المقومات السياسية: تتضمن المقومات السياسية للدولة بعدين رئيسيين أحدهما داخلي يرتبط بأهلية النظام السياسي ودرجة تطوره وقدرته على صياغة أهداف إستراتيجية مترابطة ومتناغمة تحضى بإجماع سياسي, وكذلك قدرة الجهاز القيادي على التنسيق بين جميع عناصر الدولة لتحقيق الاستقرار الداخلي والإنجازات التنموية التي تؤدي إلى التفاف الشعب حول قيادته , والآخر خارجي يتمثل في مدى قدرة الدولة على اتخاذ القرارات والمواقف على الصعيد الإقليمي والدولي , ووضع السياسة الخارجية والجهاز الدبلوماسي الذي يقوم بتنفيذها , وكيفية التعامل مع المصالح الحيوية للدولة , وقدرتها على مد نفوذها وإقناع المجتمع الدولي بأهدافها ووجهة نظرها(1).

وتعد المقومات السياسية من أكثر عناصر الأمن القومي فاعلية وتأثيرا , ذلك أنها تعبير صريح عن قوة الدولة في مختلف المجالات الحيوية سواء الاقتصادية منها أو العلمية أو العسكرية  وحيث أن نظرية الأمن القومي تبلور المعنى التاريخي للوجود القومي وتوضح حدود المجال الحيوي للدولة وتعكس عناصر قوتها الذاتية , وما تتمتع به من إمكانات المواجهة العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية , فلابد للدولة من تطويق جوانب الضعف السياسي والاجتماعي فيها ووضع فلسفة اجتماعية أمنية تحاكي جميع المتغيرات الداخلية والخارجية وتهدف للتعرف على مقوماتها الذاتية بعناصرها المختلفة(2).

________

(1) أحمد شوقي ألحفني، مصدر سابق، ص 37.

(2) عيسى درويش, مصدر سابق, ص 59.