المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



شيوع الأسباب‏ وفاة الشاهدين على الوحي  
  
2256   02:45 صباحاً   التاريخ: 24-04-2015
المؤلف : حسن حيدر
الكتاب أو المصدر : أسباب النزول القرآني تاريخ وحقائق
الجزء والصفحة : ص 37-40.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

مرّت السنون ، وبدأ المجتمع الإسلاميّ يفتقد وجوه الصحابة الشاهدين على الوحي ونزوله ، ففي أواخر القرن الأوّل الهجريّ كانت أسباب النزول قد طوت مرحلة تداول الصحابة لها ، وشرعت مرحلة جديدة ، حيث انتقل الحديث إلى نقل الأسباب إلى أجيال لم تشهد الوحي ولم تعاصر سيرة الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

منذ ذلك الحين بدأت مسألة أسباب النزول تتّخذ طابعا أكثر شيوعا ، وكان ذلك نتيجة تلقائيّة لظروف متنوّعة ، فبالإضافة إلى ما كان قد قام به أمير المؤمنين عليه السّلام ، من ترجيح كفّة التعاطي مع الأسباب في مقابل من حاول تجاهلها ، فإنّنا شهدنا مجموعة من الأحداث التي أثّرت مباشرة في شيوعها :

أولا : توسّع الصراع المذهبيّ‏

في هذه المرحلة استعرت نيران الخلاف المذهبيّ ، ولم ينحصر الخلاف بمسألة الخلافة ، بل تخطّاه إلى تقديم الحقائق الدينيّة ، لتخلق جوّا من الصراع الثقافيّ والمعرفيّ حين حاولت مختلف الأطراف أن تفرض هيمنة علميّة وثقافيّة ، فقد أرادت الهيكليّات السياسيّة فرض ما استنبطته من أحكام وقوانين‏ في الأوساط التي تنتمي إليها ، مؤمنة بأنّ من شأن ذلك تثبيت جذورها وضمان استمرارها فترة أطول. «1»

ولا شكّ أنّ من أهمّ المبرّرات التي يمكن أن تخدم هذا الهدف لدى الأطراف كافّة روايات أسباب النزول ، التي تتمتّع بحصانة توجيه دلالات النصّ القرآنيّ وسيرة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والمفاهيم المختلفة ، فكانت الأسباب «من أكبر الذرائع التي توسّلت بها الفرق لتوجيه الدلالة في خدمة المذهب دفاعا عن النفس وطعنا في الغير ...» ، «2» «حتّى أنّ الناقد البصير ليرى في كثير من هذه الروايات أثر ما كان من القرون الإسلاميّة الثلاثة من خلافات سياسيّة ومذهبيّة وعنصريّة وفقهيّة وكلاميّة قويّ البروز ...». «3»

ثانيا : النموّ الفكريّ‏

من جهة أخرى يسجّل الباحثون في هذه الفترة نموّا ونضجا فكريّا بالغ الأثر عند المسلمين ، أدّى إلى التوسّع في العلوم ، ولا شكّ أنّ الصدارة كانت لتلك البحوث التي ترتبط بصورة أو بأخرى بكتابهم المقدّس ، وهو القرآن الكريم.

فبعد أن انصبّ اهتمام المفسّرين في فترة سابقة على معالجة ظهور الآيات ، والاكتفاء بعنصري : «الإبانة والإيضاح بالكشف عن معنى اللفظ لغويّا ، وعن مدلوله عرفيّا» ، «4» بحيث غلب على تفاسير تلك الفترة الطابع اللغويّ ، ممّا لا يجعلها تستحقّ اسم التفسير ، وهي «أحرى أن تسمّى : دراسة في المفردات» ، «5»

تغيّرت الظروف الثقافيّة «و انصبّ جهد المفسّرين في مرحلة تالية على معرفة الحوادث المحيطة بنزول القرآن». «6»

ونحن نؤيّد هذا الكلام بمعنى أنّ مدرسة العامّة قد بلغت ذروة اهتمامها بالأسباب معرفيّا وتفسيريّا في فترة متأخّرة ، من غير أن يعني ذلك أنّ الأسباب لم تكن مرويّة ولو شفويّا قبل ذلك ، كمّا أنّ أهل البيت عليه السّلام تابعوا منذ أمير المؤمنين عليه السّلام الأمر بدقّة ، كما مرّ بعض بيان ، ولم يتركوا الأمر إلى فترة دون أخرى.

ثالثا : الأجيال وجهلها بسيرة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم‏

في موازاة ذلك ظهرت أجيال جاهلة تماما بالفترة الأولى لظهور الإسلام ونزول الوحي ، وهي أجيال عطشى إلى معرفة تفاصيل سيرة الرسول الأكرم ، وراغبة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالتالي في التعرّف على حقيقة سياق النصّ القرآنيّ والخطاب النبويّ ، وما يحفّ به من ملابسات وقرائن.

وبعد أن ظهرت تفسيرات ورؤى عديدة ترتبط بتلك السيرة ، فكان لا بدّ لأسباب النزول ، حيث كانت رفيقة القرآن من جهة ، أي الكتاب المقدّس ، وسيرة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من جهة أخرى ، أي السنّة الشريفة ، أن تكون الملجأ الأوّل لبثّ الحقائق التاريخيّة.

وخلاصة الكلام ، أنّه بالإضافة إلى تأثير العامل الإيديولوجيّ العقائديّ الذي تطوّر إلى هيكليّات ثقافيّة ودينيّة في هذه الحقبة في مجال البحث في أسباب النزول ، يبرز العامل المعرفيّ على مستوى علوم القرآن وعلى مستوى سيرة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بشكل واضح ، ليشكّل عاملا إضافيّا في توجيه الأنظار إلى هذا البحث.

من هنا لم يكن مستغربا في هذه المرحلة أن تتجاوز رواية الأسباب مرحلة الرواية ابتداء ، لنقف على مجموعة من الوثائق التي تشير إلى رواج هذا العالم في العقل الجمعيّ للمسلمين.

________________________
(1). لاحظ : الشرفيّ ، في قراءة النصّ الدينيّ ، ص 57؛ بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 57 ، 58.

(2). الهادي الجلطاوي ، قضايا اللغة في كتب التفسير ، ص 99 ، 233.

(3). عبد الحكيم الأنيس ، مقدّمة العجاب في بيان الأسباب ، ص 89؛ نقلا عن : محمّد عزّة دروزة ، في كتابه القرآن المجيد ، ص 217.

(4). الجلالي ، تراثنا ، ج 4 ، ص 19.

(5). فؤاد سزكين ، تاريخ التراث العربيّ ، م 1 ، ج 1 ، ص 177 ، عن : تراثنا ، ج 4 ، ص 20.

(6). الجلاليّ ، تراثنا ، ج 4 ، ص 20.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .