لقد ذكر في سبعة مواضع من الكتاب العزيز  :

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة : 53] أو شبهها الآية 48 من سورة الأنبياء، وواضح أنّ اللفظين لا يشيران إلى الكتاب الكريم (القرآن)، ويستعمل اللفظ بمعناه : {أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185]  والظاهر أنّ المستعمل فيه هو المعنى العام‏ {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران : 3، 4] والاستعمال هنا لا مخصّص له بالقرآن الكريم.

وأمّا قوله‏ {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ } [الأنفال : 41] و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال : 29] فلا دلالة فيهما على شي‏ء من ذلك.

تبقى هذه الآية المباركة وهي‏ {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1] ويمكننا هنا أن ندعي أنه أشار إلى القرآن بصفته لا باسمه، خصوصا مع ملاحظة الآيات السابقة.