل مع مثل هذه الحالات.

ـ الاختلال في المزاج :

 يتعرض المزاج ، في هذه المرحلة من السن ، لاختلالات عديدة ، تصبح أرضية لابتلاء الشخص بأمراض متنوعة . وبحسب دوريس أولوم ، تشمل هذه الاختلالات الإعتلال في وظيفة الأعضاء ، وأوجاع الرأس ، وسوء الهضم ، والإسهال ، والخدر ، والرجفة ، والخمول والشعور بالتعب و ...   

إن مزاج أعضاء فئة المراهقين في تغير وتبدل مستمرين ، بحيث نلاحظ أنهم يعانون من انعدام الشهية في الأكل تارة ، بينما يقبلون على الطعام بنهم تارة أخرى . وقد يعانون من آلام في المعدة على أثر تناولهم شيئا قليلا من الطعام في وقت ما ، بينما يأكلون في وقت آخر الى حد الامتلاء دون أن يشعروا بأي مشكلة.

كما ومن مميزات هذه المرحلة الانقباض النفسي الشامل . ومن شأن التساهل مع هذه الحالة أن يؤدي الى الشعور بالمرض والالم . ومن أعراضه انعدام الشهية ، واصفرار الوجه ، وحتى الغضب ، وسوء الظن والحقد على الآخرين.

ـ الاختلال في الغدد :

إن سن المراهقة هي فترة نشاط الغدد التي تفرز هرموناتها الخاصة في الدم ، وهذه المسألة بحد ذاتها تتسبب في اعتلال المزاج وتأزمه. إن معامل الغدد أحيانا تترك آثارها على الجوانب العضوية ، فعلى سبيل المثال يؤدي النشاط الزائد عن الحد لغدة التيروئيد الى ازدياد دقات القلب ، والى الانفعال العصبي والتعرق ، وبطبيعة الحال ينبغي الرجوع الى الطبيب المختص لمعالجة هذه الحالة ، كما ويؤدي الإفراز الهرموني من جهة أخرى الى التعرض لاختلالات نفسية من قبيل الاكتئاب والميل الى الوحدة والانزواء.

وطبقا للتحقيقات الجارية في هذا المجال ، فإن الإفرازات الهرمونية من الغدد الداخلية ، تؤدي كذلك الى تشديد الانفعالات العاطفية ، لدى أفراد فئة المراهقين ، ويتسبب بعضها في تسريع البلوغ نتيجة عوامل مختلفة وتترك آثارا على سلوك الشخصية. إن الاختلال في الإفراز الهرموني لبعض الغدد ، من الممكن أن يؤدي الى إصابة الشخص بالبهت والدوار وتعكر المزاج أو فقدان التوازن النفسي.

الإصابة بالأمراض

تزداد في مرحلة المراهقة احتمالات تعرض الأشخاص الى الإصابة بأمراض مختلفة ، منها مرض السل الذي لا نعرف سببا واضحا له وإن كنا نعرف أثر ظروف العمل والبيئة السيئة في الإصابة به.

كما وقد يختل إيقاع النمو لدى المراهق في هذه المرحلة من السن لأسباب مختلفة أيضا وتزداد كذلك احتمالات تعرضه للإصابة بالأمراض النفسية التي لها جذور في طبيعة الحياة العاطفية . وفي هذه الحالة يجب على أولياء الأمور أن يتعاملوا مع أعراض مثل هذه الإصابات بوعي ودراية من أجل اكتشاف بواعثها والمبادرة الى علاجها.

ـ مسألة السمنة :

من المسائل التي يعاني منها الكثير من المراهقين حالة السمنة التي يعود بعض أسبابها ، بحسب التحقيقات التي أجراها كابلن ، الى الصدمات النفسية ، والأحاسيس والأفعال ذات المغزى الرمزي ، والعقد والتوترات العصبية والشعور بالتبعية وعدم الاستقلال.

كما وقد أشار آخرون في تحقيقاتهم الى عوامل أخرى ـ أيضا ـ مؤثرة في حالة السمنة ، ومنها عامل الوراثة ، والاختلال في التمثيل الغذائي ، واختلال في عمل الغدد الداخلية ، والإعتلال أو التلف في المخ ، والأمراض النفسية و ... ولا شك في التأثير المتزايد لحالة الإفراط في تناول الطعام أيضا في هذا المجال.

ـ آثار وأعراض السمنة :

إن السمنة تعيق نشاط الشخص ، وتحول دون إكتسابه للمهارات الضرورية في حياته خلال مرحلة المراهقة ، كما ويعجز على أثرها عن تنظيم شؤونه والاستجابة لحاجاته ومتطلباته الفردية . ومن شأن السمنة أن تؤدي كذلك الى فقدان الثقة بالنفس ، والشعور بالحقارة نتيجة للإيحاءات النفسية الخاطئة أو بسبب تندر واستهزاء الآخرين.

ومن الأعراض المهمة لمرض السمنة هو أن أغلب المصابين به يعلنون أنهم يفرطون في تناول الطعام عندما يكونون غاضبين ومضطربين أو متوترين من الناحية النفسية.

ـ الإختلال في الأكل والنوم :

طبقا لآراء أطباء النفس ، يشاهد لدى الفتاة أحيانا أعراضا مرضية تتجلى على شكل الإفراط في الأكل ليلا والشعور بالتهوّع والغثيان نهارا. وتعود هذه الحالة في أسبابها في الغالب الى الضغوط النفسية والإجتماعية التي تتعرض لها وزوالها رهن بزوال أسبابها.

كما وتوجد اختلالات في النوم أيضا ، وتتجلى على شكل الكلام أو الصراخ أو المشي أثناء النوم وحتى السهاد والأرق في بعض الحالات. وهذه الحالات تنشأ في الغالب نتيجة للقلق والإضطراب ، وتدل على أن الشخص يخفي في داخله شيئا أو أشياء تشغله وتعذبه ويخشى البوح بها.

ـ الإختلالات الأخرى :

إن ذكر جميع حالات الإختلال خارج عن مجال هذا البحث لأنها من جهة بحاجة الى دراسة طبية متخصصة ، ومن جهة أخرى قد لا تكون ضرورية بإعتبارها ليست محل إبتلاء الجميع . لكننا نشير الى بعض ما نرى أهمية طرحه منها باختصار :

ــ زيادة في الوزن تظهر على شكل سمنة . ويمكن أن تكون الزيادة في الوزن طبيعية إذا ما

بلغت 16 كيلوغراما خلال سنتين ، لكنها تصل حتى الى 30 كيلوغراما في الحالات غير الطبيعية.

ــ زيادة مفرطة في الطول : الأمر الذي تعتبره الفتيات نشازا وينزعجن منه بشدة.

ــ الإختلال في طريقة الوقوف التي تبدو على شكل الوقوف متمايلا الى جهة معينة أو منحنيا أو بالإستناد الى قدم واحدة.

ــ الإختلال في الجلوس بحيث إذا كان الشخص جالسا على كرسي وكانت أمامه منضدة يستند منحنيا على المنضدة ، الأمر الذي يسبب له آلاماً في العمود الفقري.

ــ الإختلال في الدورة الشهرية وإضطرابها ، وما يرافق ذلك من أوجاع والام في بعض الحالات.

ــ بروز ما يسمى بحب الشباب في الوجه والذي يقلق المراهقين خصوصا في بدايات سن المراهقة.

ــ قصر القامة الى حد الدمامة وطول القامة الى حد النشاز الذي ينشأ نتيجة للإختلال في معامل الغدد الداخلية خصوصا غدة الــ Hypophyse




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.