أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-25
1028
التاريخ: 4-05-2015
3896
التاريخ: 3-05-2015
9666
التاريخ: 3-05-2015
2593
|
لا بدّ في البدء من ثلاث إشارات يصحّ أن نسمّيها تحديدات منهجية، هي :
الاولى : تعدّ قضية المعاصرة قضية إشكالية اجتهادية تتحمّل أكثر من صيغة والعديد من الأفكار والاجتهادات في آن واحد، من دون أن تكون ثمّ ضرورة لاسقاط بقية الاجتهادات أو النظريات في حال تبنّي إحداها. فما دامت الاجتهادات والنظريات تستند إلى اصول موضوعة ثابتة في مظانّها أو تؤسّس لنفسها اصولها الخاصّة التي يقوم عليها اجتهادها، فهي مشروعة بأجمعها.
على هذا لا مجال للكلمة الفصل والخطاب الأخير والرأي القطعي الذي يغلق المسألة ويستنفدها تماما، بل تبقى المعاصرة القرآنية قضية كلّ عصر، ويبقى ملفّها مفتوحا على عدد من الاجتهادات والرؤى في كلّ وقت.
الثانية : تأسيسا على ما مرّ ليس للمعاصرة القرآنية صيغة واحدة تنتظم محتواها على الدوام، كما ليس لها شكل ثابت يعبّر عنها في كلّ وقت. فهي تطرح تارة من خلال إشكالية الثابت والمتغيّر، ليقال إنّ النص القرآني ثابت والحياة متغيرة، فكيف له أن يجاري الحياة المتغيّرة؟
وتثار اخرى عبر إشكالية فهم النصّ، لتكتسب صيغا متعدّدة منها ما هو كلامي يتمركز من حول السؤال التالي : كيف نقرأ القرآن كنصّ مقدّس؟ ومنها ما هو منهجي يعبّر عن نفسه بأشكال متعدّدة، منها : كيف نقرأ النصّ؟ بفصله عن واقعه مطلقا؟ أو بوصله مع واقعه تماما؟
لقد تعاطى السابقون مع النص القرآني من خلال مركّباتهم الذهنية ومكوّناتهم الثقافية وميراث عصرهم، فلما ذا لا يجوز لنا أن نفعل الأمر نفسه؟ ما يريد أن يخلص إليه بعضهم عبر هذا المدخل للمعاصرة، أنّ القرآن وإن كان بذاته نصّا ثابتا إلّا أنّ فهمه سيّال متغيّر يتجدّد على الدوام، ومن ثمّ فإنّ من حق كلّ عصر أن ينتج فهمه القرآني الخاص بعيدا عن إلزامات بقية العصور، بما في ذلك عصر الصحابة والتابعين وميراث السلف، من دون أن يعني ذلك بالضرورة تجاوز الدلالات الوضعية المباشرة لعصر النص ذات الصلة بقواعد اللغة وقيود النزول والقطعي الثابت من السنّة، وغيره ممّا نقّحته علوم القرآن على مرّ العصور.
على مستوى آخر قد تطرح مقولة المعاصرة ويراد منها ضرورة التوفّر على أسلوب تفسيري جديد يراعي الذهنية الموجودة ومستوى الثقافة العامّة في مجتمعاتنا، ويأخذ قضايا الواقع بنظر الاعتبار.
كما يلقي الفكر الآخر بظلاله على المسألة حين يجعل المعاصرة ضدّا للنص القرآني بوصفه نصا تأريخيا، لينتهي إلى القول : صحيح أنّ القرآن لبّي حاجات عصره واستجاب لها في نزوله، لكن لما ذا ننتظر منه الاستجابة لحاجات عصرنا؟
بمعنى أنّ القرآن نص تأريخي يرتبط ببنيات عصره الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحالة الناس الحضارية في ذلك الوقت.
ثمّ إلى جوار ذلك صيغ كثيرة اخرى تعيد إنتاج مفهوم المعاصرة على الدوام، وهي تخرج به من أحشاء بواعث كلامية وتأريخية ومنهجية، فضلا عن إسقاطات الثقافة الحديثة ، ممّا يسمح بتعدّد معاني المعاصرة لا فرق بين ما ينبثق من داخل فضاءات الفكر القرآني أو الإسلامي عامة، وبين ما ينطلق من فضاءات الفكر الآخر.
الثالثة : لا تدّعي الأسطر التي ستوافينا في المحور الثالث الذي ينهض باستعراض بعض الأفكار في المعاصرة القرآنية، أنّها تمارس استقراء تامّا لما أفرزته حركة الفكر المعاصر حيال هذا المفهوم، إنّما هي إشارات عاجلة حسبها أنّها تمنحنا تصوّرا عامّا للإشكالية وبعض ما اجتهدت به العقول من نظريات وأفكار على هذا الصعيد، لكي يتمّ لنا على أساس هذا التصوّر الانتقال إلى المحور الرابع والأخير، لنلمس عن قرب إمكانات الفكر القرآني للإمام وللمدرسة العرفانية على نحو عام في مواجهة هذه الإشكالية وتقديم نظريات في هذا المضمار، داخل نطاق يسمح بالمقارنة بينها وبين بقية النظريات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|