المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل حقق الخليل أهداف الإمامة ؟
27-09-2015
Sort-Then-Add Sequence
19-11-2020
قابلية ذرية atomic susceptibility
30-11-2017
رز ذهبي Golden Rice
1-7-2018
الأدلة على أن صفات اللّه تعالى عين ذاته
2-07-2015
اشارات الاستهداف Targeting Signals
1-6-2020


أولاد و أعقاب عيسى بن زيد  
  
4924   05:42 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص83-86.
القسم :

عقب عيسى بن زيد من أربعة أولاد:

1- احمد المختفي 2- زيد 3- محمد 4- الحسين الغضارة ، و الحسين المذكور هو جدّ عليّ بن زيد بن الحسين الذي خرج في ايّام المهتدي باللّه و بايعه جمع من عوام الكوفة و أعرابها، فارسل المهتدي شاه بن ميكال لحربه في جيش عرمرم فلمّا سمع جيش عليّ بالخبر خافوا لانّ عددهم كان حوالي مائتي فارس ؛ فلمّا رأى عليّ خوف أصحابه و دهشتهم قال لهم : أيها الناس انّ القوم لم يريدوا أحدا سواي و انّي رفعت بيعتي عنكم فاذهبوا لشأنكم و دعوني و اياهم، فقالوا : لا و اللّه لا نفعل هذا أبدا.

فلمّا وصل الجيش دخل في قلوبهم رعب عظيم فقال عليّ : اثبتوا و انظروا ما اصنع، فسلّ‏ سيفه ثم قنّع فرسه و حمل في وسطهم يضربهم يمينا و شمالا فأفرجوا له حتى صار خلفهم و علا على تل، ثم حمل من خلفهم فافرجوا له حتى عاد الى موقعه، فحمل هكذا ثلاث مرات حتى قوى أصحابه و ذهب الخوف عنهم فهجموا على القوم فهزموهم أقبح هزيمة.

و بقى عليّ بن زيد الى أيام المعتمد فأخذه ناجم مع طاهر بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام) و طاهر بن احمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن ابي طالب، بالبصرة فضرب أعناقهم.

كان احمد بن عيسى بن زيد رجلا عالما فقيها زاهدا له كتاب في الفقه، و أمّه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمية، ولد سنة (185) هـ و توفى سنة (240) هـ و كفّ بصره في آخر عمره و كان يعيش في دار الخلافة بعد وفاة أبيه عيسى و تسليمه الى المهدي العباسي كما ذكرناه عند وفاة أبيه و بقي هناك الى زمن الرشيد و قال صاحب عمدة الطالب : كان عند الرشيد الى أن كبر و خرج فأخذ و حبس فخلص، و اختفى الى أن مات بالبصرة و قد جاوز الثمانين، فلذلك سمّي بالمختفي ؛ و زوجته خديجة بنت عليّ بن عمر بن الحسين (عليه السلام) ، و هي أمّ ابنه محمد الوجيه الفاضل المتوفي بالحبس ببغداد.

يقول المؤلف  : من الذين نسبوا أنفسهم الى أحمد المختفي صاحب الزنج، فقد ادعى انّ نسبه هكذا- أنا عليّ بن محمد بن احمد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) و قال له جمع : دعيّ آل أبي طالب، و جاء في توقيع الامام الحسن العسكري (عليه السلام)  : صاحب الزنج ليس من أهل البيت ؛ و أصله من احدى القرى في الري و يميل الى مذهب الازارقة و الخوارج، و يعتقد انّ جميع الذنوب شرك، و كان أصحابه و أعوانه كلهم من الزنج و خرج في ايام المهتدي باللّه لثلاثة أيام بقيت من شهر رمضان سنة (255) هـ في حدود البصرة ثم توجه الى البصرة و ملكها و حرّض الزنج على الثورة و القيام و كان جمع كثير منهم بالبصرة و الأهواز و نواحيها، و كانوا يباعون على أهل الضياع و البساتين و المزارع كي يعملوا فيها.

و وافقه جمع من الأعراب و ظهرت منه أفعال لم يفعلها قبله أحد، و خرج لحربه في ايام المعتمد على اللّه العباسي احمد بن المتوكل أخوه طلحة بن المتوكل، الملقب بالموفق و القائم بأمر الخلافة، فحاربه و استعمل عليه شتى الحيل حتى ظفر به و قتله و أراح الناس من شرّه، و قد بلغت ايام سلطة صاحب الزنج و ملكه حوالي أربع عشرة سنة و أربعة أشهر، و كان رجلا قاسي القلب، ذميم الافعال لم يمتنع من سفك دماء المسلمين و الفتك بهم و أسر نسائهم و قتل ذراريهم و نهب أموالهم، و قيل انّه قتل من أهل البصرة في وقعة واحدة ثلاثمائة الف نفر، و قد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) في اخباره بالمغيبات مرارا الى صاحب الزنج و فتنته و ابتلاء أهل البصرة حيث قال في بعضها : يا أحنف كأنّي به و قد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار و لا لجب‏  و لا قعقعة لجم‏  و لا حمحمة  خيل، يثيرون الارض باقدامهم كأنّها اقدام النعام.

قال السيد الرضي : يومئ (عليه السلام) بذلك الى صاحب الزنج‏ .

يقول المؤلف : لم يكن مع صاحب الزنج في اوائل ظهوره و بعد ما لحق به الزنج و كثر أصحابه الّا ثلاثة أسياف- كما قاله المؤرخين- فخرج الى البصرة فمرّ على قرية الكرخ، فأتاه كبراؤها و هيئوا مكانا لنزوله، فبات ليلته تلك عندهم فلمّا أصبح أهدى له رجل من أهل القرية المسماة جبّى فرسا كميتا فلم يجد سرجا و لا لجاما فركبه بحبل و سنفه‏  بحبل ليف.

قال ابن أبي الحديد : هذا تصديق قول أمير المؤمنين (عليه السلام)  : «كأنّي به قد سار في الجيش الذي لا غبر و لا لجب و لا قعقعة لجم و لا حمحمة خيل ...» .

ثم قال (عليه السلام) للأحنف : «ويل لسكككم‏  العامرة و الدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور، و خراطيم‏  كخراطيم الفيلة من اولئك الذين لا يندب قتيلهم و لا يفتقد غائبهم، أنا كابّ الدنيا بوجهها و قادرها بقدرها و ناظرها بعينها» .

 قال المؤرخون : دخل صاحب الزنج البصرة يوم الجمعة في السابع عشر من شوال سنة (257) هـ فقتل أهلها و أحرق المسجد الجامع و أحرق الدور، و كان يوم الجمعة و السبت و الأحد لا يعمل عملا الّا القتل و الفتك حتى فاضت الجداول بالدم و اتسع الحريق من الجبل الى الجبل و عظم الخطب، و عمّها القتل و النهب و الاحراق ثم أعطى الامان و قال : كلّ من حضر فله الأمان، فلمّا اجتمع الناس غدر بهم و أجرى السيف على رقابهم فعلا الصوت بذكر الشهادتين و جرت الدماء على الارض فقتلهم عن آخرهم و كان أصحابه إذا رأوا أحد أثرياء البصرة انتهبوا ماله اولا و ان لم يجدوا مالا عذّبوه حتى يظهر ماله ثم يقتلوه و لو كان فقيرا قتلوه في ساعته.

 و اختفى من سلم من أهل البصرة في آبار الدور فكانوا يظهرون ليلا، فيطلبون الكلاب و الفئران و السنانير فيذبحونها و يأكلونها، فأفنوها حتى لم يقدروا على شي‏ء منها فصاروا إذا مات الواحد منهم أكلوه فكان يراعي بعضهم موت بعض و من قدر على صاحبه قتله و أكله.

و رأيت امرأة تبكي و بيدها رأس، فقال لها قائل : ويحك ما لك تبكين؟

فقالت : اجتمع الناس على أختى فما تركوها تموت بشكل طبيعي حتى قطّعوها و ظلموني فلم يعطوني من لحمها شيئا الّا الرأس.

 يقول المؤلف : هذه معجزة كبيرة لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث أخبر بما سيقع بالبصرة و قال أيضا : فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم اللّه، لا رهج‏  له و لا حسّ‏  و سيبتلى أهلك بالموت الأحمر و الجوع الأغبر .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.