أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
2946
التاريخ: 25-12-2021
3323
التاريخ: 5-1-2022
3397
التاريخ: 11-12-2021
1624
|
نقطة التحوّل ( جمع أسباب النزول في كتاب مستقلّ )
استمرّ تفاعل المفسّرين مع أسباب النزول ، لا سيّما بعد أن فرض تفسير الطبريّ نفسه على الساحة بالمميزات التي تحلّى بها ، فقد كان تفسيره :
« موسوعة لم يعرف الناس لها مثيلا ، وبحرا زخّارا يغترف الباحثون منه . . . » ، « 1 » وعدّ : « من أمّهات التفاسير المعتمدة في النقل والتفسير بالمأثور » ، « 2 » لذا فقد حاكته التفاسير التي تلته ، مع تطوير لما شرع به شكلا ومضمونا ، من ذلك استقرار نقل تلك الأحاديث وفق صيغة « أسباب النزول ».
بموازاة ذلك كانت أسباب النزول على امتداد العصور تنتشر بشكل كبير ، ممّا أغرقها في بحر من الأحاديث الموضوعة ، فقد كان باب رواية أسباب النزول مفتوحا منذ رضي العامّة بقبولها عن التابعين الذين لم يشهدوا الوحي ، فاستمرّ حتى القرن الخامس ، ممّا أدّى إلى تضخّمها بلا رقيب أو حسيب أو ضابطة واضحة ، لا سيّما وأنّه من المعروف لدى العامّة أنّ « الكتابة قد توقّفت بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وفرض الحظر عليها » ، « 3 » بل تمّ جمع أحاديث النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقام الخليفة الأوّل بحرقها ، « 4 » ولم يتنبّهوا لهذا الخطأ إلّا « أوائل القرن الثاني ، عندما كسر هذا السدّ عمر بن عبد العزيز » ، « 5 » أو ربما في عام ( 143 هـ ) كما يذهب إليه الذهبيّ ، « 6 » هذا بالنسبة للأحاديث ، وأمّا بالنسبة لتدوين المعارف ، من قبيل أسباب النزول ، فقد تأخّر تدوينها عن ذلك ، ويمكن أن نطلّ على هذا الوضع ونتائجه من خلال حركة الواحدي التي مثّلت منعطفا محوريّا .
يصف الواحدي الأوضاع التي آلت إليها أسباب النزول في عصره ، سواء من حيث رواجها بكثرة ، أم من ناحية تصاعد الوضع فيها ، يقول بعد أن أشار إلى أهميّة أسباب النزول : « أمّا اليوم فكلّ أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ، ملقيا زمامه إلى الجهالة ، غير مفكّر في الوعيد للجاهل بسبب الآية ». « 7 » أمّا عمله في هذا النطاق ، فقد تمثّل في محاولة إقفال باب الاجتهاد في نقل أسباب النزول ، وذلك بعد أن جمع ما يعتقد بأنّه قد نقل فعلا عن الصحابة أو التابعين ، ضمن مصنّف خاصّ ومستقلّ ، يقول : « وذلك [ كثرة ما رووه من الأسباب إفكا وكذبا ] الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب ، لينتهي إليه طالبو هذا الشأن ، والمتكلّمون في نزول القرآن ، فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ». « 7 » وبعد الواحدي شاع التصنيف في أسباب النزول ضمن مصنّف مستقلّ ، وقد ارتبطت أولى المحاولات بكتابه هذا ، حيث اختصره الجعبريّ ، وعلّق عليه ابن حجر ، ثمّ شذّبه السيوطيّ ، كلّ في مصنّف مستقلّ يعنى بخصوص باب أسباب النزول.
_______________
( 1 ) . محمّد بكر إسماعيل ، ابن جرير الطبريّ ومنهجه في التفسير ، ص 74 .
( 2 ) . الشيخ معرفة ، التفسير والمفسّرون ، ج 2 ، ص 313 ، 314 ؛ لاحظ : محمّد علي أيازي ، المفسّرون حياتهم ومنهجهم ، ص 401 .
( 3 ) . دروس في نصوص الحديث ، ص 46 .
( 4 ) . تذكرة الحفّاظ ، ج 1 ، ص 5 .
( 5 ) . المطهّري ، الإسلام وإيران ، ج 3 ، ص 79 ، 80 .
( 6 ) . تاريخ الإسلام ، حوادث 142 ه - 160 ه ، ص 12 ؛ خالد خليفة السعد ، علم أسباب النزول وأهميّته في تفسير القرآن ، ص 31 .
( 7 ) . الواحدي ، ص 7 .
( 8 ) . المصدر السابق .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|